شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب
شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب


«التطرف الإلكتروني» يجتاح العالم.. وهكذا يكافحه الأزهر

إسراء كارم

الأحد، 20 ديسمبر 2020 - 01:29 م

أوضح«مرصد الأزهر لمكافحة التطرّف» ، أن المتأمل في الأحداث الإرهابية التي عصفت بالعديد من دول العالم منذ عام 2015، لا تخطئ عيناه أبدًا أنَّ "خطاب الكراهية" هو المحرك الرئيس لكل أعمال العداء والتمييز والعنف.


وأضاف أن ذلك يأتي في ظل غياب خط فاصل متّفَقٌ عليه دوليًّا أو محليًّا بين حرية التعبير التي يكفلها القانون الدولي لحقوق الإنسان، وبين ما يُعتبر تحريضًا ضد شخص ما أو مجموعة من الأشخاص بسبب دين أو عرق أو لون أو جنس.  

ولفت المرصد إلى أنَّ الضحايا الأبرياء لهذه الهجمات، يثبتون بما لا يدع مجالًا للشك أنَّ "الخطاب المتشدد" على المستوى العقائدي أو السياسي، لاسيما في ظل الثورة التكنولوجية الهائلة وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي، أصبح وعاءً لترويج الأفكار والأهواء المغلوطة والمتطرفة.

وقال المرصد، إنه إيمانًا بأن النشء والشباب هم وقود الدول وركيزتها المستقبلية للبناء والتطوير والتعمير، حرصت مؤسسة الأزهر الشريف منذ نشأتها منذ أكثر من ألف عام –ولكونها من أهم وأقدم المؤسسات السنية الدينية والعلمية في العالم– على الاضطلاع بدورها في تربية النشء والشباب والحفاظ عليهم بكافة السبل الممكنة من الوقوع في براثن التطرّف.

 وأفاد بأنه مع بروز نشاط الجماعات المتطرفة والإرهابية خلال الآونة الأخيرة، واستغلالها للنشء والشباب كوقود لأهدافها الواهية والزائفة، والتغرير بهم من خلال أفكار ومعتقدات دينية مغلوطة، بات لزامًا على الأزهر الشريف أن يكون له دورٌ في هذه الحرب الضروس ضد تلك الأفكار والمعتقدات الزائفة والمغلوطة التي تسعى إلى إيقاع النشء والشباب في براثنها، لا سيما من خلال الشاشات الرقمية والإعلامية.

واستكمل المرصد خلال تقرير له، أنه لذلك سارعت المؤسسة الأزهرية، وعلى رأسها الإمام المجدد، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إلى اكتشاف هذا العالم الافتراضي واستغلاله واستثماره من أجل حماية النشء والشباب، وبناء "إنسان" يؤمن بالتعايش وتقبل الآخر باختلافاته الثقافية والدينية والعرقية، متخذًا من "الحوار" طريقًا لاكتشاف الآخر والتعرف عليه، وسبيلًا لإقناعه بتقبل الفكر النقدي، وتقبل الآراء المعارضة بأسلوب يضمن حرية العقيدة ويحفظ للنفس البشرية كرامتها وحقوقها.


وأكد أنه لمواجهة خطر "التطرّف الإلكتروني" فقد أصبح من الضروري أن يتفاعل الأزهر الشريف  بكل مرونة ويسر مع الثورة التكنولوجية، لتأدية رسالته العالمية وحماية النشء والشباب من خطر "منصات التواصل الاجتماعي"، والتي تُمثلُ أحيانًا مصدرَ قلقٍ وخطرٍ يُهدد بعض المجتمعات واستقرارها، ووسيلةً لتحقيق أغراض سياسية أو دينية أو عِرقية؛ الأمر الذي يدق ناقوس الخطر ويُوجِب التكاتف بين كافة الدول لتنفيذ استراتيجية تحمي الشباب من هذا الخطر، والتصدي للحملات الإلكترونية المُوجّهة التي تستهدف في المقام الأول تدمير فِكر الشباب، الذي تُعوّل عليه كل دولة في تقدُّمِها وريادتها.

وأوضح أنه لهذا، فقد قام "الأزهر الشريف" بتدشين العديد من الكيانات التي تعمل على مكافحة ظاهرة التطرّف بشكل عام، والتطرّف الإلكتروني بشكل خاص، منها:
1-    "مرصد الأزهر لمكافحة التطرّف"، ليكون خط الدفاع الأول عن النشء والشباب ضد مظاهر التضليل في خطابات الحركات والجماعات المتطرّفة والإرهابية المنتشرة بكثرة على الشبكة العنكبوتية، لا سيما منصَّات التواصل الاجتماعي؛ من خلال مكافحة وتفنيد حقيقية الأفكار الخاطئة والمفاهيم المطّاطيّة والمغلوطة بين رواد تلك المنصات. 


2-    وبذلك يمثّل المرصد "العين الحارسة" لشباب الأمة في ظل الثورة الرقمية التي يشهدها العالم الآن، وانتشار الهواتف الذكية بتطبيقاتها المختلفة، والتي غزت كل بيتٍ، وبات لها تأثيرٌ واضحٌ على منظومة القيم الثقافية والاجتماعية والدينية؛ نظرًا لشغف الشباب بكل ما هو جديد، وسرعة تأثرهم بالأحداث، علاوة على ضعف خبرات بعضهم الحياتية والثقافية؛ الأمر الذي يجعل لتلك المنصات تأثيرًا على بعض المجتمعات واستقرارها، حيث يتم من خلالها استقطاب العديد من الشباب لتنفيذ هجمات إرهابية ضد بلدانهم ومجتمعاتهم.


2- "مركز الأزهر للفتوي الإلكترونية"؛ والغرض منه تقديم خدمات الفتوى، من أجل خلق جيل واعٍ بصحيح الدين الإسلامي وعلومه، والتيسير على المستفتين من خلال التعددية المذهبية التي يمتاز بها الأزهر الشريف. ومن أهم أهداف هذا المركز أيضًا التصدّي للفتاوى المتشددة. 


3- "أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ وباحثي الفتوى"؛ والتي لها دور كبير في تجديد الخطاب الديني ومواجهة الأفكار الهدامة الدخيلة على المجتمع، وإعداد الداعية والمفتي المعاصر، والمُتمَكّن في الرد على الشبهات التي تستغلها الجماعات المتطرفة والإرهابية في تجنيد واستقطاب الشباب. كما تحرص الأكاديمية أيضًا على تدريب الأئمة على كيفية التعامل مع ثورة المعلومات، مع التركيز على الأمن المعلوماتي ومواجهة التطرّف الإلكتروني، وكذلك التدريب على الحوار التكنولوجي مع المتطرّفين.


4- استحداث مادة علمية بكلية الدعوة الإسلامية، بعنوان "وسائل الدعوة الحديثة"، يتم من خلالها مناقشة إيجابيات وسلبيات وسائل التواصل الاجتماعي، مع كيفية التوظيف الدّعَوي لها في مواجهة تحدّيات الدعوة الإسلامية المعاصِرة.
 

اقرأ أيضًا: مرصد الأزهر: عقدنا 3 جلسات في مجلس الأمن لنبذ العنف والتطرف

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة