جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

اللغم الروسى.. مازال حاضراً!!

جلال عارف

الأحد، 20 ديسمبر 2020 - 06:59 م

 

قد يبقى وزير الخارجية الأمريكية «بومبيو» فى موقعه حتى نهاية ولاية ترامب بعد أسابيع، وقد يمنحه الرئيس الأمريكى استمارة رقم ستة ويضمه بتغريدة أو تصريح إلى عشرات المسئولين الكبار الذين استغنى عنهم أثناء ولايته الأولى.. لكن فى كل الأحوال ستبقى القضية التى أثارت الخلاف العلنى غير المعهود بين الرجلين ملفاً مفتوحاً لا يمكن للسياسة الأمريكية أن تتجاهله لأنه يمس أمنها الوطنى فى الصميم!!

صدمة الاختراق الإلكترونى لأمريكا ليست حدثاً صغيراً يمكن أن يتوه حتى فى وسط الأزمات التى تعيشها الدولة الأقوى، أن تصحو واشنطون لتجد أن نظمها الإلكترونية قد تم اختراقها، وأن أهم مؤسساتها كانت كل بياناتها مكشوفة لجهات اخترقت كل أجهزة حماية البيانات لديها وهو -بكل المقاييس- ضربة تستدعى مراجعة شاملة لكل استراتيجيات الأمن الوطنى، خاصة حين يتم الكشف عن أن هذا الاختراق يتم منذ شهور طويلة، وأن مداه اتسع ليهدد البنية التحتية للدولة، وليخترق وزارات هامة.. بدءا من الخزانة وحتى الخارجية والدفاع والأمن الداخلى.

ولم يكن ممكناً أن يستمر صمت الإدارة الأمريكية طويلاً أمام ما حدث.

وحين تحدث فى النهاية وزير الخارجية «بومبيو» كان حاسماً فى الاعتراف بخطورة ما وقع، ثم فى توجيه أصابع الاتهام إلى روسيا التى أنكرت تماماً أى صلة لها بما حدث، لكن المفاجأة كانت فى نفس اليوم من الرئيس الأمريكى ترامب نفسه الذى خرج عن صمته هو الآخر ليقلل مما حدث، ويؤكد أن كل شىء تحت السيطرة، ثم ينتقد هؤلاء الذين يتهمون روسيا «عمال على بطال!!» مستبعدين غيرها وفى مقدمتهم -كما يرى- العدو الصينى!!

والقضية هنا لا تقف فقط عند التضارب بين الرئيس الأمريكى ووزيره الأول والأقرب، ولا عند غياب التنسيق والعشوائية التى تسود قرارات الإدارة العليا الأمريكية وهى على أبواب الرحيل، القضية هنا تكشف عن حساسية شديدة من جانب ترامب تجاه فتح الملف الروسى وعلاقته الملتبسة به مرة أخرى، ثم ربط هذا الملف بقضية أمن قومى بحجم هذا الاختراق «من أى مكان» لأهم مؤسسات الدولة، وهى القضية التى لا يمكن التوقف عن متابعتها حتى كشف كل خفاياها وضمان عدم تكرارها، والتأكد بالفعل أن كل شىء تحت السيطرة.. وليس تحت الانكشاف!!

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة