محررة بوابة أخبار اليوم تحاور وزير الأوقاف السوداني
محررة بوابة أخبار اليوم تحاور وزير الأوقاف السوداني


حوار| وزير الأوقاف السوداني: وحدة المصير مع مصر تؤكد أهمية العمل المشترك

إسراء كارم

الأحد، 27 ديسمبر 2020 - 08:05 م

بابتسامة وارتياح.. أنهى وزير الشئون الإسلامية والأوقاف السوداني الشيخ نصر الدين مفرح، زيارته لمصر والتي جاءت بهدف التعاون مع وزارة الأوقاف المصرية لتدريب أئمة المساجد الكبرى في البلدين.

وأكد أن مصر بالفعل «أم الدنيا» وما رآه يؤكد أنها بكل تأكيد بلد الأمن والأمان، مشيدًا بجهود الرئئيس عبدالفتاح السيسي الملموسة والواضحة في النهوض بالبلد وبالمواطنين.

وأجرت «بوابة أخبار اليوم» حوارًا مع وزير الأوقاف السوداني، لمعرفة كل التفاصيل الخاصة بزيارته لمصر.

وإلى نص الحوار..

في البداية نريد من سيادتكم إطلاعنا على بعض تفاصيل زيارتك لمصر

سعدت بزيارة مصر بدعوة من وزير الأوقاف  الدكتور محمد مختار جمعة، في أمر يتعلق بتعزيز العلاقات بين البلدين في وزارتي الشئون الإسلامية والأوقاف السودانية والأوقاف المصرية، وهو ما يأتي في إطار المعالجات الكبيرة التي نحدثها في الوزارتين من واقع انتاج مبدأ الوسطية والاعتدال والتسامح الديني والحريات الدينية وبسطها في المجتمع وتعزيز المواطنة وقيام المواطن بحقوقه وواجباته في الوطن على التزام بالقيم الأخلاقية العظيمة التي توليها عليه المسئولية.

الأمر الآخر جئنا لنتباحث ونتفاكر ونعزز مواقفنا المشتركة فيما يتعلق بتفكيك وتفنيد الخطاب المتشدد والمتطرف، لأنها أمور تؤرق العالم العربي والإسلامي والعالم أجمع.

  • وماذا عن رؤيتك لجهود وزراة الأوقاف؟

حقيقة الدكتور محمد مختار جمعة، يبذل جهودًا عظيمة للارتقاء بسمتوى الأئمة والوعاظ والواعظات، ويعي جيدًا ما يفعله ويسير وفق خطوات مدروسة بهدف خدمة المجتمع، تصحيح المفاهيم الخاطئة، وبيان وسطية الإسلام.

وسعيد جدًا بالتعاون مع وزارة الأوقاف المصرية، وأتوقع أن يثمر هذا التعاون عن نتائج عظيمة للبلدين، فوحدة المصير بين الدولتين الشقيقتين تؤكد أهمية العمل المشترك بين وزارتي الأوقاف بالبلدين، بما يبرز الوجه الحضاري العظيم لديننا السمح، ويصب في صالح الشعبين الشقيقين.

 

 

تجربة الواعظات في مصر لاقت نجاحًا كبيرًا.. فماذا عن دور المرأة في وزارة الأوقاف بالسودان؟

قبل 7 أشهر خرجت 500 من الشابات في منطقة النيل الأزرق حافظات لكتاب الله، وقبل أسبوع قمت بزيارة لولاية شمال كردفان واستمتعنا فيها واستطلعنا فيها أكثر من مائة شابة في يحفظن القرآن ويحفظن علوم القرآن والعقيدة الصحيحة، وأتوقع أننا لدينا أرضية جيدة وحاليا نعمل عليها لتعليم المرأة.

و بعد إبراز الدور المشرق للمرأة في الثورة السودانية، تتضمن الوثيقة الدستورية وكذلك برنامج الحكومة الانتقالية، أن تفتح فرص في مؤسسات الدولة المدنية لـ40% من النساء، وبذلك نحن وضعنا استراتيجية واضحة فحاليا مجمع الفقه الإسلامي الذي يصدر الفتاوى الأساسية من الدولية به تمثيل للمرأة، والمجلس الأعلى للدعوة الإسلامية به تمثيل للمرأة، والوزارة أغلب من يعمل فيها حاليا من النساء، فأعتقد أن تجربتنا رائدة في تعليم المرأة الديني ولكن نحتاج لأن نعزز هذا الموقف بأن نجعلها تواكب احتياجات هذه المرحلة بفتوى عصرية ونجعلها تتمكن من التصدي للقضايا الكبيرة مثل المواطنة والغلو والتكفير وغيرها من التي تتتعلق ببناء السلام الاجتماعي.

 

هل وجدت ما تمنيته من الزيارة على أرض الواقع؟

ما رأيناه في مصر عزز هذه المواقف في أرض الواقع، وما لمسناه من الروح الإيجابية والقوانين واللوائح الصادرة من الدولة المصرية فيما يتعلق بتوجيه الخطاب الديني في هذه المسائل حتى «يلم ويجمع ولا يفرق»، وهذه من أبرز الإيجابيات التي لمسناها خلال الزيارة في مصر.

من أصغر الوزراء في الوزارة.. فهل واجهت صعوبات خلال عملك بالدعوة؟

بالفعل أنا أصغر ثاني شخص في طاقم الوزارة لكن في نفس الوقت لأنني جئت من بيئة مرتبطة بالتعليم حيث كنت أعمل بالتدريس، وبيئة مرتبطة بالمجتمع المدني لأنني كنت أيضًا أحد أعضاء مؤسسي منظمة مجتمع مدني حقوقية وإنسانية ومجتمعية وتنموية كبيرة، لذا فأنا لست ببعيد عن الواقع الدعوي، ولم أجد صعوبات بسبب السن لأنني وضعت استراتيجية واضحة في احترامنا لجميع الفرق والطوائف والجماعات والأديان السماوية وهذا ما أكدت عليه منذ بداية عملي بالوزارة بالتوفيق السريع مع طرق الصوفية والأنصار وأنصار السنة والسلفيين وما وجدت منهم إلا الالتزام بالتوجه الجديد في إعادة مجتمعنا إلى التسامح الديني وعدم الاختلاف وإدراك التنوع وعدم التشدد والتكفير.

إذن يمكننا القول بأن الأوقاف السودانية نجحت في تحقيق العمل بحرية المعتقدات بشكل كامل؟

أعتقد أن ما بنيناه ونسيناه وما وضعناه من لوائح وقوانين وما ترجمناه في أرض الواقع، يؤكد أننا في الطريق الصحيح، وفي الحريات الدينية والتعايش الديني إلى الآن، ومنذ أن تولينا منذ قرابة 15 شهرًا لم تسجل ولو حالة واحدة في دفاتر الدولة تفيد بأن هناك رجلًا يضطهد دين آخر أو جماعة أخرى.

ومن رأيي أن من أحد الأسباب الرئيسية أننا في القوانين الجديدة والمادة 126 يتم تجريم كل من يكفر طائفة أو جماعة أو يفسق أو يقوم بخطاب فتنة أو كراهية لفرد أو مجموعة، ولهذا الحمدلله بالإضافة إلى الخطة التي تسير عليها الوزارة كل الأهداف التي نعمل على تحقيقها نراها في الواقع فخرجنا من إطار الدول الراعية للإرهاب ومن قائمة الدول المغلقة للحريات الدينية.

وماذا عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل وكونها السبيل لحل العديد من أزمات السودان؟

هذه المسألة أحد أبرز الأمور التي تحاول الدولة أن تتخذ فيها قرارا حسب ما يتراءى لها في سياستها الخارجية، وليس من السهل الآن أن نتحدث في علاقة مع إسرائيل لأن المفاوضات والتفاوض والمباحثات في هذا الأمر قد توقفت لذلك الأمر مفصول تماما عن وزارة الأوقاف والمؤسسات التنفيذية لأنه في طور التشكيل.

وهل تم فصل الدين عن السياسة بشكل فعلي أم الأمر لم يخرج عن كونه كلام؟

الوثيقة الدستورية التي تحكم الفترة الانتقالية واضحة جدا، ووثيقة السلام التي أضيفت في المادة رقم 80 تؤكد أن الدولة تقف على مسافة واحدة من كل الأديان، وأن الدولة التي ننتهجها الآن هي الدولة السودانية المدنية الفيدرالية المتعددة الديموقراطية ترعى مصالح مواطنيها.

وماذا عن دوركم في التعامل مع تبعيات الأزمةة الاقتصادية في السودان؟

أحد الأسباب الرئيسية التي أقعدت اقتصاد الدولة وأثرت في زيادة حدة الفقر بنسبة وصلت إلى حوالي 68% وكذلك حدة البطالة التي وصلت إلى حوالي 48%، كان وجودنا ضمن الدول الراعية للإرهاب لأنه بسبب وضعنا في هذه القائمة منعنا وحرمنا من أي علاقة استثمارية اقتصادية مع أي دولة سواء قريبة أو بعيدة وسواء كانت صديقة أو عدوة.

 وأعتقد أن هذا كان من الأمور السيئة جدا والتي ورثناها من النظام السابق، لذا كان من أهم الأهداف الآنية التي وضعتها الحكومة التنفيذية للعمل عليها من كل الوزارات وكل طاقم الحكومة سواء كان في المجلس السيادي ومجلس الوزراء لمدة 39 شهرًا، هو شطب اسم السودان من الدول الراعية للإرهاب لأنه لا قضاء على البطالة ولا الفقر ولا العنوسة ولا غيرها من المشاكل إلا بإصلاح الاقتصاد في السودان.

ماذا عن حصاد زيارتكم لمصر؟

أولا أننا وقفنا على أهدافنا التي جئنا من أجلها، وثانيا والذي لم يكن في حساباتنا أننا وجدنا الدولة المصرية متقدمة سواء كان اقتصاديا أو سياسيا أو استثماريا أو في وقوفها مع مواطنيها في مشروعات الإسكان والاستثمار العام.

 وأكثر ما جذبني في الزيارة مكتبة الإسكندرية بما تتضمنه من تطور كبير والمعاني الخاصة بالتجربة المتفردة وأنها واحدة من المكتبات التي يشار إليها من كل أنحاء العالم، كما انبهرت بمدينة العلمين وكيف أن المصريين بدأوا بعمالة ومهندسين وبمال استثمار وطني في إنشاء مدينة عصرية تواكب متطلبات العصر متفوقة على مدن أخرى كثيرة بسبب نظرة الدولة المصرية للمستقبل.

اقرأ أيضًا: وزير الأوقاف السوداني: مصر تطورت وتقدمت لأنها نظرت إلى المستقبل

  • ماذا عن أبرز الاتفاقيات التي تم التوصل إليها بين وزارتي الأوقاف المصرية والسودانية؟

أهم ما تم الاتفاق عليه استمرارية الورش للتدريب المشترك سواء كان في مصر أو السودان أو في أي رقعة أخرى، مع العمل على تنفيذ التوصيات النهائية التي توصلت إليها الوزارتين لتنفيذها على أرض الواقع، لأن بيننا مشروع يناهض التطرف وينتهج الوسطية وهذا هو المبدأ الذي يعمل عليه العالم أجمع.

وسيكون هناك فاعلية كبيرة مشتركة في السودان قريبًا، وسنعلن عن تفاصيلها في حينها، وفق خطة استراتيجية واضحة المعالم، كذلك سوف يكون هناك تعاون مشترك بين وزارة الأوقاف في مصر وديوان الأوقاف الإسلامية في السودان لتبادل الخبرات وما إلى ذلك.

ومن المقرر، عقد العديد من الأنشطة، حيث سيتم عقد العديد من الاجتماعات المكثفة خلال الأيام المقبلة بين المجلس الأعلى للحج والعمرة في السودان وبين وزارة الداخلية متمثلة في إدارة الحج في مصر لتبادل الخبرات أيضًا، ولدينا مجموعة كبيرة تتدرب الآن في إدارة الحج لمدة أسبوعين، وسيكون هناك لقاء مشترك لإعلان النتائج.

 

  • وكيف وجدت أهل مدينة مطروح؟

ذكروني بالبيئة البسيطة الهادئة المملوءة والمشحونة بالكرم والمروءة والشهامة، وهو ما يشبه أهلنا البدو في السودان فهم أهل كرم وفي نفس الوقت لديهم تاريخ وموروثات عظيمة ومنها الفداء، وعند زيارتنا لهم وجدناهم يحتفلون يوم 25 ديسمبر بانتصارهم على العدو الغاشم الباغي الذي كان يستعمر بلدهم وانتصروا عليه بالرغم من بدائيتهم لكن كان لديهم قوة وحماس فأهل مطروح صادقناهم ونتمنى زيارتهم مرارا وتكرارا.

اقرأ أيضًا: وزير الأوقاف السوداني يشيد بتغطية «بوابة أخبار اليوم» لزيارته إلي مصر

  • وما انطباعك عن الشعب المصري؟

الشعب المصري من تعاملنا معه «خفيف الدم» وقريب من القلب، فمنذ أن جئت إلى مصر الجميع يبتسم في وجه الجميع ويتعامل بترحاب كبير، فالجميع يردد «صباح الخير» وهذا أمر غير معتاد من أي شخص في بلدنا فهذا راقي جدا ونتمنى أن تدوم المودة بين الشعبين باستمرار.

وتوجد حريات دينية شعب متسامح كريم، وعند قيامي بجولة في الحسين واستمتعت بالإبداع في الأعمال اليدوية، وجدت الكثير من اللطافة فالجميع يردد «صلي على النبي» في البيع والشراء، أيضًا المصري مجتهد وينظر للمستقبل باستمرار.

  • وما أجمل الأماكن التي زرتها في مصر؟

كنت أعتقد بأن القاهرة جميلة ولكن عندما زرت الإسكندرية وجدتها أجمل فهي عروس البحر وتسحر من يذهب إليها، ولكن اكتشفت أن الأجمل حسب وجهة نظري مدينة العلمين بكل ما فيها خصوصا والتفوق في تنفيذ كل ما فيها.

وكنت أتمنى أن أزور الأهرامات ولكن لم يسع الوقت لزيارتها، وإن شاء الله سأذهب إليها في أول زيارة أخرى لمصر.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة