صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


«صلاة الجمعة بإجراءات وقائية.. واستمرار غلق دور المناسبات».. الأوقاف تواجه كورونا

إسراء كارم

الأحد، 27 ديسمبر 2020 - 04:54 م

يبدو أن جائحة كورونا لن تمر بسهولة، رغم كل الأرواح التي حصدتها منذ قرابة عام وحتى الآن، إلا أنها تصبح أكثر شراسة يوما بعد يوم.


ورغم التحذيرات المستمرة من ضرورة الالتزام بالتعليمات التي أقرتها وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، إلا أن الكثيرين يتعاملون مع الأزمة باستهتار كبير.


من جانبها، تجدد المؤسسات الدينية تحذيراتها من التجمعات والإهمال، والذي قد يؤدي أيضا إلى إغلاق المساجد من جديد، في ظل تزايد أعداد المصابين بالفيروس.


الأوقاف: الإهمال إثم ومعصية

وأكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، استمرار فتح المساجد، مشددا على الالتزام بالإجراءات الوقائية التي حددتها الجهات الصحية المختصة والالتزام بالتباعد الاجتماعي مطلب شرعي ووطني وإنساني.

 

وقال وزير الأوقاف: «بما أن مخالفة هذه الإجراءات قد تتسبب في أذى النفس أو أذى الآخرين أو أذى النفس والآخرين معًا، والإضرار بالمجتمع وبالصالح العام، فإن عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية إثم ومعصية».


وأوضح أنه إذا كانت هذه المخالفة إثمًا ومعصية فإن الأولى بمن يقصد بيوت الله عز وجل، ابتغاء مرضاته أن يلتزم بها، مؤكدا أن طاعة الله عز وجل لا تُنال بمعصيته ولا بأذى الخلق.

 

وشدد على جميع الأئمة والعاملين بالأوقاف التأكيد على ذلك دائمًا والالتزام بالكمامة، وبكل إجراءات التباعد، وجميع الإجراءات الوقائية والاحترازية، وتنبيه المصلين على حرمة أذى النفس أو أذى الخلق، وأن المسلم الحقيقي لا يمكن أن يكون سببًا في أذى نفسه أو أذى غيره.


- تشديدات وضوابط

ووضعت الأوقاف العديد من الضوابط داخل قطاعات الوزارة، وعلى رأسها العمل داخل المساجد، بهدف عدم غلق المساجد مرة أخرى وعودة آذان النوازل.


وشددت الوزارة في بيان لها على 10 قرارات يجب الالتزام بها تشمل، عدم فتح أي دار مناسبات، وعدم السماح بإقامة أي عزاء، وعدم السماح بعقد قران أو خلافه بالمساجد أو ملحقاتها، كذلك تشديد المتابعة واتخاذ أقصى عقوبة عند المخالفة، وقصر العمل بالمساجد على الصلوات فقط، وعدم السماح بأي نشاط آخر بالمساجد أو ملحقاتها دفعًا لانتشار فيروس كورونا، والتأكيد علي الكمامة، وتأكيد وجد مسافات للتباعد وبصفة عامة داخل دور العبادة أو خارجها والبعد عن التزاحم، والالتزام بإحضار المصلى الشخصي عند الحضور إلى المسجد.

 

- لا حرج من الصلاة في المنزل

وأكد وزير الأوقاف أنه لا حرج على من صلى في بيته في ظل هذه الظروف الراهنة سواء أخشي على نفسه أم على الآخرين، أم كان قاصدًا الإسهام في تخفيف الزحام وتحقيق التباعد الاجتماعي وكلٌّ ونيته، والله من وراء القصد.

 

- تعقيم مستمر:
من جانبه، أكد الدكتور جابر طايع رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، أن قرار غلق المساجد بسبب الموجة الثانية لفيروس كورونا تحدده الدولة، موضحا أن وزارة الأوقاف تطبق كافة الإجراءات الوقائية في المساجد.

 

وأشار إلى أنه يتم تعقيم كافة مساجد وزارة الأوقاف 3 أيام في الأسبوع هي الأربعاء والخميس والجمعة، والالتزام بالفترة الزمنية التي حددتها الوزارة لوقت خطبة الجمعة وهي الـ 10 دقائق.


وحددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة أول جمعة في عام 2021، تحت عنوان: « الصلابة في مواجهة الجوائح والأزمات، والأخذ بأسباب العلم والعمل الجاد طريق العبور نحو المستقبل».

 

وأكدت الوزارة عدم فتح أي دار مناسبات، وعدم السماح بإقامة أي عزاء أو عقد قران أو خلافه بالمساجد أو ملحقاتها، وتشديد المتابعة في ذلك، واتخاذ أقصى عقوبة عند المخالفة، وقصر العمل بالمساجد على الصلوات فقط، وخطبة الجمعة في حدود عشر دقائق ، وعدم السماح بأي نشاط آخر بالمساجد أو ملحقاتها دفعًا لانتشار فيروس كورونا.

 

حكم التجمعات وإقامة الشعائر في المساجد

أعادت الإفتاء الإجابة عن هذا السؤال، بأن الشريعة الإسلامية قد سبقت إلى نظم الوقاية من الأمراض المعدية والاحتراز من تفشيها وانتشارها؛ رعايةً للمصالح، ودفعًا للأذى، ورفعًا للحرج، حتى لا تصبح الأمراض وباءًا يضرُّ بالناس ويهدد المجتمعات، فأرست بذلك مبادئ الحجر الصحي، وقررت وجوب الأخذ بالإجراءات الوقائية في حالة تفشي الأوبئة وانتشار الأمراض العامة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «فِرَّ مِنَ المَجْذُومِ كَمَا تَفِرُّ مِنَ الأَسَدِ» رواه البخاري.


وأوضحت أن النهي عن المخالطة جاء آنذاك لمريض الجذام: لأنه كان من العلل المعدية بحسب العادة الجارية عند بعض الناس، ولذلك نص العلماء على سقوط صلاة الجمعة والجماعة عن من كان به أذًى؛ لأن مشاركتهم المسلمين واختلاطهم بهم سبب للأذى وإلحاق للضرر، وإذا جاز أن يفرق بين المريض وبين زوجته إذا تجذَّم؛ كان أحرى أن يفرَّق بينه وبين الناس في الصلوات.


وأفادت بأن العلماء نصوا على أن من فاتتهم الجمعة أو الجماعة لعذر من الأعذار: فإن لهم أجرها ولا يُحرَمون فضلها؛ وعليه: فقد أجازت الشريعةُ الإسلامية سقوطَ الجمعة والجماعة وشرعت منعَ التجمعات في حالات الوباء؛ رعايةً لسلامة المواطنين، ووقايةً من انتشار العدوى، وحذرًا من تفشي الوباء، الذي نسأل الله تعالى أن يكشفه عن العالم، ويحفظ العباد والبلاد.


 


الأزهر يحذر من التساهل

وجدد مركز الأزهر العالمي للفتوى تحذيره من التَّساهل في إجراءات الوقاية من فيروس كورونا، بعد ارتفاع عدد المصابين من جديد.


وأهاب مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بالمواطنين الالتزام بالإجراءات الوقائية، وتعليمات وزارة الصِّحة، التي أعلنتها مُسبقًا في مواجهة أزمة كُورونا؛ حرصًا منه على السَّلامة العامَّة، ويُكرِّر تحذيره من التَّساهل فيها.


وأكد الأزهر على حرمة مُخالفة الإرشادات الطِّبيَّة، والتَّعليمات الوقائية التي تصدر عن الجهات المُختصة لحين إعلانها انتهاء الأزمة تمامًا؛ لمَا في المُخالَفة من تعريضِ النَّفسِ والغير لمواطنِ الضَّرر والهلاك، فضرر الفيروس لن يقتصر على المُتساهِل في إجراءات الوقاية منه فحسب؛ بل قد يتعدى إلى غيره ممن يُساكنهم أو يُخالطهم، وسيدنا رسول الله ﷺ يقول: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ، مَنْ ضَارَّ ضَارَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ شَاقَّ شَاقَّ اللَّهُ عَلَيْهِ». [أخرجه الحاكم]


وأضاف أن حفظ النَّفس مقصد من أعلى وأولى مقاصد الشرع الشريف؛ قال الحقُّ سبحانه في تعريض النفس لمواطن الهَلَكة: {..وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}. [البقرة:195].
 

 

اقرأ أيضا :- الأردن يطلق المرحلة الثالثة لدراسة الأجسام المضادة لفيروس كورونا

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة