نبيل القروي
نبيل القروي


نبيل القروي.. حين تقترن محاربة الفساد بتصفية الحسابات في تونس

ناريمان فوزي

الثلاثاء، 29 ديسمبر 2020 - 10:36 م

نبيل القروي، رجل أعمال تونسي أراد الدخول في معترك السياسة، فأسس حزب قلب تونس، إسم ليس غريبا لمتابعي الوضع السياسي هناك، حيث قفز للساحة إبان الانتخابات الرئاسية العام الماضي.

استطاع القروي النجاح والقفز سريعا نحو المرتبة الثانية بالجولة الأولى بالانتخابات إلا أنه لم يفلح في الفوز بالثانية أمام منافسه قيس سعيد الذي استطاع الفوز برئاسة الجمهورية، ليغيب القروي عن الساحة لأشهر عدة.

اقرأ أيضا: قرار إيداع بالسجن في حق رئيس حزب قلب تونس

منذ أيام قليلة، قضت محكمة في تونس العاصمة بسجن القروي والذي يطلق عليه لقب "قطب الإعلام" بتهمة الفساد المالي، ويعود أصل التهمة الموجهة إليه إلى سنة 2016، حيث تقدمت منظمة أنا يقظ وهي منظمة رقابية مستقلة معنية بقضايا الفساد وتدعيم الشفافية بتقديم شكوى ضد رئيس حزب قلب تونس نبيل القروي وشقيقه النائب بالبرلمان غازي القروي تتعلق بتبييض الأموال عن طريق قناة "نسمة" التليفزيونية التي يديرانها.

إيقاف القروي، وصفته صحيفة لوموند الفرنسية بأنه يعد اتهاما لم يثبت بعد كما أن أمر سجنه يزيد من توتر المشهد السياسي بتونس.

تعددت الآراء حول القبض على القروي، فهناك من يراه فاسدا يستحق العقاب وهناك من يؤكد على أن ماتعرض له ما هو إلا مجرد تصفية حسابات من خصومه لإبعاده عن المشهد، فعلى سبيل المثال خرج قلب تونس ليؤكد أن تقرير إيقاف القروي تضمن مغالطات وأخطاء فادحة ترتقي إلى مستوى التدليس والتزوير.

كما أشار أحد أعضاء الحزب إلى أن التقرير تضمن مغالطة في تقدير حجم تدفقات قناة نسمة عن طريق احتساب نفس العملية أكثر من مرة والجمع بين الأرصدة الدائنة والمُدينة، بطريقة توهم بوجود عمليات فساد وتبييض أموال، وأن القروي لم يطلع على محتوى تقرير الاختبار وطلب مهلة لقراءته لكنه فوجئ بإصدار بطاقة إيداع بالسجن في حقه قبل تمكنه من الإطلاع عليه.

من جهته، قال رئيس الحكومة هشام المشيشي، إن "الحكومة مواصلة بصورة إيجابية مع حزامها السياسي"، في تعليقه على ايقاف رئيس حزب قلب تونس نبيل القروي، كما أضاف بأن هذه مسألة قضائية وأن الله سيظهر الحق وسيأخذ القضاء مجراه بصفة مستقلة، مؤكدا على عدم تدخل الحكومة في المسائل القضائية.


النهضة تتضامن..والتيار الديمقراطي يهاجم


جاءت ردود أفعال الأحزاب والحركات السياسية متنوعة، فحركة النهضة خرجت لتتضامن مع قلب تونس والقروي، حيث أعلنت الحركة وائتلاف الكرامة عن موقفيهما من إيداع القروي السجن، حيث اختارا الدفاع عن الحزب وكتلته، كما اختار ائتلاف الكرامة أن «يحيي خطاب المؤامرة» وأن يتهم الخصوم ويشير إلى أن الأمر «مدبر بين ليلة وضحاها». 


كما أشار المكتب الإعلامي للنهضة بأن تضامن الحركة يأتي انطلاقا من شعوره بتعرض قلب تونس إلى حملات تشويه بعد إصدار بطاقة ايداع بالسجن في حق القروي رئيس الحزب». 


قد يبدو للجميع أن النهضة تهاجم قرار الإيقف وتتضامن مع القروي بصفة شخصية، إلا أن حقيقة الأمر أن تلك الحركة –المثيرة للجدل- اختارت التضامن مع قلب تونس ككيان حزبي، معتبرة أن السجن ليس الخطر الأكبر بينما تفكك الحزب والكتلة تأثرا بهذا الايقاف. 


من جهة أخرى، اثنى العديد من نواب الكتلة الديمقراطية، على قرار إيقاف القروي حيث اعتبروه سقوطا لأوجه الفساد كما هاجموا حكومة المشيشي، داعين إلى سقوطها، كما رأي البعض منهم بأن إيقاف القروي مدخلا لإسقاط الغنوشي وتتويجا لكافة الجهود الرامية إلى إزاحته.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة