محمد سعد
محمد سعد


أمنية

الزموا بيوتكم

محمد سعد

الأحد، 27 ديسمبر 2020 - 08:24 م

عمقت الجائحة الآلام والاحزان، فهى تأبى ألا تنصرف او حتى تمر مرور الكرام، تسكن بيننا وتتوغل وتنتشر كل يوم بشكل اكبر من ذى قبل، وربما صدقت نبوءة الاديبة الايطالية فرانشيسكا ميلاندرى عندما كتبت رسالة مفتوحة الى العالم اجمع فى مارس الماضي، وقالت انها تكتب لنا من مستقبلنا معتمدة على ان مخططات الجائحة كانت تبيِّن أننا جميعا متضافرون فى رقصة متوازية. 

صدقت فرانشيسكا كما صدق الكثيرون غيرها الا اننا لم وربما لن نتعظ، فهناك من لا يبصر الخطر بينما يسكن تحت أقدامه خطر كورونا، وهناك من هو اخطر من ذلك فالبعض يستهزئ بالفيروس فى التعامل مع واقعه، ويتعاملون معه كأنه سحابة صيف سرعان ما تزول دون أن تترك خلفها أثرا.

والحقيقة ان الخطر قائم بقوة يمتد ويتجول هنا وهناك ويشتد فتكا بالبشر، والدول الكبرى تتهاوى أمام الفيروس الهلامى الذى يجعل قادتها تقف عاجزة ولا تقوى على وقف حصده للأرواح، ومع هذا لا يضع الناس فى أذهانهم تلك الصورة القاتمة رغبة بالإبصار فى واقع آخر بينما الحقيقة أبشع مما يتصوره كثيرون.

ومن المؤكد ان المستهترون بالإجراءات الوقائية لفيروس كورونا يحملون الدولة أعباء إضافية ويضعفون كل خطط المواجهة، ويشكلون نقطة الضعف الأكبر التى تسمح للوباء بالتسلل والانتشار السريع المفاجئ وبشكل غير متوقع، الا ان ذلك يشكل تحدياً كبيراً أمام إصرار الكثيرين على الاستهتار وذلك لعدم تصورهم لحجم وخطورة الكارثة التى يتسبب بها استهتارهم وعدم تقيدهم بالإرشادات الصحيحة التى يمكن أن تخفف من وطأة وحدة آثار هذا الفيروس، لذلك يجب الاقرار بأننا فى وضع مقلق وخطير جدا يستدعى منا أخذ الحيطة بعين الاعتبار خاصة أن أعداد الإصابات و الوفيات فى ازدياد وارتفاع مطرد، على عكس ما كنا عليه فى بداية الأزمة حيث كان يمر اليوم واليومان ولا نكاد نسمع عن أى وفاة تذكر .

ان العالم بكامله يتعرض لأكبر كارثة وبائية ضربت الانسانية فى الصميم، لكن ومع الأسف الشديد، أزمة كورونا أثبتت أن الوعى هو أساس الحياة وأن من يضربون بقرارات الحكومة عرض الحائط هم الجهلاء الذين لا يدركون حجم المشكلة، وعدم تحميلها لطرف والغض عن أخطاء الطرف الآخر، فهذه المسئولية المنشودة يجب أن تتحول لواقع ملموس وليست مجرد شعارات نتغنى بها، علاوة على ضرورة تغليظ العقوبة على المخطئ ليردع عن خطئه، إذا ما أردنا بحق تخطى هذه المحنة بأقل الخسائر، لأننا لازلنا وللأسف الشديد نكرر اشمئزازنا ونحن نرى استهتار فئة ضالة من الناس وهى ليست بالقليلة فى عدم التزامها، والاستهانة بمخالطة الناس فى التجمعات العائلية وغيرها.

الزموا البيوت واهجروا أماكن الزحام وكونوا على يقين بأن هناك خطرا محدقا مازال قائما، الدولة أدت ما عليها من مسئوليات والمصريون يقفون فى الشوارع ويزدحمون فى أماكن التجمعات لا يبصرون حقيقة الخطر.

مسك الختام

قد يكون استهتار المصريين بالخطر دافعا للدولة بمزيد من إجراءات السلامة والحفاظ على الأرواح، الخطر يزداد حقا فاستهتار الناس قد يؤدى بنا إلى مناطق أشد خطرا ويتبعه مزيد من الإجراءات المشددة، ابصروا الواقع فإن فى إبصاره طوق النجاة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة