جانب من الحوار
جانب من الحوار


ناقد أدبي: نجيب محفوظ السارد الأكبر| فيديو

نادية البنا

الجمعة، 18 ديسمبر 2020 - 09:20 م

ينادي العديد من النقاد بتوحيد اللغة في الرواية العربية، إما أن يكتب الراوي روايته كلها بالعامية أو بالعربية الفصحى، ولكن هل هناك حالات يجب خلالها المزج بين العامية والفصحى، وهل يخل ذلك المزج بقيمة وطبيعة اللغة، وفي اليوم العالمي للغة العربية تناقش بوابة أخبار اليوم الناقد والباحث بمجمع اللغة العربية دكتور شحاتة محمد الحو، عن شكل الرواية العربية وقواعدها.

 

اقرأ أيضا| أستاذ نقد أدبي يطالب بتطبيق قانون حماية اللغة العربية في يومها العالمي.. فيديو

قال الناقد الدكتور شحاته محمد الحو باحث بمجمع اللغة العربية بالقاهرة: "إذا كان الشعر هو ديوان العرب كما يقولون، فإن الرواية العربية الآن هي ديوان العرب المحدثين، والرواية العربية الآن تتصدر المشهد الإبداعي العربي ويشهد بذلك ما تنتجه دور النشر سنويا من عدد النصوص الروائية".

 

واستكمل: "الحقيقة أن الرواية العربية لها أسهم واضحة جدا في تطوير اللغة العربية والارتقاء بها وتقريبها إلى الأفهام.. لأنها كانت لغة الشعر كما يقولون هي اللغة العليا والنموذج الأوفى للإبداع.. فإن لغة الرواية أحيانا يقوم الروائي بتفصيح العامية ويرتقي بها إلى لغة الأدب.


وأضاف: "الرواية بطبعها نص أدبي متسع النسيج، فيستطيع النص الروائي أن يضم عدد من المستويات الروائية ما بين لغة أدبية بدرجة عالية من الادبية وما بين لغة رجل الشارع البسيط، ويفعل هذا بجدارة واستحقاق نجيب محفوظ، فعلى سبيل المثال "رواية ميرامار" مفتتح الرواية في ذاته لوحة أدبية وقطعة أدبية ترتقي كما لو كانت قصيدة نثر، وبعد ذلك نجد نجيب محفوظ تتعدد مستوياته اللغوية وفقا للشخصية المتكلمة التي تتلفظ في الرواية حتى تصل اللغة أحيانا إلى اللغة البسيطة العادية وقد ترتقي وفقا لثقافة المتكلم".


وتابع: "نتفق على أن الرواية العربية لها سهمة واضحة جدا في تطوير اللغة العربية وتقريبها إلى الأفهام وهذا إذا كان الروائي متمكنا في مادته ، قادرا على الصياغة واعيا بتراثه، فالرواية العربية لا تسير بالساحة رابحة إلا إذا كان الكاتب العربي له عينان عين على تراثه ، هاضما له وحافظا له والعين الثانية على قضايا امته مناقشا لها واعيا لأبعادها يعيش يوميه غير منعزل عنها".


وأكد أن: "نجيب محفوظ هو السارد الأكبر الذي يمثل هذا بوضوح جلي ، وليس عجيبا أوغريبا ان يكون الفائز الوحيد في العالم العربي بجائزة نوبل ان يكون روائيا رغم ان الرواية فن جديد على الأدب العربي".



واستطرد: "مشكلة الفن الروائي أنه فن بلا قواعد حاكمة، أو فن لا يزال في طور التكوين، فالشعر له وزن وله قافية وله أسس موسيقية لابد أن يعيها الشاعر، أما الفن الروائي هو فن تقريبا بلا قواعد، فقط أن يكون الكاتب محيطا بتراثه وواعيا بقضايا امته، وهذا ربما يطرح جانيا على قدر كبير من الصعوبة والسهولة أيضًا، مضيفًا قد يرى بعض الكتاب وخصوصا من الشباب أن فن الرواية فنً سهلًا، وعلى الروائي أن يحكي حكاية واحدة ثم يمضي وهذا هو المتبع ، ولهذا تخرج مئات النصوص بلا جدوى وبلا قيمة أدبية وبلا فعالية وبلا كفاءة، ففن الرواية يحتاج إلى جهد وتكثيف عقلي ونقدي وإلى وعي بالتيارات الثقافية والسياسية والاجتماعية وما تعيشه الأمة الآن".


وأنهى الحو لقاءه مع بوابة أخبار اليوم قائلًا: "لدينا الآن من المصريين روائيون على قدر كبير جدا من الرهافة الأدبية ومن الإبداع الفني المتفرد مثل الروائي عادل عصمت، عندما تقرأين رواياته تشعرين أنك تقرأين قصيدة شعرية طويلة، إذا فالرواية تشبع في المتلقي جانبين وهما الجانب الجمالي والجانب التثقيفي، وأن اتصبح الرواية مثقفة ولن تكون كذلك إلا إذا كانت الرواية نفسها حاملة لمستويات ثقافية متعددة".

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة