أسرار من حارة اليهود «المغلقة» بالقاهرة
أسرار من حارة اليهود «المغلقة» بالقاهرة


أسرار من حارة اليهود «المغلقة» بالقاهرة| صور

حسام الطباخ

الثلاثاء، 22 ديسمبر 2020 - 05:48 م

حارة اليهود اسم سجل انتشارا في كثير من دول العالم، حيث كان اليهود يغلقونها على أنفسهم، ولا يسمحون لأحد بدخولها.

 

وحارة اليهود في مصر ليست مجرد حارة صغيرة كما يعتقد البعض ولكنها حي بأكمله يضم شياختين وتتخللها قرابة الـ 350 شارعا وحارة وأزقة، وهي ممرات بعض قد لا يتجاوز المتر الواحد وتمتد لمسافات كبيرة متداخلة.

 

 

فإذا عبرت شارع بورسعيد ووصلت السير في شارع الموسكي متجهًا إلى حي الحسين تجد حارة اليهود على يسارك ولها أربعة مداخل من شارع مكسر الخشب وشارع السبع قاعات البحرية وشارع سوق الصيارف وشارع خميس العرسوهي تتبع حاليًا حي الجمالية.

 

اقرأ أيضًا| 103 أعوام على وعد "بلفور" المشؤوم 

 

ويقال إنها كانت تضم 8 معابد لم يبق منها سوى ثلاثة فقط، من أشهرها معبد «موسى بن ميمون أو راب موسي بن ميمون أو معبد هرمبان»، الذي يقع في 15 درب محمود انهار سقفه في أول أيام شهر رمضان المعظم في عام 1973 فجأة، كما أن موسى ين ميمون كان طبيبًا وفيلسوفاً شهيرا في بدايات القرن الثاني عشر الميلادي، وكان مقربا من السلطان صلاح الدين الأيوبي.

 

 

أما باقي المعابد فهي وهي «نعلنيس» فيقع في 20 شارع السقالية، ومعبد "عبد بن يوجاري" وهو مكون من طابقين ويضم مدرسة لتعليم الدينه اليهودية والتي يطلق عليها "مدراشي" وقد إنشئ المعبد علي أرض ملك لـ "نسيم موصيري" ويحرسه ويدرس فيه وقتها الخفير "أبو داود". 
وفي 13 شارع السقالية يوجد معبد راب إسماعيل، ومعبد تركيه الذي يقع في 13 شارع درب الكتاب، ومعبد الأستاذ الذي ويقع في 20 درب المصريين، ومعبد راب حايم كابوس في درب النصير، ومعبد راب زمرا في حوش الصوف، ومعبد اليهود الفدائية في 52 حارة الكنيسة بالخرنقش.

 

المتحدث باسم الطائفة اليهودية وقتها أكد أن أغلب المعابد أصبحت قديمة ومهدمه وهي تدخل في تعداد المعابد الأثرية القديمة ولكن نظرا لقلة عدد اليهود في مصر فقد أغلقت هذه المعابد أبوابها وعلي ذلك فأننا نبقي عليها ونتمسك بها كأماكن عبادة مقدسة ونرعها، بحسب ما نشرته أخبار اليوم في 1 ديسمبر 1973.

 


ولم يعد في حارة اليهود في عام 1973 سوى 18 يهوديًا من العجزة والأرامل بعد أن كان عددهم خمسة آلاف تقريبًا في عام 1939 وهم يعيشون داخل ملجأ يطلق عليه بالعبري «الأودش»، وتدفع لهم الطائفة اليهودية إعانات شهرية تتراوح بين 3 و15 جنيها حسب المركز الاجتماعي السابق وعدد أفراد الأسرة عام 1973.

 

كما تضم الحارة المئات من المنازل والمحلات التجارية والمصانع التي كانت كلها ملكا لليهود لأنهم لم يكونوا يسمحون لأحد غيرهم أن يقيم فيها، وعندما هاجرو من مصر بعد حرب 1948 كانوا يبيعون أملاكهم في الحارة للمصريين الذين حلوا محلهم الآن، ولم يبقي سوي بعض الأملاك البسيطة وملجأ تؤجرها الطائفة اليهودية في القاهرة لعدد من المصريين مقابل إيجار شهري.

 

 

فيما أكد موريس ليفي أحد سكان الأودش وقتها أنه في سنة 1939 كان عدد اليهود في مصر قرابة الـ150 ألف منهم خمسة آلاف في حارة اليهود وحدها، ولقد احتكر الأغنياء منهم تجارة الخردوات ولعب الأطفال ومزادات بواقي الأقمشة بالمحلة، أما الفقراء فكانوا يحتكرون صناعة غريب كانوا يشترون أفلام الأشعة من المستشفيات بعد استعمالها مقابل 20قرشا للكيول ثم يعالجونها بمادة كيميائية فتصبح باغة بيضاء تباع لورش المحافظ مقابل 40 قرش للكيلو.

 

أما الآن فحارة اليهود عبارة من ممر طويل متعرج مكتظ بمئات المحال التجارية، تتفرع منه العديد من الأزقة التي تشرف على ورش لصياغة الذهب، طلاء المعادن النحاسية والحديدية، النجارة والأثاث، محلات بيع الأقمشة ولعب الأطفال وأدوات التجميل والإكسسوارات والتحف ينتهي بك المطاف في النهاية إلى حارة اليهود.

 

 

ولم يكن هناك أفضل من كلمة الكاتب الكبير أنيس منصور عن حارة اليهود التي قال فيها إن إسرائيل عبارة عن حارة ليهود العالم كله تعبرا عن حبهم للعزلة و البعد عن المجتمعات.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة