د.هالة زايد - وزيرة الصحة والسكان
د.هالة زايد - وزيرة الصحة والسكان


بعد عام من الجائحة.. «الأخبار» تنفرد بأول حوار مع وزيرة الصحة

أحمد سعد

الأربعاء، 30 ديسمبر 2020 - 12:28 ص

‬أنام 4 ساعات يوميًا منذ بداية الجائحة .. وأتابع أبنائي وحفيدي بالفيديو كول
 لم يكن لدي تخوف في التعامل مع أزمة كورونا .. والأطقم الطبية تعيد كتابة تاريخ الطب في مصر
اتابع يوميًا الفرق الطبية بالمستشفيات.. المبادرات الرئاسية تقلل نسب الإصابة بالفيروس
مصر تقود العالم في مبادرات الصحة العامة.. ونوازن بين الصحة والاقتصاد

 

دائمًا ما تتقدم صفوف المواجهة، فمنذ بداية جائحة كورونا لم تتردد المقاتلة الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، في خوض معركة الوباء بشجاعة، كانت تحرص على المبادرة واقتحام المشكلات ومن ثم نجحت وفريقها في الانتصار في معركة الموجة الأولى، وتسير بشجاعة في مواجهة الموجة الثانية، الأمر الذي جعلها شخصية عام 2020. 


لا تشعر أثناء حديثك معها إلا بصدق ما تفعله فما بين استقبال العائدين من ووهان الصينية بؤرة انتشار فيروس كورونا، ثم السفر للصين وقت ذروة انتشار الوباء هناك، ومنها إلى إيطاليًا، ثم زيارة مستشفيات الفرز والعزل، وحصولها على لقاح كورونا في مرحلته التجريبية الثالثة، وأخيرًا زيارة محافظة شمال سيناء لدعم المنظومة الصحية، لا تلمس أي خوف أو تردد في خطواتها بل كان هدفها الأول والأخير هو خدمة المريض.


في حوار اتسم بجانب إنساني أكثر من كونه حديث معلومات، أجابت الدكتورة هالة زايد لـ"الأخبار" بعد اختيارها شخصية عام 2020، عن كيف واجهت  عام من جائحة كورونا  باعتبارها المسؤول الأول عن الصحة في مصر دون أي خوف أو تخاذل بل امتازت خطواتها  بشجاعة استطاعت بها الحفاظ على نظامنا الصحي في مصر والنجاح في مواجهة الموجة الأولى والبدء بخطى ثابتة في مواجهة الموجة الثانية.


 

طوال عام من مواجهة وباء كورونا.. كيف واجهت وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد هذه الجائحة، واستطاعت تحقيق نجاح في التغلب على الجائحة في موجتها الأولى؟

بالعمل الجاد ووضع الخطط لمواجهة وباء كورونا على أساس علمي، والاستعانة بالخبرات، وتجارب الدول الأخرى، والنزول إلى أرض الواقع وحل المشكلات بالإضافة إلى أن هدفنا الأول كان المريض وتقديم الخدمة العلاجية المتكاملة له، ومن ثم نجحت مصر بفضل دعم القيادة السياسية فى تجاوز الموجة الأولى بنجاح.

كان لك زيارات خارجية في مواطن انتشار الوباء بداية بالصين ثم إيطاليا ألم يكن لديك تخوف من الإصابة بالفيروس آنذاك.. وما رد فعل أسرتك على ذلك؟

لم يخطر على بالي أي نوع من التخوف، فمهنة الطب قائمة على التضحية، وأولادي كانوا فخورين بي لأنهم يعرفون شخصية والدتهم جيدًا منذ طفولتهم فلم يستغربوا ذلك حين اتخذت أكثر من قرار بالسفر إلى الصين في بداية انتشار الفيروس وبعدها السفر لإيطاليا أثناء ذروة انتشار الفيروس هناك.

وما هي أبرز التحديات التي واجهت الدكتورة هالة زايد خلال عام من الجائحة؟

المحافظة على الثبات في العمل ومحاربة الوباء والشجاعة الدائمة وعدم الخوف بحيث لا يشعر من نعمل معهم فى الوزارة أو المجتمع بأى نوع من الخوف، لأنه مثلما كانت عينى على صحة المواطن كانت أيضا على الاقتصاد، فلا أحب أن تكون الصحة عائقا لأى نشاط اقتصادى أو سياحي.

تستحق الدكتورة هالة زايد شخصية عام 2020 لما قدمته من جهود في محاربة وباء كورونا في مصر، ما شعورك تجاه ذلك؟

لا أعمل حتى أكون شخصية العام، ولا أطمح لذلك ولم أسع له، فأعمل لصالح مصر.

وكيف حققت كل هذه الإنجازات التي شهدها قطاع الصحة خاصة في مواجهة كورونا؟

تحققت هذه الإنجازات بالتركيز في المقام الأول على المريض لكونه الأهم، وأؤكد دائما أن تكون أعيننا على المريض، فهو محور العمل في الوزارة، ولو أن أي عمل أقوم به لم يؤد إلى حصول المريض على خدمة أفضل، فنكون غير ناجحين.

وبنبرة حملت بين طياتها صدقًا، دموع في عينيها قالت: أقسم بالله الكلام حقيقي، فهدفنا المريض فقط وأن يحصل على خدمته الطبية كاملة حتى يتعافى.

واستكملت: حققنا الإنجازات بالنزول دائما على أرض الواقع بجوار المرضى ودعم الأطقم الطبية، ورصد ما يحدث على الأرض، وعدم الاعتماد على التواصل من خلال المكاتب.

وما خطة وزيرة الصحة لمتابعة الموجة الثانية خاصة في المستشفيات للاطمئنان على تقديم الخدمة الطبية بشكل كامل؟

أتواصل مع كل القيادات في الـ27 محافظة على مدار اليوم، وأكلم الأطباء في مستشفيات العزل والفرز، من خلال الفيديو كونفرانس، وكذلك أتابع يوميًا مع وكلاء ومديري الوزارة في المحافظات، ولدىّ كشف يتضمن مئات الأسماء تشمل كل المشرفين والمراقبين على قطاعات الصحة فى المحافظات، ومن يتولون تطبيق خطة كورونا فى كل المحافظات، أتصل بهم يوميا باختيار أسماء عشوائيًا، لمتابعة سير العمل معهم ومدى صرفهم أدوية كورونا لحالات العزل المنزلى وعدد الحالات التى تم حجزها فى المستشفيات، ومدى وجود مشكلات من عدمه، لحلها.

ماذا تودين تحقيقه خلال الفترة المقبلة؟

أملي خلال الفترة المقبلة أن تكون برامج الصحة العامة فى مصر جزءا أساسيا وأصيلا ومستديما فى عمل ومنهجية وزارة الصحة لأنها تضمن استدامة المنظومة الصحية، وبالتالى أطمح أن تقود مصر العالم فى دخول مبادرات الصحة العامة كحل جوهرى لمشكلات الأنظمة الصحية فى الدول، حيث إن مصر تطلق 12 مبادرة فى مجال الصحة العامة تحت شعار 100 مليون صحة ومنها مبادرة القضاء على فيروس سى والكشف على الأمراض غير السارية، مبادرة إنهاء قوائم انتظار العمليات الجراحية، ومبادرة الكشف على للسمنة والأنيميا والتقزم لطلاب المدارس ومبادرة دعم صحة المرأة.

لكن اقتصار دور وزارة الصحة على العلاج فقط خطأ كبير بل الأهم من ذلك الوقاية وتقليل نسب الإصابة بالأمراض المزمنة ويكون لهذا انعكاس إيجابى على الصحة والاقتصاد وزيادة إنتاجية الفرد وساعات عمله، لأن تقليل الإنفاق الصحى يوفر ميزانية كبيرة للتعليم والسكن والتغذية، والبنك الدولى لديه مؤشرات عن أن الأسر تفتقر وتصل لمستوى الفقر بسبب الإنفاق على علاج المشكلات الصحية.

كم عدد الساعات التي تعملها وزيرة الصحة يوميًا وما الوقت الذي تخصصه لأسرتها؟

أعمل طول ما أنا صاحية، وأتابع أسرتي وحفيدي بالفيديو كول لأني لا أراهم كثيرا لتواجدي طوال اليوم في الوزارة، وأنام 4 ساعات يوميًا على الأكثر وغالبا تكون غير متواصلة، وذلك منذ بداية الجائحة.

تتحملين مسئولية الصحة في بلد كبير وهو مصر كيف تتعامل وزيرة الصحة مع ذلك في ظل هذه المسئولية الثقيلة؟

من خلال العمل مع زملائي كعضو في فريق عمل على جميع المستويات، سواء مع كل قيادات الوزارة أو الأطقم الطبية.

زيارات دائمة لك منذ بداية الجائحة منها استقبال العائدين من ووهان ثم زيارات للأطقم الطبية والمرضى بمستشفيات العزل، وزيارتا الصين وإيطاليًا، وأخيرا زيارة محافظة شمال سيناء.. كيف تمكنت من تحقيق ذلك؟

هذا جزء من وظيفتى فلا يمكن إدارة منظومة صحية فى دولة بحجم مصر من المكتب، بل تكون قراراتنا دائما مبنية على ما نرصده على أرض الواقع من أدلة، ومصر مجتمع كبير له احتياجات وثقافات مختلفة.

تعدين أول مسئول فى مصر يحصل على لقاح كورونا فى المرحلة الثالثة من التجارب الإكلينيكية.. ألم يكن لديك تخوف من هذا الأمر؟

لم يكن لدىّ تخوف، اتخذنا كل المعايير العلمية من أجل أن يتم إقرار اللقاح بعد التجارب الإكلينيكية فكنت واثقة أنه مر بجميع المراحل ما قبل الإكلينيكية والمرحلتين الأولى والثانية من التجارب الإكلينيكية من أجل أن يتم إتاحته ولذلك كان عندى ثقة وشجاعة بالمشاركة فى التجربة.

نترقب جميعا الفترة المقبلة فى ظل الموجة الثانية من الجائحة ما توقعاتك لها وسبل مواجهتها؟

نحن نسير بنفس المنهجية ونستجيب للمتغيرات وسياسة الفتح تكون بشكل يوازن بين الصحة والاقتصاد، ونحافظ على المبادرات الرئاسية لأنها تقلل نسب الإصابة بالفيروس ونوفر الأدوية والمستلزمات وندرب الفرق الطبية بالإضافة إلى الانعقاد الدائم لغرفة الأزمات، والتغييرات حسب ما يستجد على الأرض.

وما رسالتك للأطقم الطبية الذين يواجهون الوباء؟

أولا أود أن أشكر كل الأطقم الطبية فى المستشفيات فهم جنود فى حرب مشتعلة حاليا، ولا أحد منهم يترك سلاحه، فهم يتحملون المسئولية ولن يتخلوا أو يتركوا أرض المعركة بدون الانتصار والقضاء على الوباء، وأقول لهم إن الدولة وثقت فى قدرتهم على التغلب على الوباء، وما تفعله الأطقم الطبية حاليا إعادة كتابة لتاريخ الطب لمصر.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة