الادوية
الادوية


أدوية أدمنها المصريون.. «المضادات وعقاقير الحموضة والباراسيتامول»

حسام عبدالعظيم

الأحد، 27 ديسمبر 2020 - 04:26 م

المضادات الحيوية وعقاقير الحموضة والباراسيتامول.. ماركة مسجلة في «الأجزاخانة» المنزلية


رئيس شعبة الأدوية: تسبب أمراض مزمنة .. والإسراف في تناولها قد يسبب الوفاة 

 


«كل المصريين بقوا دكاترة».. بعدما تقمصوا دور الطبيب واكتفوا بتناول أدوية شائعة اعتادوا علي تكرار استخدامها عند ظهور عليهم نفس الأعراض، ولم يكتف بذلك فحسب بل وجهوا نصائح لأقرانهم بتناولها، غافلين أن تشابه العرض لا يعني تماثل المرض، وأن الآثار الجانبية لتناول تلك الأدوية قد تسبب تدهور أكثر بالصحة سواء على المدى القريب أو البعيد، وهو ما حاول الخبراء توضيحه في التحقيق التالي.

 


قال الدكتور على عوف رئيس شعبة الأدوية بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن هناك سوء استخدام للأدوية لقطاع كبير من المصريين ومبالغة كثيراً في صرف الأدوية غير المجدولة، وهذا يعكس غياب الوعي الثقافي للمجتمع المصري فيما يخص الاستخدام الآمن للدواء، متابعاً أدوية الفيتامين والمضادات الحيوية من أكثر الأدوية التى يساء استخدامها نظراً لعدم وجود ضوابط في صرفها، بالرغم من أن آثارها الجانبية خطيرة قد تسبب الإصابة بأمراض مزمنة قد تصل للوفاة.

 

اقرأ أيضا :تقاليع المدمنين| لماذا يتعاطون حقن الطلق وأدوية السرطان والشلل الرعاش والصرع؟

 


وأضاف عوف، أن سوء التغذية لدى المصريين ينجم عنه أمراض بالجهاز الهضمي والتهابات وقرحة في المعدة، مسببه آلام لم يستطيع الجسم تحملها، بما يدفع المرضي للجوء لتناول أدوية تخلصهم من تلك الآلام، ومنها أدوية الحموضة التي تؤدى لهشاشة العظام إذا تم الإفراط في تناولها.


وأشار «عوف» إلي أن الظروف المادية والضغوط الاجتماعية التي يمر بها المصريين تصيبهم بأمراض القولون وارتجاع المريء، فيسرعون بالذهاب للصيدلية وشراء أي دواء شائع وتناوله دون الذهاب للمستشفي أو استشارة الطبيب، يرجع ذلك لعدة أسباب منها ضعف المستوى المادي لقطاع كبير المواطنين، ثقافة الكثير من المرضى بأن هذه الأعراض بسيطة ولا تحتاج لطبيب خاصة في الأرياف والقرى، الاستهانة بالمرض والاعتماد على خبرة طبيب الصيدلية في صرف الأدوية، عدم الرقابة الجيدة على الصيدليات خاصة في القرى والأرياف في صرف بعض الأدوية بدون روشتة.


وطالب عوف بضرورة الرقابة على الصيدليات وإلزامها بتوفير طبيب صيدلي على مدار الـ 24 ساعة، مؤكداً  أنه من الصعب إلزام مرضي الأمراض المزمنة وكبار السن ممن يعانوا من أمراض الضغط والسكر وغيرها من الأمراض الشائعة بصرف الأدوية بالروشتة نظراً للظروف الاقتصادية وعدم قدرتهم على المتابعة الدائمة مع الطبيب، وهذا لا يعني التقنين الكامل لصرف الأدوية من قبل الصيدلي، بينما دور الصيدلي كبير ويجب أن يكون لديه بصيرة بأن المريض الذي يعانى من مرض يستدعى الذهاب إلى الطبيب وتظهر عليه بعض الأعراض الخطيرة يتوجب عليه عدم صرف العلاج إلا بعد الذهاب إلى الطبيب، أما المريض الذي يتناول أدوية دائماً لمرض مزمن معين من الممكن صرفه بدون استشارة الطبيب.

 

اقرأ أيضا: بعد قرار الصحة بضمها لجداول المخدرات| تعرف على عقوبة الاتجار في مادة البريجابلين

 


وعن الرقابة على الصيدليات، أشار عوف إلى أن هناك قانون في شأن مزاولة مهنة الصيدلة رقم 127 لسنة 1955، والذي ينسق التعامل في صرف الأدوية وهذا متعارف عليه إعلامياً أن هناك بعض الأدوية يمكن للصيدلي صرفها ووصفها للمريض دون الرجوع إلى الطبيب وهى أدوية OTC التي لا يحتاج صرفها أو وصفة طبية ويقررها الوزير بتوصية.

 


ومن جانبه قال الدكتور محمد عز العرب أستاذ الباطنة والكبد بالمعهد القومي للكبد والأمراض المعدية والمستشار الطبي للمركز المصري الحق في الدواء، هناك استهلاك مفرط من جانب المصريين لبعض الأدوية يرجع ذلك لسهولة صرفها بدون روشتة، وهذا خطئ كبير يجب تداركه في المرحلة المقبلة نظراً لما تسببه هذه الأدوية من أمراض للمواطنين في حال تناولها بشكل خاطئ أو الإفراط في استخدامها.

 

اقرأ أيضا: إنفوجراف| 13 مريض سرطان كل ساعة وجدول زمني لأول مصنع مصري لأدوية الأورام

 


وأوضح عز العرب أنه في الدول المتقدمة لا يمكن صرف أي دواء دون روشتة الطبيب ولا يسمح بصرف أي دواء بخلاف أدوية الـ « OTC» للحالات البسيطة مثل خافض الحرارة و«الباراسيتامول» للأعراض البسيطة لحين الكشف الطبي. وتابع هناك عدد وعوامل تنتج عن صرف الأدوية بدون روشتة أهمها أولاً هناك مخاطر كبيرة من صرف الأدوية بدون روشتة لأنه يمكن أن يكون العرض واحد ولكن المرض مختلف، وبالتالي يجب استشارة الطبيب لتشخيص الصحيح للمرض وتفادى تناول دواء قد يزيد من حدته أو يسبب مضاعفات خطيرة قد تؤذى المريض أكثر وتؤدى إلى تدهور حالته الصحية ولا تعالج السبب الأساسي للمرض.


وتابع: "ثانياً هناك عشوائية في استخدام الأدوية وتناولها ما يؤدى أحياناً إلى تفاعل بعض الأدوية مع بعضها بما يفقدها تأثيرها وفاعليتها.. ثالثاً الآثار الجانبية لهذه الأدوية وما تمثله من خطورة على صحة المواطنين، واستخدام المسكنات على المدى الطويل قد يؤثر على الكبد والكلى ويصيبهما بأمراض مزمنة كالتهاب الكبدي والفشل الكلوي أو التليف، حتى أدوية الفيتامينات لها آثار على المدى الطويل لذا يجب عدم الإفراط في تناول هذه الأدوية، كما أن تناول بعض الأدوية بطريقة خاطئة قد يؤدى لذبحات صدرية وأمراض قلبية مثل تناول الـ» كتافاست أو البروفين» أو غيرها من الأدوية التي إذا تم تناولهم قبل وجبة الإفطار تصيب الإنسان بقرحات في المعدة ونزيف دموي، وأحياناً بذبحات صدرية وقلبية تؤدى إلى الوفاة".


وعن كيفية تنظيم صرف الدواء، أشار «عز العرب» إلى أن هناك دور كبير يقع على الجهات المعنية التي يتوجب عليها الرقابة على الصيدليات وتنظيم صرف الأدوية كما يجب تواجد طبيب صيدلي في جميع الصيدليات، وخاصة أن الكثير من الصيدليات لا يوجد بها طبيب والاعتماد يكون على شخص ما غير متخصص، كذلك للمجتمع المدني دور كبير في توعية المواطنين وتغير الثقافة الخاطئة لديهم وأيضاً الرقابة على الصيدليات.

 


وتابع: "لابد من سن قانون جديد ينظم التعامل داخل الصيدليات وصرف الأدوية للحد من السوق العشوائي الذي نعانى منه الآن، ومنها عدم صرف أي أدوية إلا بروشتة الطبيب، وخاصة أن هناك مراكز طبية ومستشفيات عامة يمكن اللجوء إليها لا تحتاج لمبالغ مالية وبالتالي المريض لا يتحمل أعباءً مادية فهناك أكثر من 5 آلاف وحدة صحية على مستوى الجمهورية والتي تمثل خط الدفاع الأول بخلاف المستشفيات العامة يمكن اللجوء إليها في حالة الشعور بالمرض وعدم وجود القدرة المالية، مشيراَ إلى أنه لا يمكن الاستهانة بالأعراض فأحياناً العرض البسيط يسبب الوفاة، متابعاً مثلاً إذا كان هناك شخص يعانى من القيء الكثير يعتقد أنه «برد في المعدة ويتم تناول بعض الأدوية من الصيدلية ولكن هناك أسباب كثيرة للقيء منها الذبحة الصدرية والأزمات القلبية، فإذا تم له صرف علاج للمعدة قد تؤدى لوفاته، لأنه يحتاج إلى إسعافات سريعة لتفادى تفاقم الذبحة، كذلك الشعور بالتقلصات لها 8 أسباب ولا تقتصر في أسبابها على المعدة فقط".

 

وقال الدكتور مصطفى الوكيل عضو مجلس نقابة الصيادلة بمصر: "في البداية يجب التأكد أن هناك استخدام سيء في الأدوية من قبل المصريين وعدم الالتزام بخط العلاج الذي يصفه الطبيب، والمشكلة تكمن في اعتماد بعض المواطنين على وصف العلاج من الأقارب والمعارف وعدم الذهاب إلى الطبيب".


وأضاف «الوكيل»، أنه من أكثر الأخطاء التي يقع فيها المرضى هو التمسك باسم العلاج وليس المادة الفعالة فكثيراً من المواطنين يطالبون دواء معين ويكون غير متوفر ولكن يوجد له البديل ولكنهم يرفضون وهذا يعكس مستوى ثقافتهم نحو العلاج، متابعاً لذا نطالب الأطباء بكتابة المادة الفعالة في الروشتة وعدم كتابة مسمى الأدوية لأنه أحياناً لا تتوافر أو يكون أسعارها أغلى بكثير من البديل لها بالرغم من عدم اختلافه عن الأخر.


وأختتم: "يجب على الصيدلي ألا يتخطى دورة ويتجاوزه في صرف الأدوية أو عدم تواجد الطبيب الصيدلي بالصيدلية كما يجب عليه الالتزام بالميثاق المهني وعدم صرف أي أدوية إلا بروشتة بخلاف أدوية الـ «otc».

 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة