محمد عُمر - مدير شراكات الأخبار فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بـ «فيسبوك»
محمد عُمر - مدير شراكات الأخبار فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بـ «فيسبوك»


مدير بـ«فيسبوك»: حذفنا 40 مليون منشور خاطئ في شهر واحد فقط

أحمد عباس

الأحد، 27 ديسمبر 2020 - 09:07 م

لا تكاد تهدأ نبرة تداول الأخبار الكاذبة عبر منصات التواصل الاجتماعى حتى يقع ما يشعلها من جديد، وبين اتهامات دائمة بالمشاركة فى إشاعة نقل أخبار كاذبة أو مزيفة، ومحاولات منصات التواصل الاجتماعى أن تبرئ ساحتها من هذه المزاعم، تسعى منصة "فيسبوك" الأوسع انتشارًا عالميًا إلى صد هجمات بعضها منظم وبعضها الآخر يقع عن غير قصد بسبب نقص البيانات الحقيقية، وهدفها الأول تصحيح المعلومات وإعادتها إلى نصابها، "فيسبوك".

من جانبها، أعلنت عن توسيع نطاق برنامجها لتدقيق الحقائق عبر جهات خارجية باللغة العربية فى منطقة الشرق الأوسط، بالتعاون مع منصتها الشريكة بالمنطقة "فتبينوا"، وهى منصة مستقلة متخصصة فى التحقق من صحة الأخبار، وتستهدف هذه الشراكة دعم جهود "فتبينوا" فى مواجهة الأخبار الزائفة والشائعات عبر الحد من تواجد المعلومات المغلوطة على المنصة.

 محمد عُمر مدير شراكات الأخبار فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بـ "فيسبوك" شرح جهود الشركة الساعية لفرض حلول حقيقية وسليمة قائمة على أسس صحفية واعلامية جيدة، بهدف ضبط الايقاع الاعلامى الخاص بتداول الأخبار والمعلومات عبر المنصة.

وإلى نص الحوار..

- لدى مستخدمى "فيسبوك" خلط دائم بين المساهمة فى تداول المعلومة من جهة، صناعتها من جهة أخرى.. كيف ترى هذه المعادلة؟

صحيح.. دعنا نوضح الفارق بين كلا الأمرين، الأول هو أن "فيسبوك" منصة وظيفتها أن تمنح الناس حول العالم وسيلة آمنة للتواصل، وأشدد هنا على أنها منصة لا تصنع محتوى من الأساس، هى منصة لتداول المحتوى فقط وهذه مسئولية كبرى، فإذا كان عدد مستخدمى فيسبوك وانستجرام يتخطى حاجز ثلاثة مليارات شخص شهريًا حول العالم، فأنت فى هذه الحالة مطالب بتدقيق المعلومات التى يتم تداولها وتبادلها وهى بالمليارات، وهذا أمر بديهى حتى لا تقع المنصة ذاتها ضحية تضليل متعمد من أى شخص أو جهة أو مجموعات تستغل حق تداول المعلومات، وتبث بيانات خاطئة أو عارية عن الصحة، بعضها قد يضر بحياة الناس مثلا.

- إذن اذا كنت ترى أن جزءا أصيلا من مسئولية تداول المعلومات يقع على عاتق "فيسبوك"، كيف تسعى المنصة للتحقق من دقة ما يتم تداوله عبرها؟

لهذا الأمر شقان الأول ما يتم تداوله من منشورات شخصية تخص أصحابها المستخدمين وأصدقائهم، وهذا الشأن نتعامل معه بخصوصية كاملة، لكن إذا تلقينا بلاغا من مستخدم عن محتوى غير لائق، أو يمثل أحد أشكال العنف أو الإرهاب نتحرك فورًا بإجراءات صارمة تتسق مع معاييرنا. أما الشق الآخر فهو المنشورات العامة وهو الشق الذى نستثمر فيه بقوة خلال المرحلة الراهنة فى المنطقة العربية تحديدا وعالميًا على حد سواء، وبناء على ذلك أطلقنا برنامج تدقيق الحقائق عبر جهات خارجية باللغة العربية فى منطقة الشرق الأوسط، بالتعاون مع وكالة "فرانس برس" ومنصة "فتبينوا"، وهى منصة مستقلة متخصصة فى التحقق من صحة الأخبار، وتهدف الشراكة مع هذه المنظمات إلى دعمهم ماديًا ولوجيستيا فى محاربة الأخبار الزائفة والشائعات والحد من تواجد المعلومات المغلوطة على منصاتنا مثل فيسبوك وانستجرام.

- حدثنا أكثر عن آلية عمل مدققى الأخبار على فيسبوك؟

− نتعامل فى الكثير من البلدان والمناطق مع مؤسسات مستقلة لتدقيق الحقائق بواسطة جهات خارجية تم اعتمادها من جانب الشبكة الدولية لتدقيق الحقائق المحايدة لتحديد هذا المحتوى ومراجعته اتخاذ إجراء بشأنه.

يُركز برنامج تدقيق الحقائق هذا على تحديد المعلومات المضللة سريعة الانتشار ومعالجتها، خاصةً المنشورات الخداعية الواضحة التى لا أساس لها من الصحة.

ويضع شركاء تدقيق الحقائق الأولوية لإثبات الادعاءات الزائفة، خصوصًا تلك الادعاءات الرائجة أو المواكِبة لأحداث راهنة، التى تُعد صحتها مهمة للشخص العادي. تتولى جهات تدقيق الحقائق مراجعة المحتوى وتدقيق حقائقه وتقييم مدى دِقته.

ويتم ذلك بشكل مستقل بعيدًا عن فيسبوك، وقد يتضمن استدعاء المصادر، ومراجعة البيانات العامة، وتوثيق مقاطع الفيديو والصور، وغير ذلك. ثم نقوم بتطبيق تسمية على المحتوى الذى تمت مراجعته بواسطة شركاء تدقيق الحقائق حتى يمكن للأشخاص قراءة سياق إضافي.

ونرسل أيضًا إشعارًا إلى الأشخاص قبل أن يحاولوا مشاركة هذا المحتوى، وكذلك إلى الأشخاص الذين قاموا بمشاركته فى السابق.

بمجرد تقييم إحدى جهات تدقيق الحقائق لمحتوى ما على أنه زائف أو مفبرك أو زائف جزئيًا، سيظهر المحتوى بترتيب متأخر فى آخر الأخبار، ولن يتم تضمينه فى الاستكشاف على Instagram، كما سيتم عرضه بشكل أقل وضوحًا فى الموجز والقصص.

ويحد ذلك بشكل كبير من عدد الأشخاص الذين يرونه.

ونرفض أيضًا الإعلانات التى تتضمن محتوى تم تقييمه بواسطة جهة تدقيق الحقائق. كما نفرض بعض القيود على الصفحات ومواقع الويب التى تشارك معلومات مضللة تم تقييمها كزائفة أو مفبركة بشكل متكرر، بما فى ذلك تخفيض معدل توزيعها.

وسيتم أيضًا إيقاف قدرتها على تحقيق أرباح وإنشاء إعلانات، وكذلك إيقاف قدرتها على التسجيل كصفحة إخبارية لفترة زمنية محددة.

فى نوفمبر 2020، أطلقنا حملة تثقيفية تحت عنوان #تأكد_قبل_ما_تشارك بالشراكة مع منصة "فتبينوا" تهدف إلى رفع الوعى المجتمعى تجاه رصد الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة، خصوصاً تلك المتعلقة بجائحة كوفيد−19.

من خلال هذه الحملة، طوّرت كل من فيسبوك و"فتبينوا" موقعاً إلكترونياً هو www.thinkbeforeyoushare.com الذى سيوجه أسئلة الناس تحفزهم على التفكير فى المعلومات التى يشاهدونها من خلال المنشورات وذلك من خلال 3 أقسام معلوماتية التى تسلط الضوء على موضوعات مهمة حول الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة: كيف أفكر كمدقق الحقائق؟ الفروقات بين المصدر الموثوق والمصدر الزائف، ومخاطر المعلومات المضللة ونشر الأخبار الزائفة.

- هل لك أن تذكر لنا مثالا واحدا؟

بالطبع... فنحن نركز على وقف المعلومات المغلوطة، نقوم بإزالة الادعاءات الكاذبة ونظريات المؤامرة التى تم الإبلاغ عنها من قبل المنظمات الصحية العالمية الكبرى، وربما جائحة كورونا منحتنا هذه الفرصة فبدأنا بإزالة ادعاءات خطيرة منها مثلا أن "شرب المبيضات يمكن أن يعالج فيروس كورونا"، والآن نزيل الادعاءات التى تقول إن التباعد الجسدى لا يجدي.

كما نمنع أيضًا الأشخاص من عرض إعلانات تستغل الموقف، التى تدعى على سبيل المثال أن منتجاتهم يمكن أن تعالج المرض، وحظرنا إعلانات وقوائم تجارية تبيع أقنعة طبية ومعقمات اليدين ومناديل مطهرة للأسطح ومجموعات فحص الإصابة بفيروس كوفيد−19.

- وكيف يتم التصرف فى هذه الحالة؟

"فيسبوك" حاسمة جدا فى مثل هذه الأمور، دعنى أقول لك إننا فى شهر مارس الماضى فقط حذفنا 40 مليون منشور خاطئ، بعد أن تم تدقيقه بناء على 4000 مقال وخبر تخص عدم دقة المعلومات، والادعاء الكاذب ونظرية المؤامرة.

- ذلك بالنسبة للأخبار كما ذكرت.. لكن ماذا عن المنشورات الشخصية؟

هذا أمر مهم جدا، ببساطة نحن لا نهتم لشيء أكثر من حياة الناس، فمثلا اذا تم الابلاغ عن منشور كاذب أو مضلل أو يحمل تهديدا أو تحرشا على أحد الحسابات تعمل الفرق المسئولة عن ذلك بمنتهى السرعة لتتحرى عنه جيدا، ثم نحذر المستخدم، ونمنع هذا الحساب من النشر لمدة أسبوع، وإذا لم يتكرر الفعل نستنتج بسهولة أنه تم عن جهل أو غير تعمد، أما إذا تكرر فيتم منعه من النشر لمدة شهر، وفى المرة الثالثة يُغلق الحساب تمامًا.

- وماذا إذا تم تداول مقطع فيديو مثلا عن غير قصد لحادث معين وهو غير حقيقي؟

بعد وفاة أسطورة كرة القدم الأرجنتينى دييغو أرماندو مارادونا، تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعى باللغة العربية فيديو قيل إنه يُظهر جنازته. صحيح أن جموعًا توافدت لإلقاء النظرة الأخيرة على نعشه، لكن هذا الفيديو المنتشر على أنه للتشييع يصوّر فى الحقيقة تجمّعاً انتخابياً قبل أكثر من عام ولم يكن له علاقة بمارادونا. على الفور قمنا بتطبيق تسمية على المحتوى الذى تمت مراجعته بواسطة شركاء تدقيق الحقائق حتى يمكن للأشخاص قراءة سياق إضافى وأضفنا إشعارًا إلى الأشخاص قبل أن يحاولوا مشاركة هذا المحتوى، وكذلك إلى الأشخاص الذين قاموا بمشاركته فى السابق.

- اذن وكيف تتعاملون مع الحسابات المزيفة والكتائب الالكترونية؟

 نحن فى "فيسبوك" نعتمد أدوات متقدمة للغاية للذكاء الاصطناعي، تمكننا من منع إنشاء نحو مليون حساب مزيف يوميًا على مستوى العالم، وعلى أى مستخدم إذا شك فقط فى حقيقة حساب ما فقط أن يقوم بعمل إبلاغ "ريبورت" لهذا الحساب، ولدينا نحو 30 ألف موظف يعملون فقط لتوفير أقصى معايير الأمان على المنصة.

- وما هى أهم أولويات معايير الأمان لدى "فيسبوك"؟

 معايير الأمان لدينا واضحة تماما أولها وأهمها على الاطلاق منع كل ما يؤدى للخطر أو يحض على التحريض أو يدعم العنف أو الانتحار.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة