صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


إعادة استخدام عبوات الماركات العالمية.. أسواق «ضرب» مستحضرات التجميل 

شيماء مصطفى كمال

الإثنين، 28 ديسمبر 2020 - 12:03 م

«الأخبار المسائى» ترصد إعادة استخدام عبوات الماركات العالمية

شعبة التصنيع: إضافة الرصاص للكحول.. مواد كيماوية بأحمر الشفاه .. وزرنيخ بكريم الأساس

ينتشر بائعو مستحضرات التجميل على الأرصفة، يقدمون منتجاتهم بأقل الأسعار، مما دفع الكثير من السيدات للإقبال على الشراء باعتبارها البديل الأرخص لـ(الماركات العالمية)، دون الإلتفات لمخاطر هذه المساحيق مجهولة المصدر والتى تحتوى على مواد ضارة بالصحة العامة والبشرة والجلد، لتبقي الجملة الشائعة على لسان أغلب المقبلات على الشراء «حاجة تقضى الغرض، والأصلي منقدرش علي ثمنه «.

«الأخبار المسائى» رصدت فى جولتها ببعض الأسواق إقبال السيدات على الشراء من على الرصيف لأن سعرها مناسب لهم، ويستطيعون التزين بأقل الأسعار، وبمراجعة أطباء الجلدية والتجميل والعيون تأكدنا من الأضرار الناتجة عن استخدامها وتكلف مبالغ طائلة فى العلاج.


من داخل سوق منطقة السيدة زينب كان يقف شاب عشرينى على «فرشة» على أحد جانبى الطريق بها كل ما تحتاجه أى فتاة سواء (أحمر الشفاه) وسعره يبدأ بـ12.5جنيه، و(كريمات الأساس) التى يدعّى البائع أنها ماركات معروفة وسعر العبوة منها يصل 20 جنيهاً ، و(مصحح الحواجب) وسعره لا يزيد عن10 جنيهات و(طلاء الأظافر) وسعره 2.5 وغيرها من أدوات التجميل الخاصة بـ (المكياج) أو التزيين للسيدات، لاحظنا إقبالاً كثيفاً من الفتيات على فرشة بائع السيدة ووقفت كل فتاة لاختيار الألوان التى تناسبها فى المنتجات المعروضة.


عند سؤال البائع عن جودة المنتجات قال: «أنا شغال فى الميكب الدرجة التانية بأشترى الحاجة بتاعتى من العتبة جملة وبحط عليها هامش ربح بسيط عشان استرزق، والحمد لله عندى زباينى اللى دايماً بتيجى تشترى منى».


وأضاف قائلاً: «البنات بتحب الحاجات تكون سعرها مناسب عشان تقدر تشترى اللى نفسها فيه، يعنى تاخد( قلمين روج) مثلاً بـ25 جنيهاً، بره بتشترى الواحد بـ60 و80 جنيهاً».


..وعند سؤال إحدى الفتيات التى تقف لتفقد المعروض، قالت: «عشان أشترى «مكياج « من محال مشهورة، هحتاج مبالغ كبيرة، وأنا مش هقدر على كده. 


..فى إحدى الكوافيرات بمنطقة شبرا أكدت سماح المهدى، أنها تقوم بشراء كل ما تحتاجه فى الكوافير الخاص بها من منطقة العتبة، لأنها تشترى بالجملة، ويكون أفضل لها، قائلة: «زباينى كتير، ولازم أشترى جملة».


«المكان السليم لشراء تلك المنتجات يكون من الصيدليات والمحلات الكبرى، أما مستحضرات التجميل الموجودة على الرصيف مضروبة» هكذا قال مجدى سليم صاحب مصنع مستحضرات تجميل.


 أضاف ،يتم إعادة استخدام العبوات الفارغة للماركات العالمية ،وتعبئتها مرة أخرى بمنتجات مضروبة ، لذلك على المستهلك بعد استخدام أى منتج قطع العبوة بآلة حادة، والإسبراى يتم تطبيق العبوة حتى لا يعاد استخدامها مرة أخرى عن طريق تعبئتها بسرنجة».


وأوضح قائلاً: «إحنا عندنا أكثر من 80 مصنع تحت بير السلم، فى الأحياء الشعبية بكل محافظات مصر، ويتم عمل بعض المنتجات فى «براميل»، مثل الجل المضروب من خلال خلط بعض المكونات ووضع رائحة حتى يكون المنتج رائحته جيدة».


أكد سليم ،أن المشكلة تكمن فى غش التركيبة الصحيحة، لذلك لابد من مراقبة تجار الخامات لأنهم الكارثة الحقيقية، حيث يتم تقليد الماركات المعروفة، فى مناطق مثل العتبة وشارع الجيش، ويتم استبدال بعض المواد الأصلية بمواد أخرى ضارة تعطى نفس التأثير، وبالتالى المستهلك لا يستطيع التفريق بين الأصلي والتقليد.


فعلى سبيل المثال يتم استبدال مادة بيريثيون الزنك الخاصة بإزالة القشرة بأكسيد الزنك، مطالباً بمتابعة المواد الخام، فهناك 20 % فقط من المواد الخام التى يتم متابعتها من خلال وزارة الصحة والباقى 80 % يدخل على أنه منظفات صناعية وتدخل من الجمارك، وبالتالى لا تحتاج الدخول عن طريق وزارة الصحة.


«يتم ضرب المنتجات من خلال استيرادها منتهية الصلاحية وبدل إعدامها يتم بيعها بسعر رخيص، كل هذا يمثل مشاكل فى التصنيع، ولابد من عمل سيطرة على المواد الخام والأسواق والتصنيع»، كانت كلمات سليم موضحاً كيفية غش المنتجات.


ومن جانبها قالت الدكتورة هالة سرحان إخصائى الجلدية والتجميل إن مستحضرات التجميل الموجودة على الرصيف تسبب مشاكل عديدة ومن أكثر المشاكل التى تسببها سرطان الجلد، من خلال استخدام منتجات غير صحية ولم تأخذ تصريح من وزارة الصحة، تسبب جفاف للجلد، وهو باب للبكتيريا والفيروس، فضلاً عن الإصابة بالأكزيما، وأيضاً تسبب حروق من الدرجة الأولى، خاصة للحالات التى تستخدم منتجات مباشرة على البشرة مثل الفوندشن وكريم الأساس والبودر، وكريمات الوقاية من الشمس، فيقوموا بإعادة استخدام العبوات القديمة من الماركات المعروفة وإعادة تعبئتها مرة أخرى بالمضروب.


«المشاكل تصل لحد التصبغات والبقع وعدم توحيد لون البشرة، وتقرحات، واستخدام أحمر الشفاه بأنواعه يسبب تشققات للشفايف واكزيما، وهيربس يأتى نتيجة استخدام المنتجات الرديئة، يأتى حول منطقة الفم والأنف، عبارة عن فقاقيع مياه بجوار بعضها وتكون المنطقة حمراء ويكون بها ألم شديد»، أوضحت سرحان المشاكل التى تسببها المنتجات الرديئة.


وأكدت سرحان أن علاج هذه الحالات يُكلف مبالغ مرتفعة، أكثر من التى يتم دفعها فى المنتج الأصلى، لذلك لابد من التأكد من مصدر المنتج قبل استخدامه.


وأشارت الدكتورة حنان نعيم استشارى الجلدية والتجميل إلى أن مستحضرات التجميل التى يتم تصنيعها بشكل خاطئ واستخدام مواد كيماوية تسبب حساسية للجلد مزمنة وتصبغات جلدية، وعلى المدى البعيد تسبب سرطان الجلد لاحتوائها على مواد سامة.


الدكتور خالد عوض البسيونى استشارى طب وجراحة العيون قال إن أقلام الكحل إذا كانت من الأنواع الرديئة من الممكن أن تسبب مشاكل، منها إذا كانت المادة الموجودة بها تسبب تهيج وحساسية للعين، السبب التانى أن يكون تصنيعها غير صحيح، ووارد وجود أى ميكروبات أو بكتيريا تسبب التهابات فى العين «التهاب ميكروبى» فى العين.


وأكد البسيونى أنه من الممكن أن تكون نقلت عدوى فى أماكن بيعها، إذا كان المكان غير نظيف، وبالتالى ينقل ميكروب للعين،ونصح السيدات عدم شراء المنتجات من على الرصيف وتحرى الدقة فى شرائها ومن أماكن موثوق بها والمصدر الذى يأتى منه وليس مجرد النظر للسعر المنخفض.


محمود الدجوى رئيس شعبة الكوافير ومستحضرات التجميل بالغرفة التجارية قال إن 80 % من مستحضرات التجميل الموجودة فى السوق المصرى مغشوشة ومهربة، وعدم وجود رقابة حقيقية على الأسواق هو الذى ساعد على وجود أكثر من 80 % من المنتجات مصنعة تحت بير السلم، بالإضافة إلى أن هذه المنتجات لها خطورة كبيرة جداً على الصحة العامة، لأنها تحتوى على مواد مثل الرصاص والزنك، هذه المواد تسبب «فشل كلوى وعمى للعين والتهاب كبد وبائى، والبروتين المضروب بالفورمالين يسبب أمراض سرطانية»، يؤثر على الرئتين نتيجة احتراق الفورمالين بمكواة الشعر.


وأضاف الدجوى قائلاً: هناك انهيار فى سوق مستحضرات التجميل حالياً، ودورنا كشعبة فى الغرفة التجارية السعى لعمل نقابة مهنية خاصة لمهنة الكوافير وتجارة مستحضرات التجميل، والقائم عليها شعبة الكوافير فى الغرف التجارية مع الرموز الكبيرة فى المهنة، وهذا ما يتم بالفعل حالياً، وشعبة الكوافير تتنقل بين محافظات الجمهورية لتجميع الـ20 ألف صوت لعضوية النقابة العامة.


أكد الدجوى أن النقابة سوف تقنن هذا العمل، وتحد من مستحضرات التجميل التى تدخل السوق بشكل مهرب، وبذلك يكون لها دور رقابى على المنتجات، خاصة أنه يتم تهريبها عن طريق البر والموانئ، فضلاً عن صناعة بير السلم، فقلم الكحل يضاف له مادة الرصاص حتى يكون قابل للبرى، وهذا يضر بالعين، وأحمر الشفايف يدخل فى تصنيعه مواد كيماوية ومع امتصاصه للمعدة يسبب فشل كلوى، وكريمات الأساس يدخل بها الزرنيخ ومسام الجلد تمتصها، والبروتين لفرد الشعر وما به من فورمالين يسبب أمراض سرطانية، وبالتالى كل ذلك يكلف الدول مليارات فى العلاج، ولا تحصل الدولة على حقها لأنها تأتى بشكل مهرب ومصنعة فى بير السلم.


وقال الدجوى: لا يوجد أى نوع من أنواع الرقابة على المحلات التى تبيع المنتجات المضروبة، خاصة أن الكوافير يبحث عن المنتجات الرخيصة ليستطيع إعطاء خدمة للعميل، وبعض البنات التى تتجه لشراء المستحضرات الرخيصة للرخيص لا تعلم أنها تكلفها أكتر لأنه يسبب لها أذى كبير لصحتها وبشرتها.

اقرأ أيضا |ضبط مستحضرات تجميل مجهولة المصدر بالدقهلية

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة