رفعت فياض
رفعت فياض


سطور جريئة

وانتصرت على فيروس كورونا اللعين

رفعت فياض

الجمعة، 25 ديسمبر 2020 - 07:41 م

 

كانت محنة قاسية سقطت فيها فى براثن فيروس كورونا اللعين الذى كنت أحذر مثل غيرى دائما من خطر الإصابة به سواء لطلابى فى الجامعة أو لقرائى بأخبار اليوم أو على شاشات الفضائيات.. وكنت دائما ومازلت أنادى بعدم التهاون فى الإجراءات الاحترازية التى مازالت هى خط الدفاع الأول فى الوقاية من خطر الإصابة بهذا الفيروس وفى مقدمتها ارتداء الكمامة مع الاهتمام بالنظافة الشخصية وغسل الأيدى دائما بالماء والصابون والابتعاد عن التجمعات الكبيرة.. والمحافظة على التباعد الاجتماعى.. ومع تطبيقى أنا شخصيا لكل هذه الإجراءات الاحترازية بشدة.. لكن قد يكون حدث خطأ فى لحظة ما مع شخص كان حاملا لهذا الفيروس سواء بالسلام بالأيدى أو الحديث معه بدون كمامة.. أو يكون سوء حظ.. حيث شعرت يوم الأربعاء ٩ ديسمبر ببداية الأعراض التى تشير إلى احتمالية الإصابة بفيروس كورونا وعند ذهابى للجريدة فى اليوم التالى لم أجد نفسى قادراً على كتابة صفحة «هنا الجامعة» أو مقالى «سطور جريئة».. وعلى الفور تواصلت مع الدكتور أحمد عبدالسلام مدير الإدارة الطبية بأخبار اليوم الذى طلب منى العودة للمنزل فورا وأخذ بروتوكول العلاج والعزل المنزلى  وبدأت الأمور تزداد سوءا فى اليوم التانى وظهر ذلك عندما صحوت فجراً وحاولت أن أكمل كتابة صفحة «هنا الجامعة» لأفاجأ بعدها بسقوطى المروع على الأرض مغشياً علىَّ مثلما كنت أشاهد على شاشات التليفزيون عند بداية ظهور هذه الجائحة العام الماضى فى مدينة «ووهان» الصينية عندما كان يسقط بعض المصابين على الأرض فجأة وبدون مقدمات.. وبعدما يقرب من نصف ساعة بدأت أفيق لأجد نفسى ممدداً على الأرض وقد سقط المقعد الذى كنت أجلس عليه فوق رأسى.. وأننى دمرت جزءا من «منضدة» الكمبيوتر الذى أكتب عليه.. وحاولت جاهداً النهوض دون جدوى إلا بعد ١٠ دقائق من إفاقتى التى لم استطع طوالها أن أنادى على زوجتى لكى تساعدنى على النهوض.. كانت البداية صعبة معى والإصابة شديدة وهذا ما ظهر عندما قمت فى اليوم التالى بعمل أشعة مقطعية على الصدر.. وتحليل دم، وبدأت رحلة العلاج من اللحظة الأولى مع الراحة التامة.. وبدأت فى تنفيذ كل التعليمات الطبية فى هذا الشأن.. وكانت أهمها معنوياتى المرتفعة التى حدثت بعدما لمست حب الجميع من الزملاء والأصدقاء لى.. والسؤال عنى ودعواتهم لى.. وكان الله سبحانه وتعالى بجانبى عندما منحنى القوة المعنوية لمواجهة هذا الوباء أحمده وأشكر فضله إلى أن ألقاه وكانت رحمته واسعة بى وكانت سببا فى شفائى من هذا الفيروس اللعين.
> نصيحتى لكل من يقرأ هذه الكلمات ألا يتهاون مع هذا الوباء الذى أربك العالم كله.. وأن نأخذ من الحذر قدر المستطاع.. وإذا حدث بعدها لا قدر الله أن أصيب أحد فليكن إيمانه بالله وثقته فيه كبيرة حتى ينجو من آثار هذا الفيروس اللعين.. وألا يتهاون فى مواجهته.
> وشكراً لكل من سأل عنى سواء استطعت أن أرد عليه أم لم استطع خاصة فى أيام الإصابة الأولى.. وقد لمست فى هذه المحنة مدى محبة الناس لى والتى كانت من أهم أسباب وصولى لمرحلة التعافى وهذه المحبة هى ثروتى فى الحياة بل هى أغلى ثروة أمتلكها حتى الآن.. أدامها الله علينا جميعاً.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة