محصول البطاطس يملأ أسواق الخضار
محصول البطاطس يملأ أسواق الخضار


الكيلو بجنيه واحد.. والمزارع يغنى «ظلموه»

موسم البطاطس «مهروس»!

آخر ساعة

الخميس، 24 ديسمبر 2020 - 09:38 ص

عبدالمحسن الفرماوى

البطاطس سلعة مهمة جداً فى سلة المحاصيل الغذائية فى مصر وكثير من دول العالم، وتعتبر البديل الأول لمحاصيل الحبوب فى حل مشكلة الغذاء، وتعتمد عليها الأسرة المصرية كغذاء رئيسى نظرًا لارتفاع قيمتها الغذائية، وانخفاض أسعارها، وشهد محصول البطاطس هذا العام وفرة كبيرة فى المعروض عن العام الماضى، ما أدى إلى انخفاض أسعارها بصورة ملحوظة، جعلت محصول العام الحالى فى ورطة كبيرة.

فى جولة لـ∩آخر ساعة∪ بأسواق الخضراوات، قالت سهير محمد، ربة منزل، نحن سعداء بأسعار البطاطس فى السوق، نشترى الكيلو بجنيه، وهناك بـ١٫٥ جنيه، وأجودها بـ٢ جنيه للكيلو، والبطاطس مهمة للأسرة المصرية خاصة الأطفال.

بينما قالت سيدة محمود، ربة منزل، إنها لم تتوقع أن تصل أسعار البطاطس إلى هذه المعدلات، مُضيفة أنها اشترت10 كيلو بـ١٠جنيهات فقط، والجميل أن البطاطس رغم سعرها البسيط إلا أنها جيدة وخالية من أى عيوب، ولا توجد عليها أى مواد كيميائية.

عبدالنبى محمد، بائع خضار، قال إن البطاطس جيدة ورخيصة ويبيع الكيلو منها بـ٢ جنيه، وهناك أسعار لبعض الأصناف تبدأ من جنيه حسب طلب الزبون، ولا توجد أى مواد كيميائية مُضافة على البطاطس، وتباع أولاً بأول خاصة ونحن فى فصل الشتاء، وهناك إقبال كبير على شرائها.

وعن أهم أسباب زيادة المعروض من البطاطس فى الأسواق المصرية وانخفاض أسعارها ليباع الكيلو فى الحقول المصرية بـ٥٠ قرشًا فقط، يؤكد المحاسب أحمد الشربينى، رئيس الجمعية العامة لمنتجى البطاطس، أن الدولة قامت باستيراد ١٤٠ ألف طن تقاوى بطاطس من الخارج، وبالتالى هناك ٤٠ ألف طن زيادة عن الاحتياجات، وبالتبعية زيادة المعروض فى الأسواق عن الطلب المحلى، وهو ما أثر بالسلب على ربحية الفلاح هذا الموسم خاصة أن تكلفة زراعة فدان البطاطس فى العروة الصيفية تصل إلى ٦٠ ألف جنيه، أما العروة الشتوية فتصل تكلفة زراعة الفدان إلى ٣٥ ألف جنيه، والفلاح هذا الموسم قام ببيع طن البطاطس فى الحقل بـ٥٠٠ إلى ٧٠٠ جنيه فقط، وبالتالى ضاعت ربحية الفلاح هذا الموسم.

وناشد الشربينى، وزارة الزراعة بتقديم قرض حسن قدره 10 آلاف جنيه لكل فدان حتى يستطيع الفلاح زراعة المحصول مرة أخرى للعام المقبل، لأن هناك كثير من الفلاحين سيمتنعون عن زراعة البطاطس بسبب عدم تحقيق ربح، وبالتالى سترتفع أسعار البطاطس العام المقبل مرة أخرى لقلة المساحات المنزرعة، وعن كمية الصادرات من البطاطس هذا العام، قال إنه تم تصدير ٧٥٠ ألف طن بطاطس هذا العام نتيجة لجودة المحصول ووفرته وقلة الإصابة بالعفن البنى مع زيادة المساحة المنزرعة، ورغم زيادة الكميات المصدرة للخارج إلا أن المعروض فى السوق المحلى كثير، وبأسعار بسيطة فى متناول الجميع.

المهندس محمدى البدرى، الخبير الزراعى، قال إن زيادة المعروض من البطاطس، وانخفاض أسعارها كان بسبب زيادة مخزون الثلاجات من الموسم السابق مع انخفاض الطلب على البطاطس بسبب ركود القطاع السياحى، وناشد وزارة الزراعة بتطبيق قانون الزراعة التعاقدية لحماية الزراعة والمزارعين والمواطن، وقال: ∩أعتقد أنه آن الأوان لتطبيق هذا القانون حيث تشهد مصر حاليا نهضة زراعية واهتمامًا من القيادة السياسية بمجالات الزراعة المختلفة∪.

الدكتور محمد سليمان، رئيس مركز البحوث الزراعية التابع لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، أكد أنه نتيجة لاتخاذ الإجراءات الزراعية السليمة، والتزام الفلاحين بالإرشادات، زاد محصول البطاطس هذا العام، وبكميات كبيرة وأصبح المعروض منه كثيرًا، لافتًا إلى أن الإجراءات الاحترازية فى مواجهة كورونا، ومنها تأجيل الدراسة بالمدارس والجامعات والمدن الجامعية بعض الأيام، وانخفاض معدلات السياحة، وقلة عمال البناء، كلها أسباب أدت لانخفاض الاستهلاك، ما أدى إلى زيادة المعروض من البطاطس.

الدكتور محمود سامى، رئيس قسم البطاطس بمعهد بحوث البساتين التابع لمركز البحوث الزراعية، أشار إلى أنه يتم زراعة محصول البطاطس بالبحيرة، والمنوفية، والمنيا، والنوبارية، والدقهلية، والشرقية، وبمساحات شاسعة، حيث إن الأراضى بها خصبة وتصلح لزراعة البطاطس، وتختلف إنتاجية الفدان من منطقة لأخرى حسب خصوبة الأرض والمعاملات الزراعية، وكذلك الإصابات المرضية، فإنتاجية الفدان الواحد تتراوح بين 15 إلى 20 طنًا للفدان، وهناك ثلاث عروات للبطاطس ∩صيفى نيلى، محيرة، شتوى∪.

وناشد سامى المزارعين بشراء تقاوى البطاطس من أماكن موثوق منها والحصول على فاتورة محددة المدة والكمية، حتى إذا حدثت مشكلة فى التقاوى تسببت فى إتلاف المحصول أو نقص إنتاجيته يتم الرجوع إلى بائع التقاوي، موضحًا أن تقاوى البطاطس هى الأساس فى وفرة الإنتاج، وخلو المحصول من الأمراض، لافتًا إلى أن محصول هذا العام وفير للغاية بسبب جودة التقاوى وزيادة المساحات المنزرعة بالبطاطس.

الدكتورة نجلاء بلابل، أستاذ أمراض النباتات بمعهد بحوث أمراض النباتات، التابع لمركز البحوث الزراعية، مدير مشروع حصر ومكافحة العفن البنى بالبطاطس، تحدثت عن المشروع، موضحة أنه معنى بتقديم كافة الخدمات الفنية والعلمية الضرورية لمنتجى ومصدرى محصول البطاطس، كما يساعد على توافق تصدير البطاطس مع اشتراطات الصحة النباتية لجميع الدول المستوردة، ويضمن منتجًا مصريًا عالى الجودة، وخاليًا من بعض الأمراض الحجرية الهامة مما يساعد فى الحفاظ على سمعة البطاطس المصرية فى مختلف دول العالم، كما يقوم المشروع بإجراء بعض الأبحاث التى تساعد على إيجاد حلول مناسبة لتقليل ظهور مرض العفن البنى فى البطاطس.

وأكدت أن هناك خدمات يقدمها المشروع لمزارعى البطاطس، مثل تأسيس المناطق الخالية من العفن البنى وصيانتها، وتحضير ملفات المناطق الخالية وإرسالها سنويًا إلى المسئول عن الملف المصرى بالمفوضية الأوروبية، وكذلك الإدارة المركزية للحجر الزراعى، والتى بدورها ترسله إلى أى من الدول التى تستورد بطاطس من المناطق الخالية من العفن البنى، كما يقوم المشروع بفحص التقاوى المستوردة من مختلف الدول بالخارج للتأكد من خلوها من البكتيريا المسببة لمرض العفن البنى والحلقى، ومُتابعة زراعات العروة الصيفية لإنتاج التقاوى المحلية بالتعاون مع الإدارة المركزية لفحص واعتماد التقاوى، ومتابعة الحصاد والفرز والتخزين بالثلاجات لإنتاج تقاوى الكسر المحلى.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة