الأحد، 27 ديسمبر 2020 - 08:35 م

تحويل الأفكار الابداعية للمواطنين إلى مشاريع وحلول لمشكلاتنا يمكن تطبيقها على أرض الواقع هو امر طال انتظاره.. سعدت كثيرا عندما تجولت داخل الموقع الرسمى لرئاسة الجمهورية ووجدت قسما منه يسمح للمواطنين بالمشاركة بأفكارهم ويتيح للمواطنين التفاعل مع الموقع الرئاسى للمشاركة فى بناء مستقبل الوطن من خلال تقديم الأفكار والمقترحات البناءة فى مختلف المجالات ويمكن لكل مواطن المشاركة بفكرة واحدة فقط كل شهر.

البعض قد لايرى أهمية أو يلتفت إلى ذلك القسم ولكن الحقيقة يمكن للأفكار المبدعة ان تقدم حلولا ناجحة وبتكلفة لا تذكر لصعوبات كانت مستحيلة ولنا فى فكرة الراحل المصرى باقى زكى يوسف صاحب فكرة استخدام ضغط المياه لإحداث ثغرات فى خط بارليف المنيع عبرة وعظة.. الخبراء الروس وقتها قالوا ان تدميره يحتاج إلى قنبلة نووية وبدلا من ذلك استطاعت فكرة تدميره.. تأخرنا كثيرا فى تشجيع ودعم الأفكار لكن أن تصل متأخرا خير من ألا تصل أبدا.. ارجو من كل وزارة وهيئة حكومية ان تشجع موظفيها على تقديم افكارهم لإيجاد حلول تطور من اداء عمل الوزارة..

الموظف الصغير قد يطرح فكرة على الوزير توفر ملايين الجنيهات على الدولة او تساهم فى انجاز اعمال المواطنين فى وقت قصير..هذه الافكار يجب ان تنظم لها مسابقات وجوائز قيمة باسم الدولة..

بعض الدول تشكل هيئات من الخبراء والعلماء لفرز الأفكار وتطوير بعضها ثم تحويلها إلى متخصصين فى إدارة الاعمال والتسويق وتطوير المشاريع وتحويل هذه الافكار إلى نماذج أعمال يمكن أن تصبح شركات ناشئة رابحة او علاجا لأزمات ومشاكل مجتمعية او اقتصادية..

وقد حصد العديد من المصريين على جوائز من دول أخرى يقيمون بها على افكارهم التى اقترحوها لعلاج مشكلة والعجيب ان من بينهم أطفالا..

وقد شاهدنا العام الماضى الطالب "مهند"، أحد اطفال ذوى الاحتياجات الخاصة، الذى اقترح امام الرئيس عبد الفتاح السيسى بأن يتم تدريس مادة "احترام الآخر" فى المدارس والجامعات، خلال كلمته فى احتفالية "قادرون باختلاف" ورد الرئيس قائلا: "يا مهند هتتعمل فورا".. وبالفعل تم تنفيذها.

اخيرا تحية تقدير لكل القائمين على الموقع الرئاسى فهو فضلا عن دعمه للأفكار يقدم جانبا موثقا من تاريخ مصر الرئاسى وبتصميم مميز وعصرى يليق باسم مصر ويقدم بثلاث لغات كما يضم توثيقا لكل المشروعات القومية التى تمت طوال الأعوام الماضية.