رفعت رشاد
رفعت رشاد


"رنتين".. وبس !

رفعت رشاد

الإثنين، 21 ديسمبر 2020 - 08:18 م

خير الكلام ما قل ودل .. حكمة بليغة لو عملنا بها. عمل بها الكاتب الساخر أحمد رجب فتألق بمقاله الشافي الوافي " نص كلمة " وصار في قمة نجومية الصحافة ببضع كلمات يلخص بها أحوالا عديدة وكان سباقا بنص كلمة في كتابة تويتات قبل اختراع تويت. عمل بها الفنان الكوميدي فؤاد المهندس في برنامجه الإذاعي "كلمتين وبس".. فاجتذب ملايين المستمعين المعجبين الذي عرفوا منه المشاكل ونصائحه ومطالبه لحلها. 

الحال الآن أن لا أحد يتبع ما قل ود, بل نجد الناس يرغون ويزبدون كاسطوانة مشروخة يكررون ما يقولون بدون إضافة أو إفادة. أجد تليفوني يرن وأتمنى أن تنقطع رناته بعد رنة أو اتنين لكن المتصل يرن حتى ينقطع نفس التليفون وأنا معه وكأن تكرار الرنات سيجعلني أنا أو غيري يسارع بالرد . قواعد الاتيكيت تقول أن رنات التليفون خلال الاتصال يجب ألا تزيد على رنتين أو ثلاث رنات على الأكثر, لكننا في مصر نرن حتى تفقد البطارية شحنها ونعيد الاتصال والرن مرات ومرات ولا يدرك المتصل أن صاحب التليفون يمكن أن يكون نائما أو في الحمام أو يتناول الطعام وفي أي من هذه الأحوال لا يجب أن يطلب منه المتصل سرعة الرد فالأمر ليس مستعجلا.

عاداتنا تسمح بذلك , تسمح بأن يرن المتصل عليك عشرات المرات وكأنك لا تسمع أو كأنك غادرت الحياة ولو لم ترد على الاتصال يظل المتصل يرن عليك ولو كنت مشغول بألف حاجة لن يغفر لك المتصل وربما لو جاوبت على الاتصال سيظل المتصل يشرح لك بدون اختصار أو اختزال ويردد كالاسطوانة المشروخة كل التفاصيل ويعيد ويكرر بدون ملل.

لم نعد نتبع حكمة خير الكلام ما قل ودل .. حتى في زمن الاختصار والتويتات وعدم وجود وقت , مازلنا نطبق شعار أن خير الكلام ما زاد وفاض .. ونعتبر أن الوقت لا قيمة له نهدره في الرغي بدون أن نصل إلى نتيجة إيجابية . كنا في الماضي نقرأ صفحة كاملة في جريدة ما لو كان مقال مهم منشور بها, أما الآن قلا طاقة لأي منا أن يقرأ المعلقات التي كانت تنشر في الماضي, العالم يختصر في الكلام ويطيل في الجهد والتفكير الخلاق. 

آمل أن نلتفت إلى هذه الظاهرة وأن نتعامل بما قل ودل فهذا خير للجميع .  
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة