غادة زين العابدين
غادة زين العابدين


عاجل جدا

فى الطلاق الشفوى.. من يردع الرجال؟

غادة زين العابدين

الخميس، 24 ديسمبر 2020 - 08:53 م

 

٤٨٠٠ قضية طلاق شفهى تستقبلها دار الإفتاء شهريا للبت فيها، إما بوقوع الطلاق أو عدم وقوعه، وللأسف، وكما يحدث فى معظم مشكلاتنا،تخرج القضية عن مسارها وهدفها، فنترك جوهر المشكلة، ونغرق فى الخلافات.

القضية تم طرحها عام ٢٠١٧ ومن وقتها اشتعلت الأزمة بين الشيوخ، البعض يؤكد شرعية الطلاق الشفهى،ويطالب بعدم الاجتهاد، والبعض يؤكد أن ما يؤخذ بوثيقة لا يرد الا بوثيقة،ويطالبون لوقف المهزلة،والبعض فى اطار التحايل يقول إن الطلاق يقع إذا قيل بنصه دون تحريف لأحد الحروف ∀يعنى لو قال الزوج انت طالق بالقاف يقع الطلاق، أما لو قالها بالهمزة فنسأله عن نيته∀.

وأمام كل هذه الحيرة والبلبلة،اقام احدهم دعوى بتنظيم القضية وإلزام وزير العدل، بإصدار قرار بإجراء تعديل على قانون الأحوال الشخصية بحيث يثبت فى وثائق الزواج الرسمية، أن الطلاق لا يعد طلاقا شرعيا إلا إذا تم إثباته بوثيقة.

وما يحزننى فى كل ذلك أننى لم أقرأ أو أسمع رأيا واحدا من رجال الدين، يدين الأزواج الذين يعبثون بلفظ الطلاق، ليس فقط عند الضغوط كما يزعمون، بل وعند المزاح،وعلى القهوة،ووسط أصدقائهم،وعند الخصام مع الزوجة على كوب الشاى أو تأخرها فى اعداد الطعام!!.

لم أقرأ تحريما منهم لهذا السلوك المقيت الذى لا يتناسب مع قدسية الزواج، لم أسمع دعوة لحملة توعية وتوبيخ من رجال الدين للأزواج الذين يستهزئون بلفظ الطلاق ويستهزئون بالتالى بالزوجة وكرامتها، لم أسمع عن دعوة من الاوقاف لتخصيص جانب كبير من خطبة الجمعة لتوعية الرجال وتذكيرهم بكراهية أو ربما حرمانية هذا السلوك.

بالطبع نحن فى حاجة لتقنين الطلاق الشفهى حماية للمرأة البسيطة التى ستدفع وحدها ثمن غرور ورعونة الزوج، وقد لا تجد سوى الشارع اذا طلقها زوجها، وحرمها من بيتها واولادها، ولكن لابد أيضا من اهتمام الدين بعلاج الظاهرة،وضبط سلوك الأزواج وتعليمهم أصول الإمساك باللسان التى هى من أسس ديننا الحنيف، فكرامة المرأة ليست فقط فى عدم وقوع الطلاق الشفهى، وترك الحبل على الغارب للزوج يطلقها شفهيا عشرات المرات ويراجعها ∀على مزاجه∀، بل كرامتها فى احترام الزوج لها وعدم العبث بهذا اللفظ بحجة الغضب وسوء المزاج، أو بحجة التأديب والتهذيب، أو بدعوى المزاح.

انتشار ظاهرة الطلاق الشفهى تعكس جهلا بالدين، وجزء كبير من مسئوليته فى رأيى تقع على رجال الدين الذين تفرغوا للخلاف على التحليل والتحريم، وتركوا جوهر القضية، وتركوا كثيرا من الأزواج على جهلهم الشديد بالدين.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة