المساجد
المساجد


«ألا صلوا في بيوتكم».. «الأوقاف»: غلق فوري للمساجد في هذه الحالات

إسراء كارم

الأربعاء، 23 ديسمبر 2020 - 04:32 م

تحذيرات مستمرة من انتشار الموجة الثانية من فيروس كورونا، والذي وصف بأنه أكثر خطورة وأسرع انتشارا، كما أن أعراضه مختلفة وحتى من تعافى منه فقد يصيبه مرة أخرى.

وخلال الأشهر الماضية، ومنذ إعادة فتح المساجد، عملت وزارة الأوقاف على قدم وساق للإبقاء عليها مفتوحة بحملات مكثفة من التطهير والتعقيم والتشديد على ضوابط للأئمة ورواد المساجد.

ولكن مع تزايد الحالات، وعدم التزام المواطنين بالتعليمات التي أقرتها وزارة الصحة وعلى رأسها ارتداء الكمامة، وعدم السلام بالأيدي، ومنع العناق، بدأت الأوقاف في إطلاق عدة تصريحات تفيد بأن هناك تمهيد واستعدادات لـغلق المساجد من جديد.

فكانت أولى تصريحات وزير الأوقاف، التأكيد على ضرورة الالتزام بالإجراءات لمرتادي المساجد، مثل الكمامة وسجادة الصلاة الشخصية وعدم السلام بالأيدي والتباعد في أثناء الصلاة، قائلا: «إذا كنت تحب بيت الله فحافظ على بقائه مفتوحا بالالتزام بالإجراءات»، مما يعني أنه سيتم غلق المساجد في حالة عدم الالتزام وظهور إصابات.

وتم التشديد على الأئمة بشكل مستمر على الالتزام بوقت وموضوع خطبة الجمعة وعدم الخروج عنه أو اتخاذ المنبر في غير ما خصص له من الأمور الدعوية وفق خطة الوزارة.

ونبهت الوزارة على جميع القيادات الدعوية بالمديريات الإقليمية، بمتابعة الالتزام بإجراءات التباعد والإجراءات الاحترازية والوقائية المقررة، وموافاة رئيس القطاع الديني بأي مخالفة فور وقوعها.

- لا حرج من الصلاة في المنزل

وجاء في آخر تصريح لوزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، أمس، بأنه في ظل تصاعد انتشار فيروس كورونا المستجد وتحوره عالميًا، وفي ظل الأثار الصحية السلبية الشديدة المترتبة على الإصابة بهذا الفيروس، فإن الالتزام بالإجراءات الوقائية التي حددتها الجهات الصحية المختصة والالتزام بالتباعد الاجتماعي مطلب شرعي ووطني وإنساني، وبما أن مخالفة هذه الإجراءات قد تتسبب في أذى النفس أو أذى الآخرين أو أذى النفس والآخرين معًا، والإضرار بالمجتمع وبالصالح العام، فإن عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية إثم ومعصية.


وأضاف أنه إذا كانت هذه المخالفة إثمًا ومعصية فإن الأولى بمن يقصد بيوت الله عز وجل ابتغاء مرضاته أن يلتزم بها، مؤكدا أن طاعة الله عز وجل، لا تُنال بمعصيته ولا بأذى الخلق.


وأكد على جميع الأئمة والعاملين بالأوقاف التأكيد على ذلك دائمًا والالتزام بكل إجراءات التباعد، وجميع الإجراءات الوقائية والاحترازية، وتنبيه المصلين على حرمة أذى النفس أو أذى الخلق، وأن المسلم الحقيقي لا يمكن أن يكون سببًا في أذى نفسه أو أذى غيره.


ولفت إلى أنه في حالة عدم التزام المصلين بهذه الإجراءات يرجى مخاطبة مدير المديرية كتابة بذلك، مع تفويضنا لجميع مديري المديريات باتخاذ إجراءات غلق أي مسجد لا يلتزم رواده بهذه الإجراءات، واتخاذ اللازم تجاه أي مسئول أو أي من العاملين بالمساجد يقصر في أداء واجبه تجاه الالتزام بهذه الإجراءات.

وأكد أنه لا حرج على من صلى في بيته في ظل هذه الظروف الراهنة سواء أخشي على نفسه أم على الآخرين، أم كان قاصدًا الإسهام في تخفيف الزحام وتحقيق التباعد الاجتماعي وكلٌّ ونيته، والله من وراء القصد.

وكان وزير الأوقاف أكد بأن اللجنة العليا لإدارة أزمة كورونا بمجلس الوزراء، هي من تحدد فتح أو غلق المؤسسات في ظل جائحة كورونا، بما في ذلك دور العبادة، لافتا إلى أن الوزارة ملتزمة بما تصدره اللجنة العليا لإدارة أزمة كورونا من قرارات.

وأضاف وزير الأوقاف أننا أمام تحد حقيقي في مواجهة الدول، وحكومتنا بقيادتها ناجحة حتى الآن وستستمر إن شاء الله، كما أن وعي الشعب الحضاري يظهر وقت الشدائد.

وقال وزير الأوقاف، إن الساجد قبل المساجد، والحفاظ على النفس البشرية من أهم المقاصد العامة للشرع الحنيف، مؤكدًا أن جميع المساجد تقوم بحملة واسعة للنظافة والتعقيم على مستوى الجمهورية، ومراعاة الواقع والحال، فلن تفتح أي دورات مياه للوضوء أو خلافه، ولن يسمح بدخول أي شخص لا يرتدي الكمامة، وإذا لم يلتزم الجميع بالكمامة، لن يتم فتح المسجد.

من جانبه، أكد الدكتور جابر طايع رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، أن قرار غلق المساجد بسبب الموجة الثانية لفيروس كورونا تحدده الدولة، موضحا أن وزارة الأوقاف تطبق كافة الإجراءات الوقائية في المساجد.

وأشار إلى أنه يتم تعقيم كافة مساجد وزارة الأوقاف 3 أيام في الأسبوع هي الأربعاء والخميس والجمعة، والالتزام بالفترة الزمنية التي حددتها الوزارة لوقت خطبة الجمعة وهي الـ 10 دقائق.

وكانت وزارة الأوقاف نبهت على جميع الأئمة والخطباء الالتزام الكامل بالخطبة المقررة والإسهام بجدية في التوعية الواضحة بأهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية في مواجهة كورونا، وأهمها الالتزام بالكمامة ومسافات التباعد، وبصفة عامة داخل دور العبادة أو خارجها، والبعد عن التزاحم، والالتزام بإحضار المصلى الشخصي عند الحضور إلى المسجد، والتأكيد على أن الالتزام بهذه الإجراءات مطلب شرعي ووطني وإنساني.

ودعت وزارة الأوقاف إلى ضرورة التزام الجميع بذلك حفاظًا على أنفسنا وأهلينا ومجتمعنا، والتزامًا بتعليمات ديننا في دفع الأذى عن أنفسنا وعن الآخرين.

وأكدت الوزارة عدم فتح أي دار مناسبات، وعدم السماح بإقامة أي عزاء أو عقد قران أو خلافه بالمساجد أو ملحقاتها، وتشديد المتابعة في ذلك، واتخاذ أقصى عقوبة عند المخالفة، وقصر العمل بالمساجد على الصلوات فقط، وخطبة الجمعة في حدود عشر دقائق ، وعدم السماح بأي نشاط آخر بالمساجد أو ملحقاتها دفعًا لانتشار فيروس كورونا.

وتواصل وزارة الأوقاف حملاتها الموسعة لنظافة وتعقيم وتطهير المساجد في جميع محافظات الجمهورية استعدادًا لإقامة شعائر صلاة الجمعة ، مع الالتزام التام بجميع الإجراءات الاحترازية والضوابط الوقائية الخاصة بفيروس كورونا.

يأتي ذلك في إطار اهتمام وزارة الأوقاف ببيوت الله عز وجل، وانطلاقًا من دور المسجد وأهميته، وتنفيذًا لتعليمات الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، وإسهامًا منها في الحفاظ على النفس البشرية، والحد من انتشار فيروس كورونا.

وأكدت وزارة الأوقاف على جميع قيادات الوزارة أن المساجد لها مكانتها وقدسيتها، وأن القيام على نظافتها وطهارتها دليل على عظم شأنها ومكانة أهلها، ودليل على سمو أخلاقهم، ويٌعَدُّ من أهم أولوياتنا في هذه المرحلة حتى تظهر المساجد بالمظهر الذي تليق به، ويرفع الله عز وجل، عن بلادنا البلاء، ويحفظ مصر وأهلها من كل شر مكروه.


- الإفتاء: يحرم على من تأكدت إصابته بكورونا حضور صلاة الجمعة


من جانبها، قالت دار الإفتاء، إن مَنْ تأكَّدت إصابته بفيروس كورونا، فلا تجب عليه الجمعة أصلًا، رعايةً للسلامة ووقايةً من الأمراض، بل يَحْرُم عليه شرعًا حضور صلاة الجمعة في المسجد.

وأضافت أن مجازفته بالحضور للصلاة ورميه وراء ظهره خطر هذا الوباء، هو من الإفساد فى الأرض والإضرار بالخلق، وقد نهى الشرع الشريف عن الإفساد والضرر، قال تعالى: {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 56]، وعن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ، مَنْ ضَارَّ ضَارَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ شَاقَّ شَاقَّ اللَّهُ عَلَيْهِ».

وتابعت الفتوى: «إنَّ مرتكب هذا الفعل يتحمَّل تبعات جُرمه وعواقب فِعله، فقد يتسبب بذلك في موت الكثير من الأبرياء، فيجب عليه اتخاذ كافة الوسائل للحفاظ على نفوس الناس، باتباع تعليمات الجهات المسؤولة وأهل الاختصاص، من الأطباء ونحوهم، إذ هم أهل الذكر الذين تجب استشارتهم في هذا الشأن، وقد أمرنا الله بالرجوع لأهل الذكر في قوله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43]».

وخلصت الدار في فتواها إلى أنه من غَلَب على ظنه لُـحُوق الأذى والضرر بـ«فيروس كورونا المستجد» جَرَّاء الاختلاط بغيره في صلاة الجمعة، فيُرَخَّص له في عدم حضور صلاة الجمعة، ويصليها في البيت ظُهْرًا، أمَّا مَن تَحقَّقت إيجابية حَمْلِه للفيروس، فيَحْرُم عليه شرعًا حضور صلاة الجمعة، لما في ذلك مِن تَعَمُّد إلحاق الضرر بالآخرين، لا سيما مع عِلْم الشخص بكون مرضه ذا طابعٍ مُعْدٍ.

وناشدت دار الإفتاء الناس جميعًا بوجوب الالتزام بالتعليمات الرسمية وقرارات السلطات، وأن تصبح الإجراءات الوقائية ثقافة سائدة في مزاولة حياتنا في التجمعات، حفاظًا على نفوس الناس وحدًّا من انتشار هذا الوباء.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة