الجمعة، 25 ديسمبر 2020 - 03:23 م

يعيش اللاجئون والمهاجرون مآسي مختلفة منذ اللحظة الأولى التي يقرروا فيها ترك بلادهم وذويهم للتوجه إلى مناطق أخرى بالعالم، مخاطرين بكل ما يملكوا في هذه الحياة، من أجل منزل جديد، أو طعام جيد، أو حياة هادئة بلا حروب ولضمان مستقبل أفضل لأبنائهم.

ففي تونس، اضطرت أم إلى ترك طفلها البالغ من العمر خمسة أعوام فقط في عناية فتاة لا تعرفها لأنها لم تتمكن من الصعود معه إلى قارب الهجرة غير الشرعية الذي كان متجهًا إلى إيطاليا، ثم إلى فرنسا حيث ستحاول العثور على زوجها هناك.

اقرأ أيضًا: قبرص تطلب دعم الاتحاد الأوروبي لمكافحة الهجرة غير الشرعية

بدأت القصة من نهايتها، حين دخلت فتاة إلى مستشفى بمدينة «ريدجو إميليا» الإيطالية حتى تحصل له على العناية الطبية التي كان بحاجة إليها في نهاية الرحلة الشاقة التي قطعها في البحر المتوسط.

ووسط ضغوط مارستها السلطات الإيطالية لمعرفة العلاقة التي تجمع بين الفتاة والطفل الصغير في ظل عدم امتلاكهم لأي أوراق رسمية، علموا أنها لا تربطها به أي صلة قرابة، وأنها مجرد فتاة عهدت إليها والدة الطفل الحقيقية بالعناية به لأنها لم تتمكن من الصعود معه على متن القارب.

وبعد 8 أشهر، اجتمع الطفل مع والدته مرة أخرى في المدينة الإيطالية نفسها، بعدما تمكنت أخيرًا من اللحاق به هناك، بدون أوراق ثبوتية أو مستندات قانونية، أو ترتيبات لما يمكن أن يحدث لهما بعيدًا عن كل ما عرفوه يومًا في الحياة.