منة «عفريتة الكبوت».. طالبة نهارًا «ميكانيكية» بعد العصر
منة «عفريتة الكبوت».. طالبة نهارًا «ميكانيكية» بعد العصر


حكايات| منة «عفريتة الكبوت».. طالبة نهارًا «ميكانيكية» بعد العصر

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 22 ديسمبر 2020 - 10:04 م

كتب: حمدين بدوي


بعزة نفس وحب جارف للأب، خطفت منة السيد عبدالعزيز الطالبة بالصف السادس الابتدائي في كفر الشيخ الأنظار بعد وقوفها على «كبوت» السيارة تمسك أدوات الميكانيكا لتبدأ مشوار إصلاحها.

ففي قرية حامول العرب التابعة لمركز الحامول بمحافظة كفر الشيخ، تقف منة إلى جوار والدها في واحدة من أصعب مهن الرجالة فالأهم بالنسبة لها هو أن تصبح خير سند لوالدها مع المحافظة على مذاكرتها من أجل حلم العمر.. «مهندسة ميكانيكية».

 

بدون خجل وقفت ابنة الابتدائية أمام الكاميرا لتقول: «الحمدلله قدرت مساعدة والدي البسيط في ظروف ومتطلبات المعيشة الصعبة.. أنا بالصف السادس الابتدائي أمارس هذه المهنة.. أحببتها منذ الصغر عندما كنت بالصفوف الأولى وأقف بجوار والدي وأنا أقدم له الشاي أو الفطور».

 

اقرأ أيضًا| «فريدة» في الوجع.. أكل عيش وتربية الأحفاد من «مسح البلاط»

 

عامان مرا بحلوهما ومرهما على وقوف «منة» بين أحضان المفكات والمفاتيح في الورشة، فالأهم أنها تقف إلى جوار والدها.. وهنا تتحدث بطلاقة: «استطعت بذكاء احتراف المهنة والتغلب على الصعاب بها، حتى أن بعض الزبائن لدى ورشة والدي الصغيرة، يطلبوني بالاسم لأقوم بإصلاح سياراتهم.. أنا أعشق كل ما يرتبط بالسيارات وبساعد بابا، في بعض الأعمال السهلة حتى أصبحت أتقن المهنة». 

 

 

مشوار الطفلة منة في المدرسة يبدأ يوميًا إلى مدرستها بالحامول وبعد العودة تتولى مهمة الورشة إلى جوار والدها وعقب الانتهاء من العمل معه تعود إلى المنزل للعب مع أشقائها الصغار والمذاكرة.

 

 

لكن أكثر ما يضايق ابنة المرحلة الابتدائية – والحديث على لسانها: «أكتر حاجة بتضايقني أثناء عملي هو تعرضي للتنمر من زملائي ومن يراني في الورشة، ولكنى أصررت أن أتعلم واشتغل مع والدي.. الناس كانت بتتريق عليا، وأصحابي ما كنوش متقبلين الموضوع لكني وجدت دعما من بابا وماما وشجعوني كتير».

 

 

ومن محنة الطاقة السلبية تحولت منة إلى شعلة نشاط تثبت للناس أنها أحسن من مليون ميكانيكي وربما لو تحسنت الظروف المادية قليلا في وجود 6 أطفال لأب وأم لتغير المشوار.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة