كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

ديمقراطية تشريد الشعوب !

كرم جبر

الثلاثاء، 29 ديسمبر 2020 - 08:34 م

من يدخل مصر زائرًا فأهلاً به ولكن من يدخلها معتدياً فسيدفن فى أرضها، و مصر وليبيا مستهدفان من الإرهاب ووقوف الدولتين معًا للخلاص هو الحل الناجح لاقتلاع هؤلاء الإرهابيين.. ولا خلاص من الإرهاب إلا باستعادة الدولة الوطنية ومؤسساتها حتى تدافع عن أبناء شعبها.

لا أنسى ما قاله وزير الخارجية الأمريكى الأسبق كولن باول إبان الربيع العربي، أنهم سيجعلون العراق جنة الديمقراطية التى تهب نسائمها إلى سائر دول المنطقة، واتضح بعد ذلك أنها جهنم التى تقذف ناراً ولهيبًا من خلال الاقتتال والمعارك.

هم يقومون بهدم الدول بالحروب حتى يستنزفوا خزائنها فى شراء الأسلحة، ثم يشرعون ببنائها ليستنزفوا خزائنها مرة أخرى فى إعادة الإعمار.

ولا أستطيع نسيان ما أدلت به كوندليزا رايس عندما قالت إن المعارك الدينية ستستمر فى الشرق الأوسط لمدة 30 عامًا مثلما حدث فى أوروبا لإنهاك المجتمعات العربية، ليتفقوا فى نهاية الأمر على كيف يحكمون أنفسهم، ونفس الوسائل التى استخدمتها الجماعات الإرهابية فى أوروبا تستخدمها داعش وغيرها من التنظيمات المتطرفة، فالإرهاب هو الإرهاب فلا دين له ولا وطن ولا جنسية.

إيقاظ الهوية الوطنية والدولة الوطنية التى تعتز بنشيدها وعلمها هى الحل، لأنها القادرة على إحياء الشعوب، وما حدث فى المنطقة خلال الربيع العربى هو قتل للدولة الوطنية وفى صدارتها الجيوش الموحدة مثلما حدث فى العراق، وبفضل الله صمدت مصر ووقفت على قدميها بفضل جيشها الذى تصدى للمؤامرات وخلفه أبناء الشعب المصرى.

ومن أخطر القضايا هى الأديان والأوطان بعدما حاولت الجماعات الإرهابية ومازالت تحاول خلق حالة من العداء بينهما، من خلال نشر الأفكار بأن الانتماء لا يجب ألا يكون للوطن بل للخلافة لاستعادة الأمجاد الزائلة، ولو فكرنا قليلًا سنجد أن الأمجاد التى يريدون الوصول إليها هى أنقاض الأوطان.

خلال مظاهرات تلك الجماعات فى سنة حكم الإخوان، شاهدنا الأطفال يتشحون بوشاح كتب عليه "مشروع شهيد" فكنت أتمنى أن أرى مشروع مهندس أو طبيب، لأن الشهادة ضد أبناء الوطن ليست شهادة بل انتحار.

"ما حك جلدك إلا ظفرك" ولن تتحقق آمال الشعوب إلا بأبنائها، ولذلك فتركيا جاءت إلى ليبيا، ليس من أجل مصلحة الشعب الليبى ولكن من أجل تهديد الأمن القومى المصرى الذى أجهض مشروعها فى عودة "الخلافة العثمانية أو الإخوانية"، ولتعويض فشلها فى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبى، وكذلك التنقيب عن غاز شرق البحر المتوسط.

أرودغان جاء بالإرهابيين إلى ليبيا للدخول إلى مصر ولكنه لا يعرف أن العمق الاستراتيجى المصرى الليبى من النيل حتى سرت هو خط أحمر لا يمكن المساس به، لأنه يشكل تهديدا للدولتين معًا، فهذه المنطقة محظور الاقتراب وفهم أردوغان الرسالة عندما قال الرئيس عبد الفتاح السيسى إن سرت خط أحمر.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة