العدس
العدس


وجبة الغنى والفقير للوقاية من أضرار البرد

«العدس».. فاكهة الشتاء

آخر ساعة

السبت، 19 ديسمبر 2020 - 11:14 ص

ضياء‭ ‬عبد‭ ‬الحميد

العدس‭ ‬فاكهة‭ ‬المصريين‭ ‬فى‭ ‬الشتاء‭.. ‬له‭ ‬مكانة‭ ‬كبيرة‭ ‬فى‭ ‬قلوب‭ ‬الجميع،‭ ‬فطبق‭ ‬شوربة‭ ‬العدس‭ ‬هو‭ ‬الطبق‭ ‬الأساسى‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬مائدة‭ ‬فى‭ ‬فصل‭ ‬الشتاء‭ ‬للوقاية‭ ‬من‭ ‬نزلات‭ ‬برد‭ ‬الشتاء‭ ‬القارس،‭ ‬فهو‭ ‬يعتبر‭ ‬كسلعة‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬الأطعمة‭ ‬التى‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬التدفئة‭.‬

قديمًا‭ ‬قالوا‭ ‬عنه‭ ‬زطعام‭ ‬الفقيرس،‭ ‬لكن‭ ‬الآن‭ ‬وبعد‭ ‬اكتشاف‭ ‬فوائده‭ ‬الصحية‭ ‬المذهلة،‭ ‬أصبح‭ ‬طعام‭ ‬الغنى‭ ‬قبل‭ ‬الفقير،‭ ‬وبات‭ ‬طبق‭ ‬الشوربة‭ ‬أساسيا‭ ‬ومحببا‭ ‬على‭ ‬الموائد‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬البيوت،‭ ‬وفى‭ ‬الفنادق‭ ‬الفخمة‭ ‬يعتبر‭ ‬طبق‭ ‬شوربة‭ ‬العدس‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬وأحب‭ ‬الأطباق‭ ‬لدى‭ ‬رواد‭ ‬الفنادق،‭ ‬فهو‭ ‬غذاء‭ ‬صحى‭ ‬مليء‭ ‬بالمعادن‭ ‬والألياف‭ ‬والفيتامينات‭.‬

حكايه‭ ‬شربة‭ ‬العدس‭ ‬مع‭ ‬المصريين‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬أيام‭ ‬الفراعنة‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬شعوب‭ ‬الأرض‭ ‬التى‭ ‬تعرفت‭ ‬على‭ ‬حبوب‭ ‬العدس‭ ‬وكيفية‭ ‬استخدامها‭ ‬فى‭ ‬طعامهم،‭ ‬وقيل‭ ‬إنه‭ ‬كان‭ ‬يطلق‭ ‬عليها‭ ‬اسم‭ ‬زالأدسس‭ ‬طبقا‭ ‬للغة‭ ‬الهيروغليفية،‭ ‬ويكتسب‭ ‬العدس‭ ‬أهمية‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬فئة‭ ‬البقوليات‭ ‬التى‭ ‬عرفها‭ ‬الفراعنة‭ ‬لقيمتها‭ ‬الغذائية‭ ‬العالية،‭ ‬فى‭ ‬حين‭ ‬اعتبره‭ ‬الرومان‭ ‬من‭ ‬أغذية‭ ‬الطبقات‭ ‬الفقيرة‭ ‬جدا‭ ‬يأكله‭ ‬الفقراء‭ ‬والراغبون‭ ‬فى‭ ‬التقشف‭ ‬وترك‭ ‬متاع‭ ‬الدنيا‭ ‬من‭ ‬الطعام‭.‬

الدراسات‭ ‬العلمية‭ ‬الحديثة،‭ ‬أثبتت‭ ‬أن‭ ‬300‭ ‬جرام‭ ‬من‭ ‬العدس‭ ‬تعادل‭ ‬فى‭ ‬قيمتها‭ ‬الغذائية‭ ‬حوالى‭ ‬500‭ ‬جرام‭ ‬من‭ ‬اللحم‭ ‬الأحمر،‭ ‬كما‭ ‬يحتوى‭ ‬العدس‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الفيتامينات‭ ‬فى‭ ‬مقدمتها‭ ‬فيتامين‭ ‬A‭ ‬وفيتامين‭ ‬B‭ ‬وفيتامينC،‭ ‬وهو‭ ‬مفيد‭ ‬لمرضى‭ ‬الكبد،‭ ‬لذا‭ ‬كان‭ ‬الطعام‭ ‬المفضل‭ ‬لبعض‭ ‬الملوك،‭ ‬كما‭ ‬تساعد‭ ‬قشور‭ ‬العدس‭ ‬على‭ ‬مكافحة‭ ‬الإمساك‭ ‬ومعالجة‭ ‬حالات‭ ‬فقر‭ ‬الدم‭ ‬والأنيميا،‭ ‬وتزداد‭ ‬قيمته‭ ‬عند‭ ‬تناول‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬شرائح‭ ‬البصل‭ ‬الأخضر‭ ‬معه‭ ‬كما‭ ‬يفعل‭ ‬عامة‭ ‬الناس‭.‬

حسين‭ ‬إبراهيم‭ ‬مدير‭ ‬أحد‭ ‬المطاعم‭ ‬الكبيرة‭ ‬بوسط‭ ‬البلد‭ ‬أوضح‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬فوائد‭ ‬سحرية‭ ‬لشربة‭ ‬العدس‭ ‬قائلا‭ ‬العدس‭ ‬يعتبر‭ ‬من‭ ‬أغنى‭ ‬البقول‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬ويلاقى‭ ‬قبول‭ ‬الزبون‭ ‬المصرى‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬فصل‭ ‬الشتاء‭ ‬فهو‭ ‬إحدى‭ ‬الأكلات‭ ‬المصرية‭ ‬التى‭ ‬تندرج‭ ‬تحت‭ ‬أنواع‭ ‬الشوربة‭ ‬المصرية‭ ‬زشوربة‭ ‬العدسس‭ ‬والمصريون‭ ‬اتخذونها‭ ‬كوجبة‭ ‬رئيسية‭ ‬فى‭ ‬فصل‭ ‬الشتاء‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬التدفئة‭ ‬فى‭ ‬البرد‭ ‬القارس‭ ‬لما‭ ‬تحتويه‭ ‬من‭ ‬سعرات‭ ‬حرارية‭ ‬عالية‭ ‬وكربوهيدرات،كما‭ ‬أنه‭ ‬أغنى‭ ‬من‭ ‬اللحوم‭ ‬لأنه‭ ‬غنى‭ ‬بالمواد‭ ‬الزلالية‭ ‬والهيدروكربونية‭ ‬والدهنية‭..‬كما‭ ‬يساعد‭ ‬قشر‭ ‬العدس‭ ‬على‭ ‬مكافحة‭ ‬الإمساك‭ ‬ويدر‭ ‬البول‭ ‬ويعالج‭ ‬فقر‭ ‬الدم‭ ‬والأنيميا‭..‬ويقوى‭ ‬العظام‭ ‬والأسنان‭ ‬لاحتوائه‭ ‬على‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الكاليسيوم‭ ‬والفوسفور‭ ‬والحديد‭. ‬وهى‭ ‬معادن‭ ‬ضرورية‭ ‬لبناء‭ ‬العظام‭ ‬وتقوية‭ ‬العضلات‭.‬

ورغم‭ ‬الفوائد‭ ‬العديدة‭ ‬للعدس‭ ‬إلا‭ ‬أننا‭ ‬نستورد‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬98‭ % ‬من‭ ‬استهلاكنا‭ ‬منه‭ ‬بالكامل،‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬يؤكده‭ ‬أحمد‭ ‬الباشا‭ ‬أدريس‭ ‬رئيس‭ ‬شعبة‭ ‬الحاصلات‭ ‬الزراعية‭ ‬والغلال‭ ‬بغرفة‭ ‬القاهرة‭ ‬التجارية،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أننا‭ ‬نستورده‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬أماكن‭ ‬هى‭ ‬أستراليا‭ ‬وكندا‭ ‬وتركيا‭ ‬وذلك‭ ‬نتيجة‭ ‬لارتفاع‭ ‬تكلفة‭ ‬زراعة‭ ‬العدس‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬مقابل‭ ‬سعر‭ ‬المستورد‭ ‬الذى‭ ‬يختلف‭ ‬حسب‭ ‬أسعاره‭ ‬فى‭ ‬البورصة‭ ‬العالمية‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬700‭ ‬و800‭ ‬دولار‭ ‬للطن‭ ‬وذلك‭ ‬حسب‭ ‬المواسم‭ ‬التى‭ ‬يزداد‭ ‬فيها‭ ‬الإقبال‭ ‬على‭ ‬غلة‭ ‬العدس‭ ‬فى‭ ‬فصل‭ ‬الشتاء‭ ‬القارس‭ ‬لما‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬قيمة‭ ‬غذائية‭ ‬عالية‭ ‬جدا‭ ‬فى‭ ‬التدفئة‭..‬حيث‭ ‬نستهلك‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬طن‭ ‬فى‭ ‬السنة،‭ ‬ويختلف‭ ‬سعر‭ ‬الكيلو‭ ‬فى‭ ‬الأسواق‭ ‬حسب‭ ‬نوعه‭..‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬يصل‭ ‬سعر‭ ‬كيلو‭ ‬العدس‭ ‬الكندى‭ ‬13.5‭ ‬جنيه،‭ ‬والأسترالى‭ ‬13.75‭ ‬جنيه‭ ‬فى‭ ‬حين‭ ‬يتراوح‭ ‬سعر‭ ‬كيلو‭ ‬العدس‭ ‬التركى‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬16‭ ‬و17‭ ‬جنيها‭ ‬لأنه‭ ‬أجودهم‭.‬

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة