الطب عند الفراعنة- أرشيفية
الطب عند الفراعنة- أرشيفية


حكاية مدارس الطب في مصر الفرعونية.. «بين كل رجلين طبيبًا»

شيرين الكردي

الأحد، 20 ديسمبر 2020 - 10:36 ص

كشف الباحث الآثارى رضا الشافعى، الحاصل على ماجستير في الآثار المصرية القديمة عن الطب في مصر القديمة، تفاصيل حياة الطب في مصر الفرعونية، وحكاية أول طبيب في العالم «حسي رع»، الملقب براعي الطب في مصر الفرعونية.


وأكد «الشافعي» في دراسته، أن المصرى القديم اعتقد أن «ايزيس وسخمت وايمحوتب» هم آلهة الطب ووصفوا ايزيس بأنها آلهة الطب الحقيقية، وأن صفاتها الجمالية كانت جذابة للأرواح وكانت تدعى «هاتور آلهة السماء» وتدعى «نيت  آلهة التناسل» وينسبون اليها اهتمامًا عظيمًا بالحوامل، وشيدوا باسمها معبدًا خاصًا معدًا لتعليم القابلات وتمريض الحبالى تقصده النساء عندما يعتريهن مرض أثناء الحمل حتى تنالن الشفاء وتضعن حملهن بسلام.

 

بردية «ايبرس»
وكان لدراسة الطب فى مصر الفرعونية قواعد ملزمة، وقد أشار مؤلف بردية «ايبرس» إلى أنه تلقي علومه في «اونهليوبوليس» قبل أن يتجه إلى «ساو»، حيث يقول: اني قد تخرجت من هليوبوليس مع أمراء البيت الكبير، وإني تخرجت من ساو في صحبة أمهات الآلهة، وقد اسبغن علي حمايتهن  ذلك لكي أطرد جميع الأمراض، وليس هناك من ريب أن هذا دليلا علي أن هناك مدارس طبية كانت في كل من هليوبوليس وسايس وغيرهم من المراكز الثقافية في مصر القديمة».

اقرأ أيضًا: باحث أثري: الكرم والعطاء صفة أصيلة في المصري القديم

 

الأسرة الأولى
ويؤكد الباحث الآثارى رضا الشافعى أن نشأة المدارس الطبية في مصر القديمة يرجع إلي عهد الأسرة الأولى (حوالي 3200 ق -م ) و بعض هذه المدارس قد بلغ شهرة كبيرة، لعل من أشهرها مدرسة «اون»  ومدرسة أنشئت في ساو  بصالحجر للمولدات اللائى يقمن بدورهن بتدريس علم أمراض النساء للأطباء أنفسهم، ثم مدرسة «ايمحوتب» في منف التي زادتها شهرة مكتبتها والتي كان يتردد عليها الأطباء حتى القرن الثاني الميلادي، ثم مدرسة «طيبة» الأقصر، وكانت المدارس الموجودة في هذه المدن اشبه بجامعات كبرى لتلقي العلوم الطبية بأنواعها، ثم بعض علوم اللاهوت والحساب والفلك والهندسة، كما أن أول صيدلي عرفه التاريخ هو «با حري بدجت» الذي عاصر فترة من حكم «رمسيس الثاني».
ولم تكن هناك مؤسسات محددة لتعليم الطب ولكن هذا الأمر كان يجري في المعابد في المكان الذي يعرف باسم «بر — عنخ» أي «بيت الحياة»، حيث تعتبر مؤسسة تعليمية بحثية تتعامل مع جوانب علمية متعددة من بينها الطب كما كانت بمثابة مكتبة تضم أهم المعارف آنذاك، وذكر هيرودوت أن في أرض مصر تجد بين كل رجلين طبيبًا.

 

مدارس كالمعابد
من جانبه، ألقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، الضوء على هذه الدراسة، موضحًا أن مدارس الطب في مصر القديمة وجدت في المعابد الكبري والمدن الكبرى مثل تل بسطة " الزقازيق "  و صالحجر " الغربية " ، و أبيدوس " سوهاج "، و عين شمس " القاهرة " و لقد ورد في برديتي " ادوين سميث"  و "ايبرس " أن كاهن الآلهة "اسخمث " في تل بسطة كان متمرسًا في الطب ، كما ورد في نفس البرديتين مقولة " أن الأصل في الطب هو القلب.


ويضيف الدكتور ريحان أن كلمةswnw  وردت في اللغة المصرية القديمة وتعني «الطبيب»  و طبقًا لنصوص مصرية قديمة، فإن من يحمل هذا اللقب ويشغل هذه الوظيفة كان يجب أن يكون مؤهلًا و موهوبًا إلي حد كبير، وكان هناك أربع درجات من الأطباء، وهي الطبيب، كبير الأطباء، مفتشو الأطباء، مدير الأطباء، وأن الكلمة تشير الي الطبيب بوجه عام  سواءً كان ممارسًا أم جراحًا أم طبيب أسنان، أم بيطريًا ، أم صيدليًا وكان الطبيب يعتبر في المراحل الأولى من عمله طبيبًا ممارسًا وبعد سنوات من الخبرة يبدأ مرحلة التخصص.

 

مجموعات عمل
و كان الأطباء يتواجدون في أماكن عمل مجموعات من البشر كالمناجم و المحاجرو إقامة المنشآت الكبيرة ( المعابد - المقابر – القبور) و كانوا يعالجون الأمراض المختلفة إلي جانب حالات السموم الناجمة عن لدغ الثعابين والعقارب.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة