جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

مشهد كاشف فى الأزمة الليبية

جلال عارف

الإثنين، 28 ديسمبر 2020 - 07:39 م

الزيارة‭ ‬المهمة‭ ‬للوفد‭ ‬المصرى‭ ‬عالى‭ ‬المستوى‭ ‬إلى‭ ‬العاصمة‭ ‬الليبية‭ ‬‮«‬طرابلس‮»‬‭ ‬تمثل‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬تطوراً‭ ‬كبيراً‭ ‬فى‭ ‬جهود‭ ‬مصر‭ ‬لدعم‭ ‬نضال‭ ‬شعب‭ ‬ليبيا‭ ‬الشقيق‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحل‭ ‬الذى‭ ‬لا‭ ‬بديل‭ ‬عنه،‭ ‬والذى‭ ‬يستعيد‭ ‬الدولة‭ ‬الليبية‭ ‬من‭ ‬الفوضى‭ ‬والدمار،‭ ‬ويضمن‭ ‬وحدتها،‭ ‬ويضع‭ ‬مستقبلها‭ ‬بيد‭ ‬أبناء‭ ‬ليبيا‭ ‬وحدهم‭ ‬دون‭ ‬تدخل‭ ‬أجنبى‭ ‬من‭ ‬قوى‭ ‬خارجية‭ ‬مازالت‭ ‬ترى‭ ‬فى‭ ‬استمرار‭ ‬المأساة‭ ‬الليبية‭ ‬مصلحة‭ ‬لها‭!‬

القلق‭ ‬التركى‭ ‬من‭ ‬أى‭ ‬خطوة‭ ‬تستهدف‭ ‬المصلحة‭ ‬الحقيقية‭ ‬لشعب‭ ‬ليبيا‭ ‬كان‭ ‬حاضراً‭! ‬الرئيس‭ ‬التركى‭ ‬أردوغان‭ ‬سارع‭ ‬باستباق‭ ‬الزيارة‭ ‬بإرسال‭ ‬وزيردفاعه‭ ‬وقادة‭ ‬جيوشه‭ ‬فى‭ ‬مظاهرة‭ ‬مكشوفة‭ ‬لإثبات‭ ‬الحضور‭. ‬النتيجة‭ ‬كانت‭ ‬مشهداً‭ ‬يمثل‭ ‬الفارق‭ ‬بين‭ ‬سياسة‭ ‬يحكمها‭ ‬الهوس‭ ‬العثمانلى‭ ‬والمطامع‭ ‬الاستثمارية‭ ‬من‭ ‬جانب،‭ ‬وسياسة‭ ‬مصرية‭ ‬لا‭ ‬تريد‭ ‬إلا‭ ‬خير‭ ‬ليبيا‭ ‬واستقرارها‭ ‬وأمنها‭ ‬الذى‭ ‬لا‭ ‬ينفصل‭ ‬عن‭ ‬أمن‭ ‬مصر‭.‬

لم‭ ‬يكن‭ ‬لدى‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬التركى‭ ‬‮«‬خلوصى‭ ‬أكار‮»‬‭ ‬إلا‭ ‬حديث‭ ‬الحرب‭ ‬والتهديدات‭ ‬الاستفزازية‭ ‬لجيش‭ ‬ليبيا‭ ‬الوطنى‭ ‬ومن‭ ‬فوق‭ ‬أرض‭ ‬ليبيا‭ ‬التى‭ ‬أغرقها‭ ‬أردوغان‭ ‬بآلاف‭ ‬المرتزقة‭ ‬لتحقيق‭ ‬أطماعه‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬ليبيا‭ ‬وشعبها‭.. ‬بينما‭ ‬ـ‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر‭ ‬ـ‭ ‬كانت‭ ‬مصر‭ ‬تواصل‭ ‬جهدها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التسوية‭ ‬السلمية‭ ‬للصراع‭ ‬فى‭ ‬ليبيا‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬إزالة‭ ‬كل‭ ‬العقبات‭ ‬أمام‭ ‬حل‭ ‬الأزمة‭ ‬بتوافق‭ ‬كل‭ ‬الأطراف‭ ‬الليبية‭ ‬ولمصلحة‭ ‬شعبها‭ ‬وحده‭.‬

مصر‭ ‬لم‭ ‬ترع‭ ‬الإرهاب‭ ‬الإخوانى‭ ‬الداعشى‭ ‬كما‭ ‬فعل‭ ‬أردوغان،‭ ‬ولم‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ ‬مقاول‭ ‬لتجنيد‭ ‬المرتزقة،‭ ‬أو‭ ‬طامع‭ ‬فى‭ ‬ثروات‭ ‬ليبيا،‭ ‬أو‭ ‬ساع‭ ‬لتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬نقطة‭ ‬ارتكاز‭ ‬لأوهام‭ ‬عثمانلية‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬المستحيل‭. ‬مصر‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬السند‭ ‬لشعب‭ ‬ليبيا‭ ‬الشقيق‭ ‬فى‭ ‬نضاله‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إنهاء‭ ‬المأساة‭ ‬التى‭ ‬يعيشها،‭ ‬ومصر‭ ‬لم‭ ‬تتأخر‭ ‬عن‭ ‬مساندة‭ ‬كل‭ ‬جهد‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحل‭ ‬المطلوب‭ ‬والذى‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬إلا‭ ‬ليبيا،‭ ‬ولن‭ ‬يمر‭ ‬إلا‭ ‬عبر‭ ‬التسوية‭ ‬السياسية،‭ ‬ولن‭ ‬يكتمل‭ ‬إلا‭ ‬بإنهاء‭ ‬الوجود‭ ‬الأجنبى‭ ‬وتفكيك‭ ‬الميليشيات‭ ‬وطرد‭ ‬المرتزقة‭ ‬واجتثاث‭ ‬الإرهاب‭.‬

كان‭ ‬المشهد‭ ‬فى‭ ‬العاصمة‭ ‬الليبية‭ ‬‮«‬طرابلس‮»‬‭ ‬كاشفاً‭.. ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يريد‭ ‬تدمير‭ ‬فرص‭ ‬حل‭ ‬الأزمة‭ ‬الليبية‭ ‬جرياً‭ ‬وراء‭ ‬أوهامه‭ ‬العثمانلية‭ ‬وحماقاته‭ ‬الأردوغانية‭. ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬يبذل‭ ‬كل‭ ‬الجهد‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬التوافق‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬الأطراف‭ ‬الوطنية‭ ‬الليبية‭ ‬لإكمال‭ ‬الطريق‭ ‬نحو‭ ‬الحل‭ ‬المنشود‭ ‬رغم‭ ‬صعوبة‭ ‬الطريق‭ ‬وجسامة‭ ‬التحديات‭.‬

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة