الكتاب: حقائق الحياة الصغيرة المؤلف: لؤى حمزة عباس الناشر: منشورات المتوسط
الكتاب: حقائق الحياة الصغيرة المؤلف: لؤى حمزة عباس الناشر: منشورات المتوسط


حقائق لؤى حمزة عباس

أخبار الأدب

الخميس، 24 ديسمبر 2020 - 01:25 م

صدرت‭ ‬عنتمنشورات‭ ‬المتوسطت‭-‬إيطاليا،‭ ‬الرواية‭ ‬الجديدة‭ ‬للرِّوائى‭ ‬العراقيتلؤى‭ ‬حمزة‭ ‬عبَّاس،‭ ‬بعنوان‭ ‬احقائق‭ ‬الحياة‭ ‬الصغيرةب‭ ‬وهى‭ ‬الرواية‭ ‬التى‭ ‬استهلَّها‭ ‬الكاتب‭ ‬بالتالي‭: ‬الا‭ ‬يُنصت‭ ‬الجرذ‭ ‬لحكاية‭ ‬الإنسان‭ ‬بتفاصيلها‭ ‬الحزينة‭ ‬غالباً‭ ‬والمفرحة‭ ‬أحياناً‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬يعيش‭ ‬فيها،‭ ‬ففى‭ ‬كلِّ‭ ‬حكاية‭ ‬جرذٌ‭ ‬ينطّ‭ ‬من‭ ‬سطر‭ ‬إلى‭ ‬سطر،‭ ‬ويقفز‭ ‬من‭ ‬معنى‭ ‬إلى‭ ‬معنى،‭ ‬لو‭ ‬ناديت‭ ‬الجرذان‭ ‬التى‭ ‬تحيا،‭ ‬منذ‭ ‬أول‭ ‬الخلق،‭ ‬فى‭ ‬شعاب‭ ‬القصص‭ ‬والحكايات،‭ ‬لتبدّدت‭ ‬القصص‭ ‬وطارت‭ ‬الحكايات‭ ‬مثل‭ ‬دخان‭ ‬تنفخه‭ ‬الريحب‭.‬

يفتتح‭ ‬الكاتب‭ ‬لؤى‭ ‬حمزة‭ ‬عباس‭ ‬روايته،‭ ‬بهذا‭ ‬الاستهلال‭ ‬الذى‭ ‬يضعنا‭ ‬فى‭ ‬المسافة‭ ‬التى‭ ‬تبدو‭ ‬مزهوَّةً‭ ‬بالفانتازيا،‭ ‬لكنَّها‭ ‬تنبشُ‭ ‬فى‭ ‬الحقائق‭ ‬الصغيرة‭ ‬لحياةِ‭ ‬العراقي،‭ ‬وتمضى‭ ‬عبر‭ ‬مسالك‭ ‬مُعتمة‭ ‬وأخرى‭ ‬قليلة‭ ‬الضوء؛‭ ‬لتكشفَ‭ ‬ما‭ ‬يتوارى‭ ‬خلف‭ ‬أحداثٍ‭ ‬ظاهرُها‭ ‬يبدو‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬عاديَّاً‭. ‬وبين‭ ‬العاديِّ‭ ‬والخياليِّ‭ ‬نتعرَّف،‭ ‬سطراً‭ ‬وراء‭ ‬سطرٍ،‭ ‬على‭ ‬حكاية‭ ‬البطل‭ ‬الصغير؛‭ ‬شابٌّ‭ ‬فى‭ ‬الثامنة‭ ‬عشرة‭ ‬من‭ ‬عمره،‭ ‬بداية‭ ‬ثمانينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬فى‭ ‬مدينة‭ ‬البصرة،‭ ‬حيثُ‭ ‬تدورُ‭ ‬طاحونة‭ ‬الأيام،‭ ‬ومعها‭ ‬تدورُ‭ ‬القصصُ‭ ‬التى‭ ‬نعيشُها‭ ‬مع‭ ‬بطلنا‭ ‬صديق‭ ‬الجرذان،‭ ‬بين‭ ‬المدرسة‭ ‬والبيت‭ ‬والشارع،‭ ‬بين‭ ‬اختلاط‭ ‬المشاعر‭ ‬الطَّرِّية‭ ‬وأصوات‭ ‬القنابل‭ ‬البعيدة،‭ ‬بين‭ ‬جرذانه‭ ‬والكائنات‭ ‬الأسطوريَّة‭ ‬التى‭ ‬يقرأ‭ ‬حكاياتها‭ ‬على‭ ‬الجدَّة،‭ ‬وبين‭ ‬الوجوه‭ ‬وملامحها‭ ‬المنهكة‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬الحرب‭ ‬وظلالها‭.‬

تزحقائق‭ ‬الحياة‭ ‬الصغيرةس،‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬تحتاجُ‭ ‬إلى‭ ‬حقيقةٍ‭ ‬أولى،‭ ‬فهى‭ ‬تلك‭ ‬التى‭ ‬تكمُنُ‭ ‬فى‭ ‬أوَّل‭ ‬جملةٍ‭ ‬من‭ ‬الرِّواية‭: ‬ايُكلِّم‭ ‬الجرذان‭ ‬منذ‭ ‬تعلَّم‭ ‬الكلام،‭ ‬فتسمعُ‭ ‬منه‭ ‬وتردُّ‭ ‬عليهس‭.‬

تجاء‭ ‬الكتاب‭ ‬فى‭ ‬120‭ ‬صفحة‭ ‬من‭ ‬القطع‭ ‬الوسط‭.‬

تفى‭ ‬زحقائق‭ ‬الحياة‭ ‬الصغيرس‭ ‬يكتب‭ ‬لؤى‭ ‬حمزة‭ ‬عباس‭: ‬زتعال‭ ‬أيّها‭ ‬الجرذ،‭ ‬تناديك‭ ‬رائحة‭ ‬الجبن،‭ ‬اقترب‭ ‬ولا‭ ‬تخش‭ ‬شيئاً،‭ ‬لا‭ ‬تكن‭ ‬جرذاً‭ ‬جباناً‭ ‬وتقدم،‭ ‬سأسميك‭ ‬جرذ‭ ‬الحرب،‭ ‬الحرب‭ ‬الجديدة‭ ‬التى‭ ‬بدأت‭ ‬هناك،‭ ‬سيكون‭ ‬اسماً‭ ‬نادراً‭ ‬بين‭ ‬أسمائك،‭ ‬اسماً‭ ‬لم‭ ‬يذكره‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬ولم‭ ‬تدوّنه‭ ‬كتب‭ ‬القوارض‭ ‬أو‭ ‬تحفل‭ ‬به‭ ‬وثائق‭ ‬التاريخ‭ ‬الطبيعي،‭ ‬بمقدورى‭ ‬أن‭ ‬أدوّنه‭ ‬تحت‭ ‬صورتك‭ ‬المطبوعة‭ ‬فى‭ ‬صفحة‭ ‬منفردة‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬صفحات‭ ‬تضم‭ ‬صور‭ ‬جرذان‭ ‬كثيرة‭ ‬بأسماء‭ ‬تميّزها‭ ‬بحسب‭ ‬ألوانها‭ ‬وأشكالها،‭ ‬أو‭ ‬بحسب‭ ‬حجومها‭ ‬أو‭ ‬سلوكها‭ ‬أو‭ ‬أماكن‭ ‬معيشتها،‭ ‬فوق‭ ‬الأرض‭ ‬أو‭ ‬تحتها،‭ ‬أسماء‭ ‬معروفة‭ ‬طالما‭ ‬تناقلها‭ ‬البشر‭. ‬سيكون‭ ‬جرذ‭ ‬الحرب‭ ‬الاسم‭ ‬الذى‭ ‬أناديك‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬سائر‭ ‬الجرذان‭.‬

إنه‭ ‬يتخيل‭ ‬جندياً‭ ‬يفتح‭ ‬عينيه،‭ ‬يرفع‭ ‬رأسه‭ ‬مواجهاً‭ ‬الجرذ‭ ‬ثم‭ ‬يحدّثه‭ ‬بلهفة‭:‬

أنت‭ ‬ظلى‭ ‬وصورتي،‭ ‬ملاكى‭ ‬الحارس‭ ‬ومرآتي‭.‬س

لؤى‭ ‬حمزة‭ ‬عباس،‭ ‬قاص‭ ‬وروائى‭ ‬عراقي،‭ ‬دكتوراه‭ ‬آداب،‭ ‬أصدر‭ ‬فى‭ ‬القصة‭ ‬القصيرة‭: ‬على‭ ‬درّاجة‭ ‬فى‭ ‬الليل‭ (‬1997‭)‬،‭ ‬العبيد‭ (‬2000‭)‬،‭ ‬ملاعبة‭ ‬الخيول‭ (‬2003‭)‬،‭ ‬إغماض‭ ‬العينين‭ (‬2008‭)‬،‭ ‬حامل‭ ‬المظلَّة‭ (‬2014‭)‬،‭ ‬قرب‭ ‬شجرة‭ ‬عالية‭ (‬2017‭)‬،‭ ‬مَروِيات‭ ‬الذئب‭ (‬2019‭)‬،‭ ‬فى‭ ‬الرواية‭: ‬الفريسة‭ (‬2002‭)‬،‭ ‬صداقة‭ ‬النمر‭ ( ‬2011‭)‬،‭ ‬مدينة‭ ‬الصور‭ (‬2011‭)‬،‭ ‬فى‭ ‬التأليف‭ ‬خارج‭ ‬النوع‭: ‬كتاب‭ ‬المراحيض‭ (‬2004‭)‬،‭ ‬المكان‭ ‬العراقى‭ (‬2009‭)‬،‭ ‬الكتابة،‭ ‬إنقاذ‭ ‬اللغة‭ ‬من‭ ‬الغرق‭ (‬2014‭)‬،‭ ‬كما‭ ‬صدرت‭ ‬له‭ ‬دراسات‭ ‬منها‭: ‬سرد‭ ‬الأمثال‭ (‬2003‭)‬،‭ ‬بلاغة‭ ‬التزوير‭ (‬2010‭)‬،‭ ‬النوم‭ ‬إلى‭ ‬جوار‭ ‬الكتب‭ (‬2017‭)‬،‭ ‬نال‭ ‬عدَّة‭ ‬جوائز‭ ‬عن‭ ‬أعماله‭ ‬القصصية‭.‬

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة