كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

مرحباً بالأشقاء السودانيين

كرم جبر

السبت، 26 ديسمبر 2020 - 08:11 م

 

كانت فرصة طيبة أن ألتقى بأئمة المساجد السودانيين أثناء زيارتهم للقاهرة، بدعوة من وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعه، ودار حوار طويل حول المبادرة المشتركة بين الوزارة والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام حول بناء الوعى.
رحبت بهم وقلت أننا كمصريين وسودانيين تجرى فى عروقنا مياه النيل نحن نشرب من هذا النهر العظيم، ومصير النهر وما يحدث فيه الآن مرتبط بوحدة الشعبين ووحدة مواقفهم السياسية، وهذا النهر هو هبة من هبات الله ولا يجوز لأى إنسان أن يمنع عنا المياه لأنه يمنع عنا الحياة.
وهناك الكثير من العوامل المشتركة بين المصريين والسودانيين، وأن سنوات التعافى للأمة العربية حينما تكون العلاقات بين الدولتين جيدة، وأتذكر أياما كثيرة أخصها فى حرب 1967، وكان الجيش السودانى والأخوة السودانيون بجانب الجيش المصرى فى جبهة القتال حتى انتصار ١٩٧٣، كذلك أتذكر مؤتمر القمة العربية فى الخرطوم والدور الذى لعبه الأشقاء وترتيب لقاء الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والزعماء العرب.
كذلك أتذكر كيف استقبلوا عبد الناصر وأعطى رسالة للعالم أن هذا الرئيس ليس مهزوماً بل وراءه الأمة العربية ممثلة فى الشعب السودانى، وتبرع السودانيون ببعض ما يمتلكون مساعدة للمجهود الحربى فى مصر، وأتذكر أيضاً التواصل الثقافى بين البلدين عندما ذهبت السيدة أم كلثوم إلى السودان وأقامت عدة حفلات لإيمانها بدور الثقافة بين البلدين واختارت قصيدة للشاعر السودانى الراحل الهادى آدم وتغنى بها العرب من المحيط للخليج.
نحن شعوب نشأنا على النيل وعلى الخضرة وأعطانا الله خيراً كثيراً لو أحسنا استغلاله لأصبحنا خير شعوب الأرض، وأن الشعبين اكتسبا السماحة والطيبة من النهر العظيم الذى يربط البلدين معا.
إن إطلاق مبادرة «بناء الوعى» بالاشتراك بين المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ووزارة الأوقاف والتى سيتم تفعيلها اعتباراً من العام القادم، لأن أمتنا العربية فى حاجة ماسة إلى إعادة الكثير من المفاهيم، وأفضل من يقوم بذلك هم رجال الدين والخطباء الأجلاء لأنها قضية أمة ونحن مسئولون عن عرض تعاليم الدين بطريقة صحيحة، فالدين الإسلامى ليس دين عنف أو تطرف ولكن دين محبة وسلام وتقارب بين الشعوب ورسالة الأديان السماوية الحياة وليس الموت.
يجب نشر المفاهيم الدينية الصحيحة بالنسبة للنشأ، لأنهم هم مستقبل الأمة وأن تفهم تلك المفاهيم بشكل صحيح لأن هناك الكثير من الفتاوى أخطر من القنابل والسيارات المفخخة، لأن من يقتل شخصاً يبدأ بفتوى خاطئة، ولصالح الإنسانية وتقديس الحياة يجب فهم تلك المفاهيم بشكل صحيح، وأزعجنى ما شهدت منذ فتره من قيام بعض الأطفال خلال أحد العروض بارتداء وشاح مدون عليه «مشروع شهيد» فكنت أتمنى أن يكون مشروع مهندس وطبيب وعالم ومدرس وخلافه.
رحب خطباء المساجد السودانيون بالأفكار والرؤى التى تم طرحها، وطلبوا أن يكونوا شركاء معنا فى المبادرة وأن نعقد بالتناوب بين القاهرة والخرطوم.
وقلت لهم ضعوا أيديكم فى أيدينا، ونضع أيدينا فى أيديكم.. سنكون بإذن الله من أهم القوى الفاعلة فى المنطقة.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة