صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


الاقتصاد العالمى ينزف بسبب كورونا.. ومصر تحقق نمواً إيجابياً

محمد العراقي

الثلاثاء، 29 ديسمبر 2020 - 11:25 م

كابوس أرق العالم..طاعون لا حل له.. كوارثه لم تقتصر على البشر وشملت كافة مناحى الحياة.. أوقف الأحوال وكمم الأفواه وجرد الجيوب، وجعل من النور ظلمة قاتمة.. إنه وباء الكورونا اللعين الذى امتد ليشمل كل شئ فى مناحى الحياة مسببا الدمار، ويصبح بحق سرطان الاقتصاد العالمى، ويتسبب فى أزمة عالمية ويدمر خطط النمو الدولية لكافة الدول، لكن ظهر هناك بريق أمل فى بعض الدول تشير إلى الانتصار والصمود، وعلى رأس هذه الدول مصر التى سطرت تجربتها مع الوباء قصة كفاح، محققة تقدم اقتصادى وتسجل نسبة نمو فاقت الاقتصاديات العظمى. 

بدأت القصة فى شهر ديسمبر عام 2019 بمدينة ووهان الصينية..

بداية من الصين والتى سجلت كارثة اقتصادية كبرى بعد أن كانت تحيا فترة من الازدهار الاقتصادى نافست فيه الولايات المتحدة وكنا أمام صراع اقتصادى كبير فتجد أن نسبة النمو فى الصين بلغت أدنى مستوياتها بعد أن كانت نسبة النمو بداخلها تتخطى حاجز الـ 9.9 % وفق ما كان يتم إعلانه من الدولة الصينية لتنخفض هذه النسبة لتصل إلى معدل نمو 5.6 خلال عام 2020 ومن المتوقع أن تنخفض لتصل إلى 4% وذلك وفق ما أعلنته بعض المنظمات الدولية الاقتصادية.

الدين العام

ومن الصين لإيطاليا فالوضع يزداد سوء، فالدولة التى استهانت بالوباء وتعاملت معه باستهتار.. أصبحت هى الأكثر تضررا بعد أن تفشى الوباء بها، ليزداد وضعها سوء فى كافة الأصعدة، وبالأخص فى الصعيد الاقتصادى والذى حقق تدهورا ضخما يصعب تداركه، فإنه من المتوقع أن يبلغ عجز الموازنة العامة 10.4% من إجمالى الناتج المحلى، بينما سيرتفع الدين العام من 134.8 ليصل إلى 155.7% من إجمالى الناتج المحلى ليس هذا فحسب بل أنه ووفق إحدى الدراسات التى أعلن عنها المعهد الوطنى الإيطالى للإحصاء فإن 38.8% من الشركات الإيطالية ما يعادل 28.8% من قطاع العمل الإيطالى معرض للإفلاس، خاصة المؤسسات الصغرى التى توظف 1.4 مليون شخص. 

الحرب العالمية

وإلى فرنسا الزلزال الكورونى يأبى التوقف بل ويزداد شراسة واضعا فرنسا فى موقف اقتصادى لا تحسد عليه، خاصة بعد تحذير وتأكيد نائب رئيس مجلس التحليل الاقتصادى التابع للحكومة الفرنسية من أن فرنسا تشهد حالة من الركود الاقتصادى غير المسبوقة والتى تفوقت على تلك الحالة التى عانت منها الدولة الفرنسية إبان الحرب العالمية الثانية ليسجل الدخل القومى تراجعا بلغ 6%.

الكونجرس الأمريكى

السرطان الكورونى لا يتوقف ويصر على اغتيال العالم بل ويؤكد على قوته واستعراض عضلاته مع الدولة الأكبر فى العالم ألا وهى الولايات المتحدة الأمريكية، والتى استطاع قهرها محطما إياها، ومسببا دمارا اقتصاديا هائلا يصعب تداركه، ويلتهم أكثر من 8 تريليونات دولار وذلك وفق إعلان مكتب الميزانية بالكونجرس الأمريكى، بل إنه أيضا استكمل رحلته فى الدمار مسببا انخفاضا حادا فى النمو الاقتصادى الأمريكى بواقع 40% وذلك بما يعادل تريليونا ونصف التريليون دولار، ويتسبب فى الأخير إلى فقدان أكثر من 5 ملايين وظيفة، ويؤدى إلى ارتفاع نسبة البطالة إلى 14.7 % بعد أن كانت نسبتها لا تتخطى 3.5%.

مصر تصمد

وفى ظل هذه الأزمات تبقى التجربة المصرية وصمودها لغزاً حير العالم من حيث حصار الفيروس وأيضاً قدرتنا الفائقة على الإنتاج والنمو الاقتصادى، لتصبح مصر الدولة الوحيدة فى المنطقة التى حققت نموا إيجابيا فى ظل أزمة كورونا بعد أن استطاعت، تحت قيادة الرئيس السيسى تحقيق نجاحات اقتصادية شهد لها المجتمع الدولى وعلى رأسها صندوق النقد والذى أكد أن سياسات مصر الاقتصادية وخاصة في سعر الصرف المرن الذى يطبقه المركزى المصرى ساهم لأن يصل الاحتياطى النقدى المصرى إلى أكثر من 45 مليار دولار لأول مرة فى تاريخ مصر مما وفر حماية كبيره للاقتصاد المصرى أمام الصدمات الخارجية فى ظل أزمة عالمية تسببت فى انكماش اقتصادى عالمى، ومؤكدا أن الدولة المصرية هى الوحيدة فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التى تحقق نموًا اقتصاديًا عام 2020، وهو ما أكدت عليه أيضًا وكالة بلومبرج.

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة