تابوت الحوض المرصود
تابوت الحوض المرصود


«الحوض المرصود».. تابوت مصري قديم من الجرانيت الأسود

شيرين الكردي

الخميس، 24 ديسمبر 2020 - 03:01 م

يعد التابوت هو «الحوض المرصود» ، وهو ذاك الإسم الذي يُطلق على مستشفى «الحوض المرصود» بحي السيدة زينب بالقاهرة، ويروي القصة لنا الباحث الآثري الدكتور حسين دقيل الباحث المتخصص في الآثار اليونانية والرومانية.

يقول «دقيل» ، إن الحوض المرصود، في الحقيقة هو «تابوت مصري قديم» من الجرانيت الأسود، وليس حوضا كما يُطلق عليه.  

وقد أطلق عليه الفرنسيون «ينبوع العشق»، في حين سماه المصريون «الحوض المسحور» ، حيث اشتهر بأنه يخلص العشاق من آلام الحب والفراق، والغريب أن كافة الروايات التي ذكرها المستشرقون وكذلك المؤرخون العرب حول «التابوت» هو أن من يشرب منه يُشفى من لوعة الفراق ويتخلص من آلام الحب.

كان التابوت بحسب ما ذكره المؤرخ المملوكي «ابن إياس» يستخدم كسفينة يستقلها 4 أشخاص فقط، لعبور النيل من ضفة إلى أخرى، فإن زاد العدد عن ذلك تتعرض للغرق، وهو ما لم يعجب حاكم مصر وقتها "كافور الإخشيدي"، فبادر إلى جمع علماء مصر لديه وكلفهم بقراءة النقوس الهيروغليفية المدونة على هذا التابوت، ولكن عجز العلماء عن قراء النقوش المدونة على هذا التابوت، فألقى كافور التابوت بجوار مسجد بالسيدة زينب.

ولما زار الرحالة التركي «أوليا جلبي» مصر في القرن السابع عشر الميلادي، روى تفاصيل عن تلك الأسطورة، وقال إن هذا التابوت مملوء بماء زلال براق، يستسقي منه الرائح والغادي ليل نهار، من الإنسان والحيوان، دون أن ينقص من مائه شيء ولا يُفهم من أين يأتي إليها الماء، ومنذ ذلك الحين، وقد عرف أن ماء هذا التابوت لها قدرات سحرية.

وذكر الفرنسيون، أن التابوت أو «الحوض المرصود» في كتاب وصف، بأنه عبارة عن تابوت فرعوني من الجرانيت الأسود، وضعه أحد بكوات المماليك أمام جامع الجاويلي بحي السيدة زينب بالقاهرة، واستخدمه الأهالي في سقاية المياه ليشرب منه المارة، ثم سرت شائعات بأن من يرتوي من مياه هذا الحوض، يُشفى من آلام العشق والفراق، فأطلق عليه سكان القاهرة "الحوض المسحور".

 وقد رسم الفرنسيون التابوت، وبه ثقب من أحد جوانبه لتصريف المياه، كما سجل علي باشا مبارك في خططه التوفيقية قصة هذا التابوت.


 ولأن المستعمر كان يطمع في أخذ كل ما هو جميل من مصر، فقد حاول الفرنسيون نقل التابوت إلى بلادهم؛ غير أن الإنجليز منعوهم طبقا لاتفاقية الإسكندرية عام 1802، فقام الإنجليز بنقله إلى بلادهم!!، وها هو الآن بالمتحف البريطاني بلندن يزوره مئات الآلاف من دول العالم كل عام!

اقرأ ايضا || قصة صورة| سيدة الأرضين.. من هي الملكة «حنوت تاوي»!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة