تدوير عجلات الكاوتش
تدوير عجلات الكاوتش


وقود ومقاطف ونجيل صناعي.. الذهب الأسود في قريتي «الكاوتش» بالغربية | فيديو

فوزي دهب- أحمد أبورية

الثلاثاء، 29 ديسمبر 2020 - 05:08 م

 

قريتا ميت الحارون وكفر ميت الحارون مركز زفتى بمحافظة الغربية واللتان يطلق عليهما امبراطورية الذهب الأسود نظرا لتربعهما على عرش إعادة تدوير عجلات الكاوتش بعد استهلاكها والتخلص منها بنسبة 80% من الإنتاج المصري.

تقع هاتان القريتان علي ضفاف النيل (فرع دمياط)، وقد انتشرت هذه الصناعة بتلك القريتين في منصف خمسينات القرن الماضي .. هذه الصناعة التي اشتهر بها أهل القريتين، إذ يلهث عليها الباحثون لمعرفة سر تفوق أهالي القريتين في الاستفادة منها.

تعد أولى مراحل هذه الصناعة بالمقاطف التي يتم الاعتماد عليها في الزراعة ومصانع الطوب التي تشتهر بها قرى مركز زفتي والسيور وعجلات ماكينات الري وجلد الأحذية البدائية «القباقيب» وخلافه.

تظنه قمامة لكنه «ذهب»

​​​وعند زيارتك لهاتين القريتين والقرى المجاورة لهما تجد إطارات تالفة ملقاة على جانبي الطريق تحسبها لأول وهلة مكانا لتجميع القمامة، ولكن يعرفها أهلها على أنه الذهب الأسود، حيث باتت إعادة تدوير تلك الإطارات المتهالكة هي مصدر الرزق الوحيد لهم وسبيلهم الأوحد في عيش حياة كريمة بل والنهوض بالاقتصاد المصري.

 

اقرأ أيضا:إنفوجراف| إنجازات محافظة الغربية في تنمية وتطوير قطاع التعليم خلال عام

عند دخولك للقريتين تجد مئات الورش المتراصة بجانب بعضها البعض والتي يعمل بها الكثير من الشباب من مختلف الأعمار الذين ورثوا تلك المهنة عن أجدادهم حتى أتقنوها، واشتهروا بها وأصبحت هذه القرى بلا بطالة.

 

يؤكد محمد العربي الحرش، وهو صاحب ورشة، أن عملية إعادة تدوير الإطارات التالفة تمر بثلاث مراحل، الأولى: جمع الإطارات عن طريق المناقصات الحكومة أو من تجار التجزئة، والمرحلة الثانية هي السلخ وفيها يتم فصل الطبقة الأولى «المطاط» عن باقي الطبقات، اما المرحلة الثالثة والأخيرة هي تقطيعها وتشكيلها.

ويضيف: «الجزء المطاطي خمسات وثمانيات ليستخدم في مصنع الاسمنت والحديد والصلب بدلا من المازوت كوقود وذلك بإلقاء القطعة المطاطية في نيران المصنع وكذلك يستخدم كبودرة يتم وضعها تحت النجيل الصناعي الذي يتم تنجيل الملاعب الرياضية به ويباع الطن منه بـ1450 جنيها ، أما الكاوتش السلك فيتم تصنيع المقاطف التي يستخدمها المزارعون ومصانع الطوب، أما الإطار الذي تقل نسبة تلفه، يُعاد تشكيله إلى صورته الأصلية، باستخدام آلة حادة، ليباع بسعر أقلّ من أسعار المنتجات الجديدة».

ويكمل: «بالنسبة للأسلاك والكابلات التي تخرج من عجلة الكاوتش فتستخدم في صناعات مختلفة مثل أربطة المسلحات أقفاص الخضار، وخراطيم مياه الري وخلافه».

ويقول الحاج ياسر منصور – عمدة إحدى القرى المجاورة – إن هناك نوعان للكاويتش الأول هو التيل وهذا النوع سعره 3 أضعاف الكاوتش السلك فالكاوتش التيل يقوم العمال بفصل طبقات الكاوتش لاستخلاص "طاقية – بلاستيد – أطواق"، ويتم صنع المقاطف منها وهناك طبقة أخرى تسمى "الحرير" يتم استخدامها في تصنيع "الزفت" المستخدم في الرصف وسيور درس الأرز كما يتم عمل سيور الطائرات من عجلاتها ويتم تصنيع عجلات ماكينات الري  من الكاوتش المستعمل فضلًا عن  تصنيع "سوست" الأنتريهات.

زيارة رسمية
كان الدكتور طارق رحم محافظة الغربية بزيارة لقريتي ميت الحارون وكفر ميت الحارون ووعد بوضعها ضمن القرى المنتجة بالمحافظة وحرص المحافظ على رصد احتياجات القريتين على أرض الواقع من بنية تحتية واحتياجات تصنيعية للعمل على تحويلهما إلى قري نموذجية منتجة تستوعب أكبر عدد من العمالة وتكونا نواة جاذبة للشباب من القرى المجاورة لهما وذلك ضمن مبادرة محافظة الغربية "نحن الأكثر إنتاجاً".

وخلال الزيارة؛ تفقد محافظ الغربية المراحل التصنيعية للمنتجات الناتجة من الكاوتش المستخدم مما يساعد على الحفاظ على البيئة وخلق منتج نافع ومفيد ولكن جائحة كورونا اجلت حلم محافظ الغربية.

فهل يتحقق حلم أهالي هاتين القريتين علي يد الرئيس السيسي الذي وضعهما ضمن مشروع "حياة كريمة" الذي سينطلق بداية من يناير 2021 وينتهي في ديسمبر من نفس العام؟

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة