«بسماتيك الأول» في فرنسا
«بسماتيك الأول» في فرنسا


قصة صورة | التابوت الذي يحوى مومياء الملك «بسماتيك الأول» بفرنسا

شيرين الكردي

الأحد، 20 ديسمبر 2020 - 12:12 م

يعد التابوت الذي يحوى مومياء الملك «بسماتيك الأول» ثاني حكام الأسرة الـ ٢٦، تحفة فنية نادرة بكل ما تحمل الكلمة من معاني فهو مصنوع من الخشب المطلي بطبقة من الجص الملون ومزينة بنقوش غاية في الجمال والروعة والكتابات الجنائزية الملونة والفريدة، وهو الآن متحف الفنون الجميلة «غرونوبل» فرنسا.

تاريخ «بسماتيك الأول»:

حكم «بسماتيك الأول» مصر خلفا للملك "نكاو الأول" مؤسس الأسرة واستطاع السيطرة على أقاليم مصر العليا وتوحيد البلاد من جديد واتخد مدينة "صاو" عاصمة للبلاد بدلتا مصر والتى عرفت عن الرومان بـ"سايس" والتى تقبع بمركز بسيون بمحافظة الغربية حيث استمر حكمه لمدة ٥٤ عاما فى الفترة مابين ٦٦٤ - ٦١٠ ق.م .

لم يكن صعبًا على الملك العسكرى والسياسى المحنك بسماتيك الأول أن يسيطر على الدلتا التى جاء منها، خصوصًا أن أمراء الدلتا كانوا ضعافًا وحكامها لم يكونوا يشكلون أية خطورة تذكر عليه وتحديدًا بعد أن مهد له أبوه الحكم أثناء فترة تبعيته للحكم الآشورى، غير أن الصعوبة الحقيقية التى واجهها الملك بسماتيك الأول كانت هى كيفية سيطرته على الصعيد المصرى البعيد عن الدلتا والعصى على السيطرة والاعتراف بحكمه، وتحديدًا مدينة طيبة العاصمة الدينية العريقة ومركز عبادة الرب الأكبر الإله آمون.

الملك بسماتيك الأول أثبت أنه سياسى محنك ورجل دولة من طراز رفيع، ففى عام 656 قبل ميلاد السيد المسيح، قام بإرسال ابنته الأميرة نيوت إقرت أو نيوتكريس إلى الجنوب، إلى طيبة عاصمة مصر الدينية الكبرى، كى يتم تعيينها كزوجة مستقبلية للإله آمون رب طيبة الأعظم، فى معبد الإله آمون بالمدينة، وكى يضمن السيطرة الدينية ومن ثم السياسية على طيبة وعلى الجنوب وعلى معبد الإله آمون وكهنته المسيطرين ودولته ذات الأوقاف والإقطاعيات والهبات والمؤسسات الاقتصادية القوية والمتحكمة فى الجنوب وفى مصر ككل.

متحف غرونوبل بفرنسا 

 يعد متحف غرونوبل واحدًا من أعرق المتاحف في فرنسا، وهو يقدم مجموعة استثنائية من الفنون الجميلة في أجواء رائعة، ويوفر هذا المبنى المعاصر مساحة واسعة تبلغ 18000 متر مربع تحيط بها حديقة رائعة مليئة بالمنحوتات، وتشمل المعروضات مجموعات واسعة ن الآثار وفنون العصور الوسطى فضلاً عن اللوحات الأوروبية من القرن الـ15 حتى القرن الـ20، ومن أبرز اللوحات الفنية في المتحف لوحة سانت جريجوري الرائعة التي رسمها روبنز، وقطعة القديس جيروم المعبّرة التي رسمها جورج دو لا تور، واللوحة الواقعية لدوجان ديلاكروا روجر ديليفرانت أنجيليك.

تتمتع مدينة غرونوبل بموقع مثالي في وادي إيسر وتحيط بها قمم الجبال الملهمة لجبال الألب الفرنسية، وهي واحدة من أجمل الخلفيات في فرنسا، وتفتخر غرونوبل بالعديد من مناطق الجذب السياحي بما في ذلك المدينة القديمة التي تحتضن مجموعة مذهلة من الشوارع المرصوفة بالحصى والساحات الخلابة، والحدائق والمساحات الخضراء المنتشرة في جميع أنحاء هذه المدينة الصناعية، فضلاً عن مجموعة من المتاحف التي تعرض التراث الغني لهذه المدينة التي كانت سابقاً عاصمة إقليم دوفيني التاريخي.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة