تعرف علي النـدابة في مـصر القديمة
تعرف علي النـدابة في مـصر القديمة


تعرف على «النـدابة» في مـصر القديمة

شيرين الكردي

السبت، 26 ديسمبر 2020 - 10:23 ص

من العادات المتوارثة من المصريين القدماء هي النواح والبكاء على الميت و يعتبر النحيب على الميت من الموضوعات المستمرة لليوم، وهى الوظيفة التقليدية للمرأة فى مصر القديمة وتوارثتها المرأة فى العصر الحديث! وتعود طقوس الحزان عند المصريين لأكثر من 7 آلاف عام.

عندما بدأ المصرى القديم فى التعبير بالرسم والتشكيل عن هموم البقاء؛ كانت تعبر صورة المرأة عن الحب والإعتناء، فهى المُحبة والنائحة فى حالة الحداد، وهى التى تسير بجانب الميت الراحل إلى الخلود ، يتم تمثيل الزوجة وهى تندب زوجها، ولا يتم تمثيل العكس إلا فى حالات قليلة، لأن ممارسة الندب قاصرة على النساء فقط ، حتى بعد دخول الديانات السماوية لمصر، وأيضأ عادة الأربعين فهي عادة مصرية قديمة، حيث يفتح على المومياء لاستكمال عملية التحنيط، فقد كانت هناك مهنة فرعونية تسمى النوحات وهذه المهنة خاصة بالنساء .

وكان المصرى القديم يهتم بحياته الأخرى بعد الموت أكثر من دنياه لأنها هى الحياة الأبدية، فبرع بتصوير ما يتم من شعائر وتقاليد خاصة بالمتوفى وجنازته منذ لحظة وفاته، حفلت المقابر بالزخارف والكتابات ومعلومات قيمة عن الجنازة. 

كان الندب من العادات والتقاليد التى تتكرر فى المناسبات الجنائزية عندما يموت إنسان ما، تعبيراً عن مدى فداحة الخسارة التى تسببت لهم بوفاة عزيز.

ماهي مهنة النادبات : 

يعتبر مهنة النادبات تمارس حتي الان في عدد من قرى وأرياف مصر، وتتم بإظهار العديد أشكال الحزن والألم لوفاة المتوفى، خصوصاً إذا كان المتوفي من غير الأقرباء والاحباب، ويعتبر الندب والصراخ والعويل وشق الملابس من أشكال تلك المهنة، وأيضا لطم الخدود، وإلى جانب ذلك القيام بتلطيخ الرأس بالتراب أو الطين، وأيضا الارتماء على الأرض.

ومن العادات أن أسرة المتوفي، لا يشتركون في الحفلات والمناسبات والأعياد، كما أنهم لا يرتدون من الملابس الزاهية والمزينة، ويكون لون الحداد عندهم هو «الأسود» والرمادي إو الكحولي "الازرق "، والرجال لا يحلقون لحيتهم لمدة 40 يومًا، البعض يقوم بارتداء الملابس «بالمقلوب»، كإشارة على الحزن، ويستعينون بـ«نسوة نائحات ندابات» مهمتهن البكاء والنحيب وتشجيع المعزين على البكاء!


ولذلك فنجد أن أغلب ملابس الندابات قد تميل للون الرمادي أو الأزرق نتيجة للتراب والأوساخ، وهو اللون الذي ترتديه النساء المصريات وقت الجنازة وهو اللوان الأسود أو الأزرق الكاتم الى الآن ، وقد تعددت مشاهد الندبات في المقابر الفرعونية وعبر التاريخ المصری القديم إلا أنه لا يوجد إلا منظرين إثنين فقط للنائحات أو الندابات في عصر الدولة الوسطى.

وفي عصر الدولة الحديثة فيوجد أكثر من سبعين منظر وهذا وتعتبر مقبرة (رع - مس) أو (عموزا) بالأقصر من أهم المقابر التي تمثل هذه المناظر وتصورها ولذلك أطلق عليها مقبرة الندهات، حيث يتلاحظ تصوير المرأة أو الزوجة وهي تقوم بندب المتوفى أو زوجها ولا يحدث العكس أبدأ، إذن فهي مهنة النساء كما أشرنا من قبل ويعود لسببين السبب الأول أنه ربما أن الزوج لا يحب زوجته أو أنه مشغول في البحث عن إمرأة أخرى.

أما السبب الثاني أنه ربما توفى الزوج قبل الزوجة فلا يستطيع إظهار حزنه عليها إلا أن الأرجح أنها مهنة قاصرة على النساء وليس الرجال فهمهما كان الرجل حزين على المتوفى لا يقوم بالندب إطلاق.

وكانت أعدادهم تتراوح ما بين مائتان إلى ثلاثمائة سيدة، يلفون حول المدينة وينشدن أناشيد تتوصف في حسن خلق الملك أو الحاكم والحديث الطيب عنه، ثم بهيلون التراب على رؤسهن، وللأسف الشديد هذا لا يزال موجوداً أيضاً عندنا في الصعيد.

أقرأ أيضا: خبير آثار: شجرة عيد الميلاد ارتبطت بأقدم الأساطير المصرية

 ترك لنا المصريون القدماء كرههم للموت فقالوا :
«الموت أمر بغيض.. يجلب الدموع والأحزان.. يخطف الرجل من بيته ويلقى به فى رمال الصحراء.. لن تعود إلى الأرض أو ترى الشمس».. «لم يكن للمصريين القدماء إلها للموت، وكانوا يخاطبونه دئماً على انه لص بغيض».

 يقول (وليم نظير):
إننا قد ورثنا عادة البكاء على الميت عن "إيزيس" تلك العادة وغيرها من مظاهر الحزن فى مصر الحديثة؛ باقية من تراث الماضى يتوارثها الناس جيلاً بعد جيل"

في جزء من أسطورة إيزيس وأوزيريس؛ عندما استطاعت إيزيس جمع أشلاء زوجها المتناثرة وصنعت منها أولى المومياوات بمساعدة نفتيس وأنوبيس، و إنتقل أوزير بعد ذلك إلى عالم الأموات حيث تم دفنه على أنغام مراثى إيزيس ونفتيس (أختيه) .

تقول إيزيس: "تعال نحو بيتك، تعالى إلى بيتك
أنت يا من لم يعد له أعداء، أيها اليافع الجميل.. تعال إلى بيتك لكى ترانى .. أنا أختك التى تحبها .. لا تبتعد عنى أيها اليافع الجميل .. تعالى إلى بيتك .. أنا لا أراك؛ ومع ذلك قلبى يصبو إلى لقياك، وعيناى تلتمسان رؤياك ، ما أروع أن اتأملك
تعال إلى من تحبك  .. تعالى إلى جوار أختك 
تعال إلى جوار زوجتك  .. أنت يا من لم يعد قلبه يخفق
تعالى نحو سيدة بيتك .. أنا أختك من نفس الأم 
لا تبتعد عنى الآلهة والناس اتجهوا بوجوههم نحوك وكلهم يبكونك معاً لأنهم يروننى .. أناديك وأبكيك بحرقة .. حتى أنه (بكائى) يُسمع فى السماء .. ولكن ألا تسمع صوتى؟ 

أنا أختك التى كنت تحبها فى الأرض، وما كنت تحب أى امرأة (أخرى) غيرى يا أخى، آه يا أخى ..

تقاليد الندب ومظاهر الحزن فى مصر قديماً وحديثاً ترجع بأصولها إلى أسطورة "أوزيريس"، إذ عم المصريون حزن عميق لمصرع معبودهم، وكانت أختاه إيزيس و نفتيس فى مقدمة المحزونين حيث بكيتا عليه بكاء شديداً.

ومن العادات أيضاً في دلتا مصر:

 فى أحزان المصريين في دلتا مصر؛ يمنع إشعال «البوتاجاز» أو النار داخل المنزل، باعتباره «فألًا سيئًا» للمتوفي، وتعد الموائد خلال تلك الأيام ليأكل المعزين في بعض الأحيان تتكفل أسرة المتوفي بشراء طعام جاهز لإطعام المعزين! 

في أغلب البيوت، يتحمل الأقارب والجيران تلك المسؤولية، ليعدوا في منازلهم موائد تكفي المعزين الذين يتوافدون على بيت المتوفي في تلك الأيام.

تمنع بعض الأسر أنواع أطعمة معينة المعبرة عن الفرحة خلال العام الأول من الوفاة العديد من الأسر تراجعت عن تلك العادة لتكتفي بستة أشهر فقط، يمنع فيها عمل المحشي والكيك والمعجنات بأنواعها، كما يمنع عمل الكعك في أول عيد يمر على أهل المتوفي، ويمنع شراء الحلوى والكعك من خارج البيت بعض الأسر في الريف والقرى بالدلتا، تمنع دخول الحليب إلى المنزل بعد الوفاة لمدة 3 أشهر!
 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة