أسامة عجاج
أسامة عجاج


فواصل

اختيار إيران المر..!

أسامة عجاج

السبت، 19 ديسمبر 2020 - 06:18 م

مع إشراقة عام جديد، وإذا سارت الأمور دون تصعيد جنونى من أي من الطرفين، إيران من جانب وواشنطن وتل أبيب من جانب آخر، خلال ال ٤٠ يوما، الباقية على انتهاء ولاية ترامب، ستجد إيران نفسها أمام تحديات من نوع جديد، خاصة مع وصول الرئيس الأمريكى الجديد جون بايدن إلى المكتب البيضاوي، صحيح انها استوعبت وبخسائر مروعة على الاقتصاد، توابع قرار دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووى فى الثامن من مايو ٢٠١٨، والذى أعقبها بفرض عقوبات اقتصادية على مراحل، بعد رفعها فى عام ٢٠١٥ فى زمن أوباما، وممارسة سياسية الضغوط القصوى على النظام الإيرانى، صحيح أيضا، ان هناك تفاؤلا إيرانيا بخروج ترامب من البيت الأبيض، حيث اعتبرت أعوامه الأربعة السابقة سنوات كبيسة، ولكن عليها ان يظل تفاؤلها حذرا، خاصة مع مؤشرات مهمة من شركاء اتفاق خمسة زائد واحد، خاصة من الترويكا الأوربية، ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، والتى تضع سقفا للطموح الإيرانى مع فتح ملف الإتفاق، واشتراطات الأطراف السابقة لذلك، سواء بإدخال تعديلات عليه، أو التوصل إلى آخر جديد، والأمر يدفعنا كعرب خاصة فى منطقة الخليج إلى مزيد من الحذر، وتكثيف الاتصالات،والتأكيد على ان يكون هناك مقعد عربى أو أكثر على مائدة التفاوض القادم، لضمان تضمين أى اتفاق جديد، ما يضمن مصالح المنطقة، ويتعامل مع مخاوفها، من تمدد مخاطر إيران فى المنطقة العربية، والذى زادت معدلاته فى أعقاب توقيع اتفاق فى زمن أوباما، حيث حرصت الدول صاحبة الاتفاق على منع برنامج إيران النووى،كهدف وحيد، دون أى اهتمام بضمان وقف لهذه التدخلات.
ولعل رصد سريع لتصريحات العديد من المسئولين، فى عواصم أوربية، ومن إدارة بايدن، تشير إلى وجود نظرة مختلفة إلى أى اتفاق جديد، ووفقا لما قاله وزير الخارجية الألمانى هايكو ماس، فان «الاتفاق النووى لم يعد كافيا، ويجب ان يكون هناك اتفاق جديد مع طهران يشمل برنامج الصواريخ الباليستية، وكشف عن اتفاق بلاده مع فرنسا وبريطانيا على ضرورة ان تلعب إيران دورا مختلفا فى المنطقة، وقال «نحن بحاجة إلى هذا الاتفاق لأننا لا نثق بها»، بايدن نفسه وصف المفاوضات المتوقعة مع إيران بانها وان كانت «صعبة» ولكنه سيفى بوعده فى إحيائها، بينما مرشحه مستشارا للأمن القومى جيك سوليفان فقد كشف عن ان عودة أمريكا إلى الاتفاق النووى يمكن ان يمهد الطريق للدخول فى مفاوضات آخرى حول «قضايا أشمل».
ما يمكن فهمه ان المباحثات القادمة يمكن ان يكون من بين بنودها دور إيران الإقليمي، بالإضافة إلى الصواريخ الباليستية،وأعتقد ان دولًا عربية محورية ومعنية بالقضية مثل مصر والسعودية، معنيه بالأساس بإحياء المقترح الذى تم إجهاضه، اثناء المباحثات التى أدت إلى الاتفاق سابقًا، بمشاركة كل من الدولتين فيها، مع دول عربية آخري، لاستمزاج رأيها، خاصة وان إيران قد تناور بتقديم تنازلات فيما قضايا التسلح، على أساس انها فى بؤرة اهتمام الدول الغربية وواشنطن، وقد توافق طهران على مطالب الغرب، وتؤجل برنامجها، فى انتظار تغيير الظروف، أو تلجأ إلى التطوير السرى لها، فى مقابل تخفيف ضغوط الغرب حول استهداف سياساتها الإقليمية، خاصة بعد النجاح الكبير الذى تم خلال الحقب الأخيرة، فى العديد من الساحات العربية، ومازلنا نتذكر التصريح الذى أدلى به على يونسى وزير الاستخبارات الأسبق، من سيطرة بلاده على اربع دول عربية العراق وسوريا ولبنان واليمن.
وحقيقة الأمر ان التدخل الخارجى يرتبط بعاملين أساسيين، انه جزء من أوراق تستخدمها طهران فى تعزيز وجودها كقوة إقليمية، بالإضافة إلى بعد آخر عقائدي، يمكن رصده من خلال مواد الدستور الإيرانى،سواء الذى تم إقراره فى عام ١٩٧٩، أو تعديله بعد بعشر سنوات، حيث نص على ان مهمة جيش الجمهورية الإيرانية والحرس الثوري، ليس فقط حماية الحدود، بل تتكفل بتوسيع حاكمية قانون الله فى العالم، وحمل رسالة عقائدية أى الجهاد فى سبيل الله»، وتعتبر ان تصدير الثورة أحد أدواتها لتحقيق ذلك، ويكفى هنا ما تعانيه مملكة البحرين من ذلك.
نحن كمنطقة عربية فى لحظة فارقة، سيعود الهدوء إلى العراق، والاستقرار فى سوريا، وتنتهى أزمات لبنان، وتتوقف الحرب فى اليمن، لو نجحنا فى حشد دول العالم ودول القرار الدولى، لإنهاء دور ايران التخريبى فى المنطقة العربية.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة