فيلم سينمائي باسم "الجبل"
قصة فيلم شهير أصابت مخرجه بالشلل | صور
الأربعاء، 23 ديسمبر 2020 - 08:58 م
كتب- محمود عراقي
قصة حقيقية بأحداثها وشخصياتها، وقعت في الأقصر، صورها الكاتب فتحي غانم، والمخرج خليل شوقي في فيلم سينمائي باسم "الجبل"، كتب غانم القصة عندما كان مفتشا للتحقيقات وانتدب للتحقيق في قضية سكان الجبل والمهندس.
استغرق العمل في فيلم الجبل تسعة شهور فوق الورق، وكان الكاتب والمخرج يترددان على الجبل في الأقصر بين الحين والآخر، والتقيا بعمدة الجبل الذي أدى دوره الفنان عبدالوارث عسر، وحسين علي الذي أدى دوره الفنان صلاح قابيل، والذي أصبح فيما بعد صاحب لوكاندة بالأقصر.
اقرأ أيضًا| مكالمة تهديد لفنان مشهور.. الجلوس بالمنزل أو القتل
عاش غانم وشوقي وسط سكان الجبل في ندوات مع العمدة وحسين علي وسجلا هذه الندوات على أشرطة فيديو، ثم عاد فتحي غانم يكتب حوار الفيلم من واقع الكلمات التي سمعها من أبطاله الحقيقيين، وسجلها الحوار في الفيلم بالنص كما خرجت من أفواه أصحابها.
شهدت كواليس تصوير الفيلم أحداثا مثيرة، وصلت ذروتها عندما أصيب المخرج خليل شوقي بشلل نصفي، لكن حماسة الشباب دفعته إلى إخراج بقية الفيلم وهو نصف مشلول، ورفض العودة للقاهرة كما أمره الطبيب، وأخفى الخبر عن كل العاملين معه، وزعم أنه أصيب بجذع في ساقه.
وخلال تصوير مشهد الموكب الرسمي للأميرة، طلب المخرج سيارة رولز رويس تركبها الأميرة عند افتتاح القرية النموذجية بالفيلم، لكن صاحب السيارة خاف عليها عندما علم أن سيارته ستنقل بمركب في النيل ثم تصعد جبل وادي المكعبات حيث يجرى التصوير.
رفض صاحب السيارة أن يلقي بسيارته في الهلاك، وأفسد المشهد الذي رسمه المخرج والمؤلف، وقضى المخرج يوما كاملا يعدل تفاصيل المشهد، فألغى الموكب الرسمي، وصور الأميرة بسيارة عادية.
ضبط المخرج الكاميرا على اتجاه ضوء الشمس لتصوير مشهد افتتاح القرية في السابعة صباحا، ولما حان الموعد لم يحضر من الأقصر الألف كومبارس الذين سيظهرون في المشهد، ومر الوقت، واقتربت الفنانة ليلى فوزي من المخرج تسأله عن موعد بدء التصوير، وعندما هم المخرج بالوقوف، لم يستطع النهوض من مقعده.
أقر الطبيب أن المخرج أصيب بشلل نصفي، فأخفى الخبر، ولم يكن يعلم بالحقيقة سوى المصور ضياء المهدي، الذي كان يحمله على كرسي من الفندق إلى اللنش في النيل، ويصعدون به إلى الجبل، ولم تعلم زوجته المذيعة أماني ناشد بالحقيقة إلا عندما عاد إلى البيت يحمله رجلان بعد انتهاء تصوير الفيلم.
ألف مشعل
ومن المشاهد التي اهتم بها النقاد، مشهد حريق القرية، حيث استعان المخرج بألف مشعل حتى يكون المشهد حقيقيا بعيدا عن أي خدع سينمائية، وطلب مائتي صفيحة مازوت وسولار وكميات ضخمة من الحطب، وأخطر مطافئ الأقصر لتكون على استعداد للعمل عند تصوير المشهد.
استطاع شوقي خليل أن يحرك المجاميع ببراعة مثيرة وهو عاجز عن الحركة، فكان يصدر تعليماته بالميكروفون من على مقعهده، وينفعل أحيانا بحركة المشهد فينسى نفسه ويحاول النهوض فيقع على الأرض.
الفيلم بطولة سميرة أحمد وعبدالوارث عسر وعمر الحريري وليلى فوزي وماجدة الخطيب وزوز ماضي، ورشحه الناقد والمؤرخ السينمائي جورج سادول للمشاركة في مهرجان كان عام 1965.
أخبار اليوم 3-4-1965