مؤمن خليفة
مؤمن خليفة


بدون أقنعة

حكايات فى المترو

مؤمن خليفة

السبت، 19 ديسمبر 2020 - 06:14 م

كاد المواطن الستينى العمر يشتبك مع الموظف أمام شباك التذاكر بمحطة مترو الشهداء.. وعلا صوته.. المواطن يطلب تذكرة كبار السن لزوجته والموظف يرفض ويطلب منه أن تحضر لاستلامها أو يحضر له بطاقة الرقم القومى التى تخصها والزوجة تقف أمام ماكينة الدخول تنتظر زوجها.. الموظف ممكن أن يكون على حق فهو ينفذ التعليمات الصادرة له والرجل الستينى مندهش.. وتطوع أحد الركاب بإحضار الزوجة حتى ينهى المشكلة.
والحكاية ببساطة أن هذا المواطن كان مشتركا فى الخط الأول وعند موعد التجديد اكتشف أن اشتراك أصحاب المعاشات الذى كان يتمتع به ألغى ولن يتم تجديده وأنه يستطيع الحصول على نصف تذكرة كلما أراد ركوب المترو.. ذكرتنى الحكاية باحدى شركات المحمول التى تقدم خدمة الرسائل القصيرة على عروضها وتسهب فيها لإغراء المشتركين وتجزل العطاء لهم وهى تعلم أنهم لن يلجأوا لها لأن هناك خدمة «الواتس آب» التى أصبحت بديلا لهم لإرسال وتلقى رسائلهم وأنهم لن يستخدموا هذه الخدمة مطلقا.. عبقرى فى التسويق من قدم هذا المقترح العجيب.
كانت شركة المترو في إطار خدمة كبار السن قدمت لهم اشتراكا كل 3 شهور بمبلغ 135 جنيها إضافة إلى 5 جنيهات للاستمارة وكانت بالفعل خدمة جليلة تجنب كبار السن التزاحم على شبابيك التذاكر خاصة فى أوقات الذروة لكنها تراجعت فجأة واستبدلت الخدمة بتذكرة منخفضة لكنها لم ترحمهم من الوقوف فى الطوابير لشراء التذكرة وإظهار البطاقة للموظف فى حال طلبها.
ليس هناك مبرر لإلغاء الخدمة لدى شركة إدارة وتشغيل المترو على الإطلاق.. وكان يمكنها الاستمرار مع رفع قيمة الاشتراك إذا كان لا يحقق لها أى فائدة تذكر.. المهم الا تتراجع عن خدمة كبار السن طالما هناك تيسيرات لهم فى وسائل النقل العام ولكن الشركة قدمت بديلا لمن هم فوق سن السبعين عاما بالركوب مجانا.. وهنا أتساءل.. كم شخصا فى هذه الفئة العمرية يكون قادرا على الحركة والتنقل فى المترو وكم مواطنا يستطيع التمتع بهذه الخدمة؟ لقد فعلت شركة المترو كما فعلت شركة المحمول التى قدمت خدمة الرسائل القصيرة وهى تعلم تماما أنه لن يتم استخدامها أبدا!
المحطات الفرعية
فى محطات المترو الرئيسية من الصعب أن يدخل الركاب بدون ارتداء الكمامة.. هذه المحطات تحظى بنصيب كبير من الانضباط لكن المشكلة تظهر بوضوح فى المحطات الفرعية وما أكثرها فى جميع الخطوط! حيث لا التزام بالكمامة عند الدخول أو على الأرصفة.. التواجد الشرطى قليل فى هذه المحطات والأشخاص القائمون على ماكينات الدخول لا يسألون أحدا وهم على حق فليست مهمتهم وقرار الغرامة غير مفعل تماما فى هذه المحطات التى يمكن أن يأتى منها فيروس «كورونا» بسهولة.. الحل فى تزويد هذه المحطات برجال الشرطة للتواجد على الأرصفة حتى يتعود الركاب على وجودهم وبالتالى لن يدخل أى راكب بدون ارتداء الكمامة.. هناك مواطنون يصرون على المخالفة وتركهم هكذا حرام ونحن نسعى لاحتواء هذا الداء اللعين ولن تتحمل المنظومة الصحية تزايد أعداد المصابين.. وقانا الله شرها.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة