محمد بركات
محمد بركات


بدون تردد

التأديب القاسى!!

محمد بركات

الثلاثاء، 29 ديسمبر 2020 - 08:22 م

بالتأكيد كانت هناك طرق أخرى كثيرة أمام الأساتذة فى جامعة دمنهور على عمومهم، والأساتذة فى مجلس كلية التجارة بالجامعة على وجه الخصوص، للتعامل مع المشكلة التى أثارها الطالب "مصطفى شعلان" غير الطريقة التى تم التعامل بها معه.

وبالتأكيد ايضا لم يكن القرار الذى تم اتخاذه من جانب مجلس تأديب كلية التجارة جامعة دمنهور بفصل الطالب لمدة عام، هو الخيار الوحيد المتاح والممكن أمام هذا المجلس، فى مقابل الفعل  الذى قام به الطالب.

وبالقطع لم يكن خيار الفصل الذى قرره هذا المجلس، مع احترامى له ولكل الأساتذة بالجامعة، هو القرار الأكثر صوابا وحكمة،..، بل هو فى حقيقته قرار بالغ القسوة، ويصل الى كونه عقوبة مغلظة تتجاوز فى غلظتها الأهداف التأديبية لطلاب الجامعات.

أقول ذلك متضامنا مع كل من أبدى رأيه وأعلن رؤيته المنتقدة لهذا القرار، الذى اراه بالغ القسوة ومتجاوزا لمهمة وفلسفة ومنهج التأديب، الذى انشئت من أجلها مجالس التأديب للطلاب بالجامعات،..، والتى هى فى حقيقتها منشأة للاصلاح والتقويم والتربية السوية، وليست للفصل وقطع الرقاب.

والمتأمل لهذا القرار يجده يقول فى مضمونه ومعناه، أنه ليس من حق طلاب الجامعات أن يعبروا عن آرائهم بصدق، تجاه أى أمر من الأمور بالجامعة، سواء كان هذا الرأى بالتأييد والاشادة، أو بالنقد والاستنكار.

والأخطر من ذلك أن القرار يقول لكل من يجرؤ على ابداء الرأى فى أى سلبية يراها، اصمت وإلا كان مصيرك الفصل مثل زميلك الذى تم فصله،..، وهذا غير معقول ولامقبول أيضا،..، فما لهذا انشئت الجامعات.

ياسادة.. إن كل مافعله الطالب هو أنه تحدث عن التكدس والزحام، وغيبة الاجراءات الاحترازية اللازمة للوقاية من الإصابة بالوباء، داخل قاعات الدراسة بالجامعة.. وكان الحديث للتليفزيون المصرى.

أحسب أن الحكمة والواجب كانا يستوجبان بحث الحقيقة فيما قال وإصلاح الخطأ إذا كان قائما،..، أما ان لم يكن الأمر كذلك فيتم اعلان الحقيقة، وتوجيه اللوم للطالب، ونصحه للاعتذار كتابة وقولا، مع توقيع عقوبة مخففة تتماشى مع فلسفة ومنهج الاصلاح والتأديب.

ومازال عندى أمل أن تتدارك الجامعة الأمر وتصلحه وتقوم بذلك فعلا.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة