الأحد، 20 ديسمبر 2020 - 06:15 م

عندما كنت طفلة صغيرة كان يخيم على بيتنا شعور بالحزن فقد طلقت أمي وأنا في السادسة وأخذ أبي كل أخوتي وتركني مع أمي بحكم قانون الحضانة والتي كانت تسلي همومها بالاستمتاع إلى الأغاني عن طريق الحاكي.. مشاهد ظلت عالقة في أذهان الطفلة فايزة أحمد.

وعندما كبرت وباتت وأصبحت واحدة من مشاهير الوطن العربي، تحدثت كروان الشرق فايزة أحمد، قائلة: "بدأت من كثرة سماعي أقلد ليلى مراد وأسمهان ولم أنفع في المدرسة، وكنت كثيرة الهروب والغياب واستغاث الجيران من غنائي الذي يمتد حتى منتصف الليل، لكن أمي كانت تشجعني على أن أمضي في الطريق الذي رسمه قدري".

أحضرت لي مدرسا يلقنني أصول الموسيقى والغناء، وفي العاشرة اكتشفت أن عدم إجادتي للقراءة والكتابة ستكون عقبة وعدت إلى المدرسة من جديد لكن ناظرة المدرسة بدأت من أول لحظة في الاساءة لي لأنني أغني.

خرجت من المدرسة ودفعتني الظروف إلى احتراف الغناء وأنا في الحادية عشر من عمري حتى أغطي مصاريفي، وتقدمت إلى الإذاعة اللبنانية حيث أديت اختبار صوت أمام لجنة برئاسة السيد محيى الدين سلام والد المطربة نجاح سلام وبعد أيام جائني خطاب من الإذاعة اللبنانية يحدد موعدا لتسجيل أغنية لي.

طفلة وزوجة

كانت خطواتي الأولى متعثرة.. الأغنيات كلماتها ضعيفة والألحان ضعيفة وخلال عملي بالإذاعة أحسست بأحد الموسيقيين يحوطني بعطفه وعنايته باختصار خطبة سريعة وزواج في أيام كان عمري 13 سنة كنت أعتقد أنني دخلت الجنة لكن الواقع أنني دخلت النار إذ كان الزواج مصلحة لأن العريس رسم خطته لاستغلالي بعد أن اكتشف صوتي، واكتشفت أنه سبق له الزواج أكثر من مرة وله أولاد وجمعني مع إحدى زوجاته في بيت واحد كانت تصبحني بعلقة وتمسيني بعلقة وهو يضحك ويسكر فكان لابد من الطلاق. 

وقررت أن أعمل من أجل أمي والجنين الذي ينمو حتى تقدمت إلى اذاعة دمشق التي حكمت أن صوتي لا يصلح للغناء. وسافرت إلى حلب قضيت شهرين أغني ووصل صيتي إلى دمشق وإذ بمدير إذاعة دمشق يرسل لي برقية لكي أحضر فورا وأمام اللجنة التي حكمت أنني لا أصلح مغنية قررت أنني مطربة درجة أولى وكان هذا أول الطريق إلى الحلم الكبير.

 سافرت إلى القاهرة ودعوت الملحن محمد الموجي إلى الغداء في بيتي وقدمت له أكلة سورية من اللحم الضأن والفستق والصنوبر والسمن، ووعدني الموجي بالعودة بعد يومين ليقدم لي لحنا لكن مر أسبوع ولم يحضر وعلمت أنه طريح الفراش إذ أصيب بالتهاب في الأمعاء نتيجة الأكلة التي أعددتها له، ومرض الموجي شهرين لكنه وفى بوعده وقدم لي أنا قلبي إليك ميال وتحقق حلمي الكبير، بحسب حوار سابق للفنانة فايزة أحمد مع مجلة آخر ساعة يعود تاريخه إلى يناير 1970.

اقرأ أيضا..  عانت من السرطان.. ما لا تعرفه عن فايزة أحمد في ذكرى ميلادها