الزَّهْرةُ البيضَاء
الزَّهْرةُ البيضَاء


الزَّهْرةُ البيضَاء

أخبار الأدب

الأحد، 27 ديسمبر 2020 - 04:01 م

 

 د . فهد الفقيه العذرى

دَعِ الحَسْرَةْ
إذَا  غَابَتْ مَلامِحُ
هَذهِ الأَوطَانِ
فِىْ تَابُوتِ مَنْ سَارُوا
عَلَى الطُرقَاتِ كَالطَاعُونْ
فَغَابَتْ بَهْجَةُ الأَطْفَالِ
عَنْ أَحْضَانِ شَارِعِنَا
وصَارَ الدَرْبُ أَلغَامَاً وأَشْبَاحَاً
ولَا يَأْوِىْ سِوَاهُ القَاتِلُ المَلْعُونْ
فِإنَّ حُوصَرَتْ
أَوْ شُرِدَتْ
أَوْ عُذِبَتْ
فَلَنْ يَمْحُو دُخَانُ القَمْعِ
نُورَ الشَّمْسِ فِىْ أَرْجَاءِ شَارِعِنَا
وَلَنْ يُثْنِىْ أرِيجَ  «مَشَاقِرِ « الجَدَّاتِ
مِنْ تَعْطِيرِ مَنْزلِنَا ..
ومِنْ تَضْمِيدِ جُرْحِ الكَاذِى المَطْعُونْ
فَفِىْ هَذَا الثَرَى وطَنِيْ

دَعِ التَفْكِيرَ
إِنْ رَسَمَتْ يَدُ الغَوغَاءِ
أَقْدَارِىْ بَلا أَدَبِ
وَخَاطَتْ نَزْوَةُ الجُهَلاءِ
أَكْفَانِىْ بَلَا طَلَبِ
ودَاسَ القُبْحُ أَشْيَائِيْ
بِلا سَبَبِ
سَأَرْمِىْ كُلَّ أَشْيَائِيْ
ولَنْ أَخْتَارَ يَا زَمَنِيْ
 سِوَى كَفَنِىْ ..

دَعِ الأَحْزانَ
إنْ سَارَتْ قَوافِلُ
عَارِهِمْ بَغْيَاً عَلَى جَسَدِىْ
فَمَا لِلبَغِىْ زَوْبَعَةٌ
بِغِيَرِ قَوافِلِ الوَثَنِ
فَفِىْ حِجْرِىْ رَضِيعُ
الزَّهْرةِ البِيضَاءِ
يُسْقَى مِنْ نَدَى عَرّقِىْ
وأَلثمُهُ ويَلثُمُنِىْ

دَعِ الآلامَ
إنْ قَلبِىْ بأِهَاتٍ
مِنْ الأَشْجَانِ
والعَبرَاتِ أَحْرَقَنِيْ
   
دَعِ العَبَرَاتِ ..
تَحْفر فِىْ مَآقِينَا
لِتَسْقِىْ زَهْرةَ الآمَالِ أَحْلامَاً
فَتَقْطِفُهَا أَمَانِينَا
وتَرْفَعُ صَرحَ أُغْنِيَتِى
إذَا مَا الحُزنُ هَدَّمَنِىْ

دَعِ الشَّكْوى
فَرُغْمَ  الفَقْرِ والتَجْويعْ
ورُغْمَ الخَوفِ والتَرْويعْ
سَنُهْدِىْ بُؤْسَنَا للأَرْضِ أَنْهَارَاً وأَزْهَارَاً
لِتُورِقَ هَذهِ الأَرْجَاءِ
تُزْهِرَ فِىْ دُجَى الأَيَامِ أَقْمَارَاً
بِعِطْرِ الضَوءِ تَنْضَحُنِىْ

 دَعِ النِسْيَانْ
رَدّدْ فِىْ مَدَىْ الأَيَّامْ
سَيَغْدُو العُمْرُ بُسْتَانَا
وَفِىْ شَّطِ الأَمَانِىْ البِيضِ
تَغْدُو صَرْخَةُ الأَمْوَاجِ أَلْحَانَا
ويَغْدُو النَوَرَسُ المَطْرُودُ رُبَّانَا
إذَا مَا البَحْرُ نَادَانَا
هَلُمُّوا ...
واسْرِجُوا نَحْو العُلَى سُفُنِىْ

دَعْ الخُذْلَانْ
وَكُنْ للحُبّ مَيْدَانَا
سَتَبْقَى يَا ابْنَ هَذِىْ الأَرْضِ
رُغْمَ الغَدْرِ إنْسَانَا
تُرَتَلُ فِىْ مَسَامـِعِنِا
بِأُغْنِيةٍ نُرَدِدُهَا
نُجَدِدُ فِىْ مَعَانِيهَا
فَيَغْمُرُنَا صَدَى الإِشَّرِاقِ
يَمْلأ هَذهِ الأَفَاقَ  
أَنْوَارَاً وأَلْحَانَا
فَيُطْرِبُهَا وَيُطْرِبُنِىْ

دَعِ الأَشْوَاقَ ..
 يَا وَلَدِيْ
غَدَاً نَلْقَاكَ
نَرْسُمُ لـِلدُّنَا عَينَيَكْ
بِلَونِ الفَجْرِ
تَغْسِلُ ظُلْمَةَ الزَّمِنِ

دَعْ التِرْحَالَ ..
إنْ ثَرَى رَوَابِينَا
يُنَادِينَا
وَتَأْرِيخَاً عَلى هَامِ الجِبَالِ السُّمْر
يُحَدّقُ فِىْ دُرُوبِ الشَوَقِ
يُسَائِلُ عَابِرَاتِ الغَيَمْ
مَتَى تَنْأَى مَنَافِينَا
مَتَى سَنَعُودُ للوَطَنِ .

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة