محمد البهنساوى
محمد البهنساوى


حروف ثائرة

العام الكاشف وحديث الإفك

محمد البهنساوي

الإثنين، 28 ديسمبر 2020 - 08:14 م

 كل عام والعالم أجمع بخير وسلام وأمان.. ساعات ونودع عاما ونستهل آخر.. وما بين الوداع والاستهلال رواية ستحفر بتاريخ البشرية وذاكرة البشر.. عام يمضى لا نستطيع أن نصفه بالسهل ونستحى أن ننعته بالكئيب لكنه صعب.. وربما عندما نستخلص دروسه وعبره نجده عام منحة لا محنة.

وهنا أنقل حرفيا بوست انتشر بوسائل التواصل الاجتماعى وأراه تجسيدا رائعا للعام المنقضى.. يقول البوست: "لا أحدَ ينكُرُ أنه كان عامـاً صعباً وأن بقاءنا شاهدين على آخرِ أيامِه إنجازٌ يستحقُ الرضا والحمد.. علّمنا أن السلامةَ فى البُعد وأن من أغلقَ فمه حَفِظَ نفسه.. وأن البيتَ هو المأوى والعائلة هى الإرثُ الأغلى.. وأن أغلب الظواهر الاجتماعية مجاملاتٌ يمكنُ الاستغناء عنها.. وأن طباعَنا تتبدّل وأمنياتنا تتغير.. فعلاً كان عام استشعار النعم".. انتهى البوست الذى يختصر شهورا من الحيرة والمعاناة.. ومن جانبى فإننى أرى أن العام الذى سيودعنا والذى يمكن وصفه بعام الفيروس كان كاشفا بصورة غير مسبوقة.. على المستوى العام للدولة وكذلك على المستوى الشخصى. وعلى مستوى الدولة مصرنا الغالية.. فقد كثر الكلام قبل كورونا عن أن ما يحدث من تنمية بكل المجالات ونمو اقتصادى ملحوظ ما هو إلا فقعة هواء يخدع بها النظام شعبه.. ولولا مساعدات خارجية لانكشف زيف ما نراه واقعا جميلا بأرض المحروسة.. وحاولت ألسنة وأقلام اللعب على هذا الوتر محذرة المصريين من انهيار اقتصادى مدوٍ مع أول عثرة تواجهها البلاد.. وصدق بعض المصريين خاصة بسطاءهم تلك الأكاذيب.. وإذا بالعالم يواجه طوفان كورونا المدمر لتصيح كل دولة "نفسى نفسى" وتنهار أنظمة وتسقط مؤسسات قوية وتتوقف حكومات غنية عن مساعدة شعبها.. وتتخبط دول عريقة فى مواجهة الأزمة.. فإذا بمصر بهذا العام الكاشف تثبت رسوخ نظامها وقوة وصلابة اقتصادها وتصبح من أفضل الدول مواجهة للأزمة وأقوى الاقتصاديات نجاحا فى مواجهته.. مصر الحديثة الفتية كانت السباقة دوليا فى حماية أبنائها بالخارج والداخل بصورة أحرجت أنظمة غنية ومتقدمة عجزت بداية عما فعلته القاهرة ثم لحقت بها مقلدة.. هذا ليس بكلامى ولا أمانى إنما تقارير دولية لها مصداقيتها وقوتها. وعلى المستوى الشخصى لكل منا فكما جاء بالبوست السابق بأنه عام مهم أضاء لنا الطريق وأطلق الكثير من أجراس إنذار لو نسيناها بعد الأزمة فإننا نستحق ما سنعانيه.. لعلنا نرجع لحضن أسرنا ونتأكد أنه فقط الحضن الآمن الذى يجب ألا نفارقه.. وأن ديننا وبحق هو عصمة أمرنا وأن الدنيا مهما منحتنا فهى غرور فانية تغدر فى أزهى أوقاتها وتطعن فى عز أمانها.. وتتحول إعصارا مدمرا ينطلق من رحم أصفى أوقاتها.. ولعل أغلبنا كان قد فقد الكثير بهذا العام وزلزله الحزن والهلع على النفس أو على أحباب لكن ولو اعتبرناه عاما كاشفا ومنحة ربانية سيعيد كل منا حساباته لندرك أن كل خسارة لحقت بنا مهما اعتقدناها   فادحة فإنها مكسب وكنز كبير نحمد الله عليه.

- التهنئة والحبيب

نهاية كل عام.. يتجدد حديث الإفك والضلال عن حرمة تهنئة إخواننا المسيحيين بأعيادهم.. وقد توقفت منذ فترة عن متابعة هذا اللغو المضيع للوقت والساعى لهدم مجتمعاتنا.. لكن تابعت تعليقا للداعية الذى أحبه وأجله الحبيب على الجفرى فى صفحته بالفيس بوك تحت عنوان "نخلة الشتاء" أفاض وأبدع الحبيب شارحا بطلان دعوى تحريم التهنئة التى لا تستند لسند من الكتاب والسنة.. وأبان غرضها الماكر من تفتيت للأمة فى وقتنا الصعب بل وأثبت بالأسانيد الشرعية وجوب التهنئة حبا لله ورسولنا الكريم وديننا السمح ونشر السلام والارتقاء بآدميتنا عن حضيض الأحقاد، وتطهير منطقتنا من رياح الكراهية السامة. وأكد ما بيننا وبين الأقباط من أخوة راسخة بعيدا عن المتطرفين المتربصين من الطرفين. فلكل أقباط العالم وخاصة أشقاءنا المصريين كل عام وأنتم بألف خير ومحبة وسلام.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة