محمد البهنساوي
محمد البهنساوي


السياحة وكورونا .. لسه الأماني ممكنة !!

محمد البهنساوي

الأحد، 27 ديسمبر 2020 - 08:21 م

- التنشيط تستعد بجراحة مهمة لـ"المستقبل".. والقطاع ينتظر قبلة حياة "الحاضر"

- لمن يسأل عن جدوى الترويج في زمن كورونا نقول: الإجابة .. دبي وأبو ظبي !! 

- شتاء مصر بلا منافس وأدائها الأقوى بمواجهة الفيروس فكيف تجني السياحة ثمار التميز ؟
 

"وزير السياحة والآثار يعقد اجتماعاً موسعاً لمناقشة إطلاق حملة ترويجية دولية لمصر".. هكذا وتحت هذا العنوان جاء بيان منتصف ليل أمس السبت من الوزارة حول الاجتماع متضمنا الخطوط العريضة له دون الدخول بالتفاصيل.. من بينها أن الاجتماع ناقش الخطوات التنفيذية للبدء في إعداد حملة ترويجية دولية لمصر, وآلية اختيار شركة دولية كبرى لوضع إستراتيجية إعلامية تسويقية للدولة والأسس العلمية السليمة للحملة المنتظرة لترويج المقاصد السياحية المصرية مدتها ٣ سنوات, بجانب مناقشة ما أسماه البيان الصحفي "الإستراتيجية الخاصة بالمراحل النهائية من تعاقد الاتحاد المصري للغرف السياحية مع شركة دولية، والمحاور الأساسية للحملة، والإستراتيجية العامة وإستراتيجية استهداف الأسواق والسائحين".

كل ما سبق لا اعتراض لي عليه مطلقا رغم بعض الملاحظات الصغيرة منها مثلا عدم معرفتنا ما إذا كانت الوزارة ستتعاقد علي الحملة كما يتم منذ عقود .. أم اتحاد الغرف السياحية كما جاء بالبيان ؟! ..وإذا كان الإتحاد سيتعاقد فما علاقة ذلك بالكثير مما جاء بالبيان حول الاجتماع والذي يخص بكل تأكيد إتحاد الغرف كجهة معنية بالتعاقد وكل تفاصيله !!

المهم وبعيدا عن تلك الملاحظات البسيطة والتي ربما لها علاقة بإجراءات التعاقد وتسهيلها وتسريعها .. ومع اعترافنا بضرورة وجود حملة دولية قوية للسياحة بل ونادينا كثيرا لشهور وسنين بضرورة إطلاقها , يبقي السؤال الملح ,ماذا سنفعل ونقدم للسياحة حتى ظهور تلك الحملة للنور.. فببساطة شديدة وطبقا للمعطيات الواردة بالبيان الصحفي من اختيار شركة دولية لوضع إستراتيجية إعلامية ثم تحديد مراحل الحملة ومحاورها الأساسية وعدة إستراتيجيات أخرى وردت بالبيان .. أعتقد أن كل هذا يتطلب وقتا بالشهور حتى ولو تم عن طريق إتحاد الغرف توفيرا للوقت والإجراءات !! وصولا للعلاج الناجع لأوجاع السياحة.

السؤال الآن وحتى نصل للعلاج الناجع ماذا عن المريض الذي يحتضر ويحتاج لمسكنات ومنشطات تبقيه علي قيد الحياة.. وببساطة أكثر فالسياحة تعاني الأمرين منذ ظهور وباء كورونا وتداعياته السلبية.. ولابد من جرعات تنشيطية وتسويقية عاجلة وسريعة ومركزة لمواجهة الظرف الكارثي الحالي حفاظا علي تلك الصناعة قبل التفكير فيما بعد انتهاء هذا الظرف.

أعلم أن البعض سيعترض علي كلامي هذا سواء بأن الظرف غير مناسب لأي حملات و أن عائدها سيكون صفر.. ناهيك عن الجدل العقيم حول ما الأصلح استقبال سائحين فتزيد معدلات انتشار الوباء ؟ أم نغلق الباب من قبيل الاحتياط ؟ .. أجوبة كثيرة مطمئنة ..فرغم الإغلاق الجزئي بعدد قليل من الدول إلا أن الغالبية الكاسحة تفتح أبوابها للسفر والسياحة تصديرا واستقبالا .. ومصر تفتح أبوابها بل وتسعي لزيادة الإعداد القادمة اليوم قبل غدا وتتخذ في سبيل ذلك العديد من الإجراءات الاحترازية المشددة   

والإجابة .. دبي وأبوظبي  !!

أما التساؤل عن جدوى التحركات المطلوبة وعائدها فالإجابة تأتي من الإمارات الشقيقة خاصة بالمدينتين الأشهر بها " ابو ظبي ودبي " فالفنادق بهما حاليا إما ممتلئة أو تلامس الامتلاء .. ليس بسبب أعياد الميلاد فقط  والتي خرجنا منها صفر اليدين لكن الحجوزات قبلها وممتدة لما بعد تلك الأعياد .. وإذا سألنا عن سبب هذا الامتلاء نجد الإجابة أيضا في جملة واحدة " اوبن فور بيزنس "  open for business  " وهو عنوان الحملة المكثفة التي تنفذها دبي منذ أسابيع علي السوشيال ميديا لتوصيل رسالة طمأنة للعالم أجمع أن الإمارات هادئة في مواجهة كورونا وتفتح أبوابها للبيزنس والسياحة .. وبالفعل وصلت الرسالة وحضر السائحون من كل حدب وصوب.

ولعل ما دفعني للكتابة هنا ما رواه لي صديق أن هناك حوالي 3 طائرات يوميا من سويسرا لدبي .. وانه تعجب لعدم سفر طائرات لمصر فسأل أصدقائه السويسريين عن السبب أخبروه مخاوفهم من كورونا .. فلما استعرض معهم الأعداد بمصر التي ربما كانت ولازالت الأقل بالمنطقة .. بجانب إجراءات مواجهة الفيروس والاستعدادات علي اعلي مستوي وأن بلادهم لا تمانع من سفر مواطنيها للسياحة بمصر .. اكتشف انه لا علم لهم بكل ذلك ولم يدركوا مقصدا مفتوحا بالمنطقة إلا الإمارات وتركيا فاختاروا بالطبع دبي ولو علموا لاختاروا مصر!! 

المنتظر من الوزير

هنا أتوجه إلى الدكتور خالد العناني وزير السياحة .. وأثق في حرصه على تنشيط الحركة السياحية بكل المدن المصرية .. فإذا كانت التوقعات تؤكد أن أزمة كورونا ستطول رغم ظهور اللقاحات .. وإذا كانت الدولة تتخذ الإجراءات الاحترازية القوية والوزارة تسعي للترويج السياحي في مواجهة الأزمة مساندة للقطاع ولاقتصادنا القومي .. وإذا كانت مصر الأقل إصابة والأعداد المصابة بين السائحين تكاد تكون منعدمة .. فهل من الممكن الإسراع وفي أقرب وقت بالترويج لكل ما يبذل من جهد .. فمصر شتاء لا منافس قوي أو ربما لا منافس لها عكس الصيف تماما .. وهل نحاول اللحاق بقطار الشتاء السياحي و الاستعداد للصيف وبما لا يتعارض أو يقلل من الجهد المهم الذي بدأ للتجهيز للحملة الكبرى.

وهل يعقل يا معالي الوزير أن السائحين لا يعلمون أنه مسموح وصولهم مدننا ومعهم تحليل حديث لـ"بي سي أر" أو إجرائه  لدي الوصول للمطارات ولا تكلفته أو إجراءاته المبسطة .. ولا الإجراءات الاحترازية القوية بالمنتجعات والفنادق والمناطق الأثرية .. سيدي تبذلون جهدا كبيرا وتقدمون تسهيلات أكبر .. لكن يبقي غياب الإعلام والإعلان عن كل هذا يهدد بضياع النتيجة المرجوة واعتقد أن تنفيذ حملة على السوشيال ميديا بأسواقنا الرئيسية خاصة التي لم تحذر من السفر لمصر كفيلة بتحقيق نتائج إيجابية كبيرة وسريعة.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة