بينى جانتس
بينى جانتس


«جزرة جانتنياهو» المعطوبة للفلسطينيين

«كيان» فلسطيني مستقل عاصمته فى القدس الموحدة

هالة العيسوي

الأحد، 20 ديسمبر 2020 - 09:41 م

اختار بينى جانتس رئيس وزراء إسرائيل المناوب -كما يسمونه هناك- إحدى الصحف ليقدم نفسه من على منصتها إلى الجماهير العربية كبديل موضوعى لنتانياهو، قادر وراغب فى صنع السلام. وبينما أراد أن يبدو وكأنه يمنح هدية للفلسطينيين، جاءت هديته -أو بالأحرى جزرته- مصحوبة بالعصا الملازمة لها من شروط مجحفة مستحيلة القبول، والأدهى أنها كانت معطوبة.


وفى حوار سابق أدلى جانتس بتصريحات كارثية تنم عن أنه الوجه الآخر لعملة نتانياهو وأفكاره وتؤكد أنه لا فرق فعليًا بين الرجلين المتنافسين اللذين يقف كل منهما على الطرف النقيض من الآخر فى الأمور الخلافية المحلية وعلى ساحة السياسة الداخلية، لكن هذا الخلاف فى الرؤى لا ينسحب حقيقة عند الحديث عن السلام مع الفلسطينيين بما يرشحه لنيل لقب «جانتنياهو». جانتس أكد هذا المفهوم مع الصحيفة السعودية حين امتدح رؤية نتانياهو فى مسألة السلام مع الفلسطينيين والعرب رغم اعترافه بالخلاف الحاد بينهما، وعلى الرغم من أن نتانياهو لم يشركه أو يطلعه على خطوات السلام مع الدول العربية وهو شريكه فى الحكم والمعروف ان جانتس سمع باتفاقات السلام مع الدول العربية من وسائل الإعلام.


قال جانتس: «ان للفلسطينيين الحق فى أن يكون لهم (كيان مستقل) بامتداد جغرافى، وأن فى القدس مكانًا لعاصمة فلسطينية». كلام فى ظاهره الرحمة وباطنه العذاب المقيم. لاحظ انه لم يستخدم مصطلح «دولة» إنما «كيان» وحين راجعه المحاور عما إذا كان يقصد دولة؟ أجاب فى لهجة تناصب العداء لكل الأعراف والخطابات الدبلوماسية، قائلًا: «إن للفلسطينيين الحق فى كيان يعيشون فيه بشكل مستقل، يسمونها دولة، يسمونها إمبراطورية، يسمونها كيفما شاءوا». أما فيما يتعلق بحدود هذه الدولة الفلسطينية فقد أكد جانتس فى اللحظة ذاتها أنه: «لا عودة لحدود 1967، ولا تقسيم للقدس التى ستبقى موحدة»! وأن إسرائيل تحتاج لغور الأردن لخدمة متطلباتها الأمنية، لكنه يرى أنه لا ضرورة لضم كامل الغور الذى يضم حوالى 30% من مساحة الضفة الغربية، وأضاف: «انه يمكن التوافق فى المفاوضات على المساحة التى ستقوم إسرائيل بضمها فى النهاية بحيث تشمل عدة نقاط استراتيچية لكنها تضمن الامتداد الجغرافى للفلسطينيين، وبرر ذلك بحاجة إسرائيل إلى نقاط مراقبة استراتيچية حقيقية من أجل الأمن»


من المفارقات المتوقعة، أثارت تصريحات جانتس حول وجود مساحة بالقدس لعاصمة فلسطينية موجة حادة من الاستنكار اليمينى فى إسرائيل، كان أبرزها ما كتبه أمنون ربى فى صحيفة «يسرائيل هايوم» الموالية لنتانياهو من أن تصريحات جانتس تفتقر إلى الحكمة وتشكك فى قدرته على صياغة أمور السياسة الخارجية والأمنية لإسرائيل ونعته بالصفة سيئة السمعة فى إسرائيل حاليًا بأنه «يسارى».


من أهم ما يلفت الانتباه إلى متطلبات السلام ومفهومه لدى جانتس ما عبر به أثناء الحوار بقوله إن ثمة حاجة لنشر ثقافة السلام التى لها ثلاثة أمور ذات أهمية قصوى: الأمن والسلام والتربية، مضيفًا القول: «إننا نحتاج إلى ثقافة سلام. نحتاج إلى اعتراف متبادل بالاحتياجات. ونحتاج إلى تغيير فى مناهج التعليم الإسرائيلية والعربية التى ينقصها التعريف الحقيقى الودى والموضوعي. وأعتقد أننا بدأنا سلوك هذا الطريق من الطرفين، وهذا يبشّر بالخير».

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة