صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


«التعليم..الثقافة».. من المسؤول عن حماية اللغة العربية؟

نادية البنا

الجمعة، 18 ديسمبر 2020 - 10:24 م

"ما ذلّت لغة شعبٍ إلاّ ذلّ، ولا انحطّت إلاّ كان أمره في ذهابٍ وإدبارٍ، ومن هذا يفرض الأجنبيّ المستعمر لغته فرضاً على الأمّة المستعمَرة، ويركبهم بها، ويُشعرهم عظمته فيها، ويستلحِقهم من ناحيتها، فيحكم عليهم أحكاماً ثلاثةً في عملٍ واحدٍ: أمّا الأول فحَبْس لغتهم في لغته سجناً مؤبّداً، وأمّا الثاني فالحكم على ماضيهم بالقتل محواً ونسياناً، وأمّا الثالث فتقييد مستقبلهم في الأغلال التي يصنعها، فأمرُهم من بعدها لأمره تَبَعٌ "...من أشهر قوال معجزة الأدب العربي مصطفى صادق الرافعي، الذي قالها مدافعًا عن اللغة العربية.


وظل من بعد الرافعي الأدباء ينادون بالحفاظ على اللغ العربية، ولكن من المسؤول على الحفاظ على لغتنا الأم التي تعد أول ما يعبر عن هويتنا العربية.

 

اقرأ أيضا| «البحوث الإسلامية» تنشر لمحات لكتاب «فقه اللغة وسر العربية»


وأكد الدكتور محمد العبد أستاذ علوم اللغة وعضو مجمع اللغة العربية، أن حماية اللغة العربية ليست مسؤولية فردية ولكنها مسؤولية مجتمعية يتحملها كل أطياف المجتمع، فوزارات التعليم لها دور هام في ترسيخ حب اللغة العربية في الأطفال، والحفاظ على التطوير والاستمرارية بالممارسة حتى التخرج من الجامعة.


وأضاف العبد، في تصريحات خاصة لبوابة أخبار اليوم، أن الندوات الأدبية والأمسيات الشعرية، والمسابقات لها دور كبير في دعم اللغة العربية عند النشء والشباب أيضًا، كما أن أولياء الأمور عليهم مسؤلية كبيرة، فالكثيرون لا يهتمون بتنمية مهارات القراءة والكتابة بالعربية لدى أبناءهم ويركزون على تعلم اللغات الأجنبية، معتبرين ذلك من أحد صور الوجاهة الاجتماعية.


وذلك ما اتفق عليه دكتور عبد الحكيم راضي، مؤكدًا أن حماية اللغة العربية هي مسألة أمن قومي، ويجب على كل الجهات المعنية التدخل لدعم حمايتها، وذلك بتطبيق قانون حماية اللغة العربية، وتركيز المسؤولين على التحدث باللغة العربية في المناسبات الرسمية والمحافل خصوصا الثقافية.


وكان للهيئة العامة لقصور الثقافة دورًا جليًا في الحفاظ على الهوية الثقافية والأدبية، برعاية المواهب الادبية واستقطاب الأطفال والشباب للمشاركة في الورش والدورات المجانية التي كانت تقدمها وزارة الثقافة ولكن مع الوقت قل اهتمام الجمهور بمثل تلك الانشطة وندر التفاعل، على الرغم من وجود مئات الأماكن الموزعة على جميع المحافظات لخدمة الثقافة المصرية والمحافظة على الهوية العربية، ويرى المتخصصون أن ذلك يرجع لعدم تطوير المادة المقدمة إلى المتلقي، فيقول دكتور محمد العبد لابد من تطوير ما يلقى على الطفل بما يتناسب مع متطلبات الحياة، لكي يساعد ذلك في ترسيخ اللغة العربية.


وبين الأكاديمين والتعليم والثقافة وأولياء الأمور.. مازالت اللغة العربية تطالب بحمايتها بقانون رادع، وستظل باقية إلى أبد الدهر.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة