صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


‎حصاد 2020 | هكذا تعاملت هيئة كبار العلماء مع وباء كورونا

إسراء كارم

الثلاثاء، 29 ديسمبر 2020 - 10:48 ص

عملت هيئة كبار العلماء بالأزهر في عام 2020، على استكمال جهودها الملموسة في تجديد الخطاب الديني كونها ‏الحصن الحصين للمسلمين يركنون إليه في النوازل، من خلال ما أظهرته الجائحة التي ما زالت بين ‏ظهورنا إلى الآن، وهو ما يؤكد أن أكبر مرجعية فقهية في الأزهر، تمتد اهتماماتها من الجانب ‏الدعوي إلى الجانب المجتمعي والإنساني والعلمي‎.‎

ونظرًا لما حل بالبشرية من وباء يقضي بعدم اجتماع الناس حتى في عباداتهم، وتخفيفًا على الناس ‏في أمور دينهم؛ أفتت هيئة كبار العلماء بإعمال فقه النوازل، فأصدرت بيانها الأول بتاريخ ‏‏15/3/2020م، والذي نص على "جواز إيقاف الجُمَعِ والجماعات"؛ خوفًا من تفشي الفيروس ‏وانتشاره والفتك بالبلاد والعباد، وجاء ذلك انطلاقًا من دورها الديني في حفظ مقاصد الشريعة ‏بما لا يمس بثوابت الدين، وإتمامًا لدورها الوطني والمجتمعي في مساندة الدولة في استكمال ‏الإجراءات الاحترازية منعًا لتفشي فيروس كورونا‎.‎

الحالة الروحية التي تستجديها أيام رمضان الذي حل على المسلمين هذا العام بهيئة تُدمي القلوب، ‏نظرًا لتعطل بعض طقوسه وحبس عاداته، جعلت من مروجي الشائعات يلعبون على أوتار ‏العاطفة لدي المسلمين في دعوة لخلع رداء الوقاية واجتماع الناس في المساجد بقصد الدعاء، ‏وهو ما يُحمل الدولة مزيدًا من الأعباء في التصدي لهذه الجائحة، فقطعت هيئة كبار العلماء ‏بحسها الوطني وواجبها الشرعي الطريق على هؤلاء من خلال بيانها الثاني بتاريخ ‏‏4/4/2020م، في دعوة صريحة من رجال لا تتشابه مع غيرتهم على دين الله غيرة أخرى، ‏ونادوا في الناس أن احتكام الشرع في هذا الأمر مرده إلى الأطباء، والذين حذروا من اجتماع ‏الناس في مثل هذه الظروف، وأن الانصياع لرأي الطب هو واجب شرعي وكل من يستمع لهذه ‏الدعوات المضللة آثم شرعًا، وحتى تغلق طريق الفتنة أمام كل من يحاول أن يستخدم مشاعر ‏المسلمين للعبث بحياتهم؛ أصدرت الهيئة بيانها الثالث بتاريخ 5/5/2020م بشأن صلاة العيد في ‏البيوت، وكيفية أدائها على الوجه الصحيح في ضوء استمرار انتشار فيروس كورنا‎.‎

واختتمت الهيئة العام ببيان فصل لا لبس فيه، يحمل كل ما يحتاجه المستفتي في أمور دينه مع ‏اشتداد ما يسمى بالموجة الثانية من وباء كورونا، بعدما أشارت التقارير إلى أن الخطر الحقيقي ‏للفيروس هو في سرعة انتشاره، مؤكدة أنه يجب شرعًا التقيد بالإجراءات والتدابير الوقائية التي ‏حددتها الجهات المختصة، موضحة أن التباعد بين المُصلّين في الجماعات وأثناء الاستماع إلى ‏خطبة الجمعة لا يؤثر في صحة الصلاة، كما أن استعمال المواد الكحولية المعدة للتطهير والتعقيم ‏طاهرة حلال بل واجب في مثل هذه الظروف، مشددة على ضرورة تجنب الاجتماع للأفراح أو ‏التعازي، وأن التهنئة أو التعزية بالهواتف أو وسائل التواصل الاجتماعي تجزئ شرعًا، لتغلق ‏الباب أمام مفاسد كثيرة لا يحمد عقباها.‏
 

اقرأ أيضًا: حصاد 2020 | صوت الأزهر.. قلم أنار وعَلّم وحارب السلبيات

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة