رجل بجسم طفل
رجل بجسم طفل


«رجل بجسم طفل» يروي معاناته مع المرض| فيديو

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 29 ديسمبر 2020 - 06:38 م

عبير عبد المطلب 

«نفسي أقابل الرئيس و أرجع أمشي تانى»، بتلك الكلمات بدء عصام حديثة للأخبار المسائي  وسط حزن وبكاء ورغم حجمة الصغير الذي لا يتحرك إلا أنه قام بفتح كشك بمساعدة زوجتة ليبدء رحلة الكفاح مع أعباء الحياة .

جسد ضئيل جدا كطفل صغير لم يبلغ الثانية والخمسون من العمر بعد أن لازمته هذه الإعاقة مند أن بلغ الثالثة من عمره بسبب عدم أخذه حقنه شلل الأطفال جعلته معاق طيله حياته وأصبح عاجزا تماما عن الحركة، وبالرغم من كل هذه الظروف الا أن الابتسامة لا تفاق وجه " عصام " على الرغم من بحر الحزن الذي يغرق فيه  بسبب  فقدان أمه التي كانت ترعاه  بعد أن رحلت إلي خالقها .

اقرأ أيضا| خير الوادي الجديد| «كنز زراعي» في الجنوب 

وذكر " عصام أنه " عايش ميت مدفون بالحياة» بعد أن أطلق عليه  أهالي قرية قصر زيان التابعة للوحدة المحلية بمحافظة الوادي الجديد " أنه الرجل الطفل " .

«عصام زايد» ابن قريتهم والذي أصيب بالشلل الكلي ولم تتبق سوى رأسه التي أصبحت تتحدث وتحكي عن معاناة باقي أجزاء جسمه التي أصابها الوهن والضعف والشلل، ويروي " عصام للأخبار "  قصته مع المرض فيقول :«أبلغ من العمر 52 عاما لقد اتولدت طبيعيا ولكني للأسف ماخذتش حقنه شلل الأطفال  إلى أن لاحظت أمي رحمه الله عليها عدم نمو جسمي وقلة حركتى وأنا في الثالثة من عمرى فذهبت بى الى القاهرة لان الطب في الوقت ده في الوادى كان شبه لايوجد وسافرنا الى القاهرة مكثت امى بالمستشفى ثلاث سنين " .

وتابع :"مع عدم تقدم حالتي ولو بنسبه واحد في المائه وفى النهايه  رجعت أمي مع خيبه أمل في شفائى وكانت حزينه عليا وكانت تبكى ليل نهار إلى ان فقدت عيناها حزنا علي وبالفعل رجعنا إلى الوادي وكنت أشعر بضيق كبير قد بلغت ست سنين كنت أرى الأطفال في مثل سني ذاهبين للمدرسة  وأنا قعيد الفراش كنت أطلب من أمي أن تجلسني خارج المنزل علشان أشوفهم وكانوا بيجوا يقعودى معايا".


وأضاف :"في الوقت ده طلبت من أمي أن تشتري لب علشان أبيعه وأشعر أن لي  قيمه،و طبعا رفضت هيه وابويا  واخوتى بالرغم من ضيق حالهم الا  أنه رفض ولكن في النهايه استجابوا لمطلبى  على بيعى لب  حتى اشعر انى عايش وحاسس موجود  وبعدين وسعت من لب الى لبان وحاجات للاولاد في المدرسة وكبرت" .
وذكرأن:" واحد من أولاد الحلال عملي كشك خشب بس طبعا كان عايز يتملى بالبضاعة في يوم من الايام فيه واحد قالى في واحد بيطلع في التليفزيون وممكن يساعدك تابعة للعلاقات الانسانية وفعلا اتوصلت ليه وكان ابويا يعمل خفير نظامى تابع لوزارة الداخلية" .

واستطرد:" ده في الثمنيات وطلب مني عمل بحث اجتماعي وسافرت اليه للقاهرة انا واختى وفعلا ملئ لي الكشك بضاعة وكان كل شهر يرسل لي حوالة  والحمد لله اشتغلت ومديرية الشئون ساعدتني بمعاش ضمان 360 جنيه وفي سنه 2001 كنت بحكي مع واحد ونفسي ازور بيت النبي عليه الصلاة والسلام قالى مش هتقدر يا عصام وهنا جالتى فكرة وكنت اعرف صحفي ،وطلبت منه اعمل نداء لزيارة بيت الله الحرام وبالفعل تم عمل النداء وبعد الاعلان بيومين فؤجئت بتليفون بيقولي انت عصام زايد قولت انا قالى انا امير سلطان من المملكة وقالى انت السنه دي في ضيافة الملك  لزيارة بيت الله الحرام" .
وأوضح :"طلب مني أحب أخد مين معى قولت اهى لان امى كانت تعبانة  كم كنت اتمنى ان تكون معى  وهيه قالتلى خد اخوك علشان يساعدك  وكنت خايف من اخويا لان امى هيه اللى كانت شيالنى وكنت مكسوف من اخى  من طلاباتى الشخصية وكان في الوقت ده الملك فهد كان محدد لى 27 يوم  زودهم الى شهر والحمد لله زرت الكعبة"  .

وأضاف :"كانت أمي ترافقنى في رحلة علاجى إلى ان توفاه الله، بعد وفاة أمى قولت أنا مت لان امى كانت بتاكلنى رغم حالتها المرضية  كانت ترعانى وكانت تقضى حوائجى  كنت بموت مهما اخوتى رعونى الا انهم مش قاعدين ديما معى وكنت بقعد بين اربع حيطان وبعدين قولت مين اللى هيرعانى وطبعا كان في اعتقادى  استحالة ان في واحده هتتجوزنى على حالتى وفعلا اتقدمت لناس كتيرة ولكن رفضونى وكان نفسى افتح بيت ويكون ليه اولاد  وكنت محطم  قعدت سبع سنين ادور على ست ترعانى والناس كانت تقولى انت ميئستش لكن الحمد لله في واحد قالى لاخويا على واحد طيبه  وهي من اسيوط وعرفت حالتى ورضيت بيا وقالت انها نفسها تدخل الجنة"  .

واستكمل "عملت توكيل لاخويا وكنب الكتاب وعاشت معي  وسالته الأخبار المسائي هل أحد من المسئولين كانوا يساعدك؟ اجاب انا اتقدمت منذ عشر سنيين على شقة الاولى بالرعاية ولكن مفيش حد كان بيعطينى الى جاء المحافظ السابق اللواء محمود عشماوى  ووعدنى  بشقة  الحمد لله بس برضوا تعبان نفسيا لان مش عايش زى البشر والحمد لله أعيش مع زوجتى التي تحملت معى الكثير والتي رضيت بحالى المرير وتزوجتنى على هذا الحال بعد أن دار بي الزمن وأصبحت الآن أرقد كالأنعام على الأرض" .
وأضاف كل ما أفعله هو الجلوس أمام الكشك الذي أستأجره  إلى أننى لا اخرج ولا اتنزه مثل باقي البشر ولا أمارس حياتى الطبيعية وأنا عرضة للأمراض بعد الحالة النفسية السيئة التي أعانى منها خصوصا مع ضيق الحياة."ونفسى يكون عندى عربية من عربيات المعاقين لأني بينى وبين القرية 40 كيلو وأن تعبت بتبهدل أنا ومرات عندما أكون مريض علشان أروح المدينة. 

" وكمان نفسى أخد حقى زى اى معاق من الدولة  الحكومة او حتى  استثناء حالتى وتعيينى في أي وظيفة حكومية ضمن الـ 5 % حتى أستطيع الإنفاق على نفسي وعلى مرض زوجتى بدلا من ذلك المعاش الضئيل .

رجل بجسم طفل يروي معاناته مع المرض في الوادي الجديد

رجل بجسم طفل يروي معاناته مع المرض في الوادي الجديد

رجل بجسم طفل يروي معاناته مع المرض في الوادي الجديد

رجل بجسم طفل يروي معاناته مع المرض في الوادي الجديد

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة