صبري غنيم
صبري غنيم


رؤية

كتف فى «الزحام» تدفع ثمنه الإصابة بالكورونا !

صبري غنيم

الأحد، 27 ديسمبر 2020 - 10:42 م

− ليست شطارة أن أنزل للشارع المصرى وأتعرض للزحام والزق، وأنا أعرف أن أى خبطة كتف ستدفع ثمنها الإصابة باللى ما تتسمى "الكورونا"، لذلك فضلت البقاء فى البيت ولا أدخل فى بهدلة وأسلم أمرى لله، فهو الحافظ وليس لنا فى أنفسنا ما نملكه، الإقامة فى البيت مهما طالت فهى المكان الآمن الذى يحمى صاحبه من البهدلة، بشرط أن يكون حذرا من المترددين على البيت من الشغالة أو المكوجى أو بواب العمارة..

− وبمناسبة الاقامة الإجبارية فى البيت فأنا أحد الذين استسلموا للعزل عن المجتمع، فقد قررت أن أقيم فى البيت تجنبا لأى مكروه، وبدأت أمارس عملي، أكتب مقالاتى وأتابع نشرها، فضلت أن أقرأ الصحف من مواقعها الالكترونية ولا أتصفح صفحاتها الورقية، وعندما أجد نفسى مضطرا لقراءة رسالة أتركها بعد قرأتها وأغسل يداى مباشرة بالماء الدافئ والصابون، حتى أصبح غسل اليدين عادة من وقت لآخر ألجأ إليها، وأجد ارتياحا كلما أقدمت على غسيلهما، لكن المشكلة التى أعانى منها حالة القلق والرعب التى تنتابنى من وجود شغالة غير مقيمة فى البيت، فهى تأتى كل يوم فى الصباح حاملة الخضار، وتتجه إلى المطبخ وتباشر عملها ومع ذلك أبدى مخاوفى من تحركاتها خارج المطبخ رغم أنها ترتدى الكمامة داخل البيت، ومعظم الحوارات معها فى وقت حاجتى لكوب شاى أو سندوتش فارتدى أنا أيضا الكمامة وأضع يدى على قلبي، رغم أن عددا من الأطباء أكد لى أنه طالما ترتدى كمامة وتتحاور معى وأنا أرتدى الكمامة لا خطورة لأى منا، فى جميع الأحوال أضع يدى على قلبي..

− بالمناسبة قمت بشراء ترمومتر صينى لقياس الحرارة عن بعد، وطلبت من زوجتى أن تقيس لها الحرارة لحظة دخولها البيت فى الصباح واذا تخطت الحرارة سبعة وثلاثين والنصف لا تسمح لها بالدخول وتمنحها إجازة اسبوعا لكى نتأكد من عدم إصابتها، عن نفسى هذا الإجراء مضطر لاتخاذه لأننى أخشى أن تكون حاملة للميكروب وتحتاج وقتا لظهوره، إذن أى اجراء هو للتأكد من خلوها من الميكروب، وفى جميع الأحوال مخاوفى لم تتبدد فإنى أخشى من الارتفاع المفاجئ للحرارة، وقد فكرت فى منحها إجازة خلال يناير وفبراير وأبديت لزوجتى أن أدفع لها راتبها حتى لا تصاب بضرر وخاصة أنها تعول وتعتمد على الراتب فى تغطية مصاريفها فى البيت..

− بصراحة الكورونا أوجدت الرعب والفزع فى داخلي، ولا يستطيع أى شخص فى أن يتحداها، الانسان مهما بلغ من قوة فهو ضعيف جدا أمام فيروس الكورونا، لذلك أعمل على تهوية المكان الذى أجلس فيه ورغم أنهم نصحونى بالشمس ولو لمدة نصف ساعة يوميا، ترانى أتابع الشمس داخل بيتى وأتنقل من مكان لمكان لأجلس تحتها..

− التزامى بالإقامة فى البيت ساعدنى فى القراءة، ومتابعة نشرات الأخبار، كان كل همى متابعة ما يذاع عن أخبار الكورونا فى العالم وبالذات فى انجلترا حيث يقيم حفيدى "يوسف غنيم" الذى يدرس فى جامعة شيفيلد بلندن، فهو فى إجازه الآن ويقيم عند أسرة مصرية قريبة لوالدته ولأنه شاب فهو يتحرك فى محيط لندن صباحا هربا من الوحدة، وأسمع من حفيدى أن لندن تحولت إلى عزلة، لا حركة ولا بشر، بالتالى جعلنى قلقا عليه خوفا من جرائم السرقة التى تحدث من شبان لا ينتمون لأهل لندن، ولكنه يحاول أن يدخل فى قلبى الطمأنينة على أن الحالة فى لندن تدعو للألم ولا تشجع على السرقة، حاولت أقنعه بالعودة ولكنه يخشى أن الأحداث تتغير ويصعب عودته من القاهرة وخاصة أنه سيعود للتدريب العملى يوم ٤يناير، قلبى مع أبويه فهما على اتصال دائم به أكثر من مرة فى اليوم، كان الله فى عون والدته بالذات فالأب يحاول أن يقنع نفسه بالتجربة القاسية التى يمر بها ابنه لكن فى داخله قلق ورعب، كان الله فى عونه..

− عن نفسى فكرت فى السفر لحفيدى لكنهم أقنعونى أن الدخول صعب جدا وبالتالى اكتفيت بالاتصالات،على أى حال ليس عندى إلا الدعاء والاستسلام والله يفعل ما يريد..

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة