طفل لكل اسرة
طفل لكل اسرة


كفالة الأطفال بمصر .. لكل أسرة طفل

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 30 ديسمبر 2020 - 02:17 م

◄ مروة: الأطفال مكانهم البيوت وليس المؤسسات
◄ يمنى: أنشأت مبادرة الاحتضان لتغير نظرة المجتمع لبنتي ليلى.
◄ رحاب : تزوجت 3 مرات لكي أصبح أم، وكفالة حققت لي حلمي
◄ التضامن : 11500 عدد الأطفال المكفولين داخل نطاق الأسر البديلة بعقود كفالة
◄ عضو فتوى لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية: جائز شرعًا بل يؤجر الإنسان على ذلك أجرا عظيما

كتب- شاهندة أبو العز

جمعهم جميعاً حلم الأمومة وإشباع الغريزة الانسانية في كل أدوار الرعاية التابعة لوزارة التضامن، فلكل سيدة أو أنثى قصة وتجارب وعمليات لكي تصبح «أم» انتهت بإيمانهم بأهمية الكفالة الباب الوحيد لتحقيق ذلك الحلم، حيث تمتلئ دور الرعاية بمصر الكثير من الأطفال في أنتظار مصيره أو الأسرة البديلة التي تحتضنه ليحيا حياة طبيعية بين أب وأم وأخوه.

«الأخبار المسائي» رصدت قصص أحلام الأمومة بدور رعاية بعد تعديل لائحة قانون الطفل لتحقيق رغبة عدد كبير من الأسر الراغبة في كفالة أطفال كريمة النسب:

لم تتوقع مروة أن زيارتها المتكررة لدور رعاية الأطفال ستنتهي بـ بكفالة طفلها يحيي، فبعدما لم تتوفق في زيجتها قررت أخذ قرار الكفالة بجدية والسير في الإجراءات القانونية، لتحيا حياتها من جديد.

أنفصلت مروة «أم كافلة» ذات الـ 42 عاماً من زوجها الأول في عام 2009 بعدما لم تتوفق في حياتهم الزوجية، لم يكن لديها مايمنعها من الحمل والإنجاب، بعدما قررت الزواج مرة أخرى في عام 2014، فحاولت خلال 3 أعوام من زيجتها الثانية العلاج بشتى الطرق وأن ترزق بمولود ولكن دون فائدة.

تقول مروة للأخبار المسائي: «بعد تأخر الحمل قررت أن تأخذ قرار الكفالة وخصوصاً أنها تعلم أنه يسمح بـ الكفالة الخارجية لطفل، وحاولت إقناع زوجها بكفالة طفلة حتى تشعر بمشاعر الأمومة التي ظلت تبحث عنها، مضيفة أن زوجها كان يرى أن الكفالة ماهي إلا تمثيلية الطفلة تمثل دور الأبنة والأسرة تمثل دور الأم، لذلك كان قراره الرفض والذي لم يمكنها من إتمام الإجراءات القانونية والتي تطلب موافقة الزوج.

وتابعت مروة أن بعد مرور عامين من انفصالها عن زوجها الثاني في عام 2017، ولم يرزقها الله بمولود، قررت البدء  مرة أخرى من إجراءات الكفالة بمفردها، ولكن كان شعورها في كفالة هذه المرة طفل «ذكر» بعدما ترددت على آذانها الآية القرآنية « فاستجبنا له ووهبنا له يحيى» قائلة: الإجراءات لم تكن صعبة ولكن طويلة للتأكد من إصرار المتكفل على كفالة الطفل وبالتالي شعوره بأن ابنه لم يأتي بدون مجهود.

أسباب عديدة دفعت مروة لكفالة «يحيى» كان أهمها تفريغ مشاعر الأمومة وسماع كلمة «ماما» والتمسك بالحياة، واليوم بعد كفالة «يحيى» تغير منظور مروة فالحياة التي وصفتها بأن أصبح لها طعم ولون وما تتعرض له من مشاكل في حياتها اليومية صغير جدًا مقابل حضن من ابنها، حسبما ذكرت مروة للأخبار المسائي.

وفي إحصائيات لوزارة التضامن أعلنت أن عدد الأطفال المكفولين داخل نطاق الأسر البديلة 11500 طفل بعقود كفالة، بينما إجمالى الأطفال المكفولين داخل نطاق الأسر البديلة والمتواجدين خارج مصر يبلغ 200 طفل تتم متابعتهم من الخارجية المصرية، بالإضافة إلى وجود 900 طلب يتم فحصها فى الوقت الحالى كان تم تأجيلها لحين إجراء التعديلات اللائحة التنفيذية الخاصة بقانون الطفل.

بعد انقضاء 6 سنوات من الزواج انفصلت رحاب من زوجها، ولكن لم ترزق منه بأبناء سوى حمل مرة واحدة ولكن لم تكتمل بسبب الإجهاض المفاجئ، لتتزوج مرة أخرى تفتش عن حلم الأمومة وأطفال تملئ حياتها وتشعر من خلالهم بالحياة وقيمتها كأنثى وأم.

تقول رحاب «أم كفيلة» بعد زيجتها الثانية ومرور 3 أشهر على زف خبر حملها من الطبيب المتابع لحالتها ظهرت الأشعة بأن نوع حملها مختلف ويسمى «بالحمل العنقودي» وهو ورم بالرحم غير سرطاني اضطرت حينها إلى الخضوع لعملية بمستشفى العباسية المتخصصة لإزالة تلك الأورام.

وتابعت رحاب أنها لم تيأس من حلم الأمومة بل بعد طلاقها للمرة الثانية ومرور 3 سنوات تزوجت مرة أخرى وأجرت 3 عمليات من الحقن المجهري لكنها لم توفق.

«كنت مضايقة جدًا وبفكر في حلم الأمومة، ونزلت لصلاة الفجر لاقيتوقتها بيبي لسه مولود لم يتخطى عمرها ساعات ملقى بالقمامة" بهذه الكلمات تابعت رحاب حديثها قائلة أن ربنا ألقى في طريقها تلك المولدة بعدما يئست من حلم الأمومة حيث أسرعت بالمولدة إلى أقرب مستشفى لتنقذها من الموت المحقق .

احتضنت رحاب الطفلة منذ اليوم الأول من والدتها حتى تخطى عمرها السنة، ثم حاولت السعي في إجراءات الكفالة بعدما أشار عليها بعض المقربين لكي لا تتعرض للمساءلة القانونية ولكي تستطيع استخراج أوراق رسمية للطفلة.

وتشير رحاب إلى الصعوبات التي واجهت حتى تتمكن من كفالة ابنتها «نور» فبعد إبلاغ القسم بقصتها بداية من العثور على طفلة بالقمامة واحتضانها عاماً بدون أوراق ثبوتية، واتهامها بالخطف، والخوف من المسائلة القانونية تحقق الضابط من صحة أقوالها وقرر تسليم الطفلة إلى دار رعاية حتى نهاية إجراءات الكفالة.

10 أيام فقط استطاعت فيهم رحاب إنهاء جميع الورق المطلوب وموافقة لجنة كفالة الأطفال بوزارة التضامن الاجتماعي على طلبها في كفالة «نور» ولكن توقف حلم الاستلام بعد انتشار جائحة كورونا بمصر خلال شهر مارس.

«أسميتها نور لأنها نور عيني » بهذه العبارة تنهي رحاب حديثها بعد إعادة فتح لجنة كفالة الأطفال بوزارة التضامن الاجتماعي أبوابها مرة أخرى والانتهاء رسمياً من ورق كفالة احتضان نور.


وقامت وزارة التضامن الاجتماعي في شهر يونيو الماضي تعديلات في لائحة قانون الأطفال لتحقيق رغبة عدد كبير من الأسر الراغبة في كفالة أطفال كريمة النسب، وشملت تلك التعديلات استبدال بعض الشروط وبعض المسميات التي من شأنها تحقيق المصلحة الفضلى للأطفال، كان أبرزها تغير كل من شرط «الزوجين مصريين» ليكون إحداهما مصري (بعد الاطلاع على التقرير وموافقة اللجنة العليا)، فضلا عن تغير سن الزوجين ليكون 21 سنة بدلا من 25 سنة، وتخفيض المبلغ المطلوب إيداعه للطفل من 5000 جنيه إلى 3000 جنيه.

بالإضافة إلى منح الطفل الاسم الأول فقط للأم في خانة الأم في شهادة الميلاد، وإضافة لقب العائلة أو اسم الأب الذاتي الأول، فضلا عن تغيير اسم الأسرة البديلة إلى أسرة بديلة كافلة، وتغير شرط التعليم فمن حق أي أسرة أن تحصل على طفل بعد موافقة اللجنة المحلية التي يقع محل إقامة الأسرة بها، كما يتم حصول الأسرة البديلة الكافلة على الوصاية الكاملة للطفل بعد اجتياز تقييم من وزارة التضامن الاجتماعي.

لم تكن تعرف الدكتورة مروة ذات الـ 39 عاماً كثيراً عن الكفالة وإذا كانت متاحة بمصر وما هي شروطه ولكن ساقها القدر كفالة طفل من أحدى دور الأيتام ليكون أخ لـ 3 أبناء بيولوجياً، ترددها الدائم على دور الرعاية و نشاطها الإنساني جعلها تشعر بالحزن على حال تلك الأطفال الموجودين بكل دار وعدم ارتباطها  بأحد وتقضية أوقاتهم بجداول صارمة.

«مروة.أ» الدكتورة الجامعية بإحدى كليات الهندسة، متزوجة ولديها 3 أبناء تتراوح أعمارهم مابين 15 لـ 12 عاماً، تقول مروة للأخبار المسائي أن الأطفال الصغيرة ما بين عمر شهر لـ سنتين مكانهم ليس في دور الأيتام فالوضع النفسي لهذه الأطفال يكون مهزوز وصعب ولم تستطع تلك الدور في إعطاء الحب والاهتمام بشكل كامل وفردي لكل طفل، وهذا السبب الأساسي في قرار كفالة "مؤمن".


وأضافت مروة أنها قررت منذ عام الحديث مع زوجها في قرار الكفالة لكنه لم يكن مستعد نفسياً لتلك الخطوة ولكنها ظلت على حلمها تطرح عليه الفكرة  كل فترة حتى زالت الحاجز النفسي لديه، ثم قررت تشارك أبناءها الثلاثة القرار والتي تفاجأت بترحبيهم الشديد والذهاب معها لدار الأيتام بمحافظتها لاختيار الطفل.

« أول طفل شفته كان مؤمن ولم يتخطى الـ ٩ شهور أول ما حضنته مسك فيا وضحكلي ومن وقتها وأنا حسيت أنه أبني ومش هسيبه» بهذه الكلمات تتابع مروة قصتها قائلة أنها ذهبت لإنهاء ورق الكفالة لكن تم رفضها من قبل لجنة وزارة التضامن المشرفة على كفالة الأطفال بسبب أنها تعمل ولديها ثلاث أطفال بيولوجياً، لكن إرتباطها بـ «بمؤمن» جعلها لم تستسلم للرفض وتقديم شكاوى على بوابة الوزارة.

ظلت مروة تسير وراء كل خيط وباب جديد يفتح أمامها لاستكمال إجراءات الكفالة وأخذ قرار الموفقة، كللت تلك المحاولات بالدعاء اليومي في كل صلاة بأن يهبها الله بـ «بمؤمن» حتى وجدت ضلتها عبر إحدى المبادرات والتي ساعدتها في إتمام الورق الإجراءات قائلة:« بسبب كورونا اتعملت لجنة أونلاين بعد توقف دام أكثر من شهرين، والحمدالله قدرت استلم أبني في شهر يوليو الماضي».

من جانب آخر عرفت مروة معاني جديدة للحب والحياة والقوة بعد قرار الكفالة، فأوقات تستعجب من نفسها كيف تحب أحد بهذه الدرجة وهي لم تعرفه أو تعرف عنه تفاصيل.

وتشير مروة إلى حياتها بعد دخول مؤمن والتي تحولت إلى مشاعر بهجة وفرح وألعاب أطفال مبعثرة على الأرض ومسؤولية كبيرة تفتخر بها وتدعي أن تكون على قدر تلك المسؤولية وبجانب الرسول في الجنة.

وبسؤالها عن لماذا كفالة طفل بدلاً من الإنجاب تقول مروة أن الأطفال بدور الرعاية في حاجة لفتح قلوبنا وبيوتنا لهم ودمجهم بالمجتمع وليس نبذهم في دور بالإضافة إلى حاجتهم لدعم حقيقي مادي ومعنوي فتلك الأطفال مكانهم البيوت وليس المؤسسات.

في ديسمبر 2018، ذهبت يمنى برفقة زوجها وائل إلى إحدى دور رعاية الأطفال الأيتام بدمياط، تجول ببصرها داخل المكان حتى وجدت الطفلة ليلى والتي لم تبلغ حينها ثلاثة أشهر، لتأخذ قرار كفالتها في أقل من ثانية لتكمل معها باقي الحياة.

«أول ما بصيت في عنيها قولت لجوزي هي دي اللي ربنا مختار لها حياة معانا، أنا وليلى روحنا قابلت بعض» بهذه الكلمات بدأت يمنى دحدوح مؤسسة مبادرة « الأحتضان بمصر» تروي قصتها مع الكفالة قائلة أنها لم ترزق بأبناء طيلة  الأحادى عشر عاماً من زواجها، وبرغم من الخضوع لأكثر من عملية الحقن المجهري لكن لم يقدر لها بابن« بيولوجي».

وتابعت يمنى أنها في عام 2015 اهتديت لفكرة كفالة طفل، عندما قررت سؤال نفسها ثلاث أسئلة ماذا تريد في المستقبل إن لم يرزقها الله بأطفال وما شكل الحياة التي تريد أن تحياها، لتتأكد من مشاعرها تجاه الأمومة قائلة:« الأمومة هي كل حاجة حلوة، لاقيت نفسي يكون عندي أحفاد لما أكبر و ابن يحبني ونكبر سوا ويملؤه البيت ألعاب ودوشة وخناقات الام وابنها ومشاكل المراهقة وضحك وهزار وحب».

ظلت يمنى مؤمنة بفكرة الكفالة وحاولت الاستعداد لتلك الخطوة والقراءة الكثيرة لتشبع نفسها بمعلومات عن الأمومة حتى أخذت خطوة الاحتضان في ديسمبر2018، لتفاجئ أهلها بالقرار الذي أصبح أمر واقع.

«مش مهم يكون من صلبك مهم يكون ابنك من الممكن أن تنجب ولكن من أصعب الأشياء أن تهب الحياة لشخص»، كان هذا شعار يمنى دائماً في الرد على ما يشاع من لماذا تربي طفل مش من دمك، أو الانتقادات التي كانت تواجهها عند بداية احتضان ليلى لتكن بداية لـ " مبادرة الأحتضان بمصر".

وتشرح يمنى خطوة أنشاء المبادرة والتي بدأتها بسبب كفالة ليلى وتقبل المجتمع ومحيطها حياة طفلتها الجديدة ومن جانب آخر شعورها بالمسؤولية تجاه جميع الأطفال القاطنين بدور الرعاية بدون أسر أو أحتواء، قائلة:«الأطفال كتير في دور الرعاية منتظرين أسر كفالة لهم، تحتويه وتخاف عليهم ويعيشوا في بيئة صحية سليمة، وعشان ليلى بنتي تطلع في مجتمع راقي يتقبل الأطفال المكفولة وحياتهم الجديدة».

وتشير يمنى إلى دور مبادرة «الاحتضان بمصر» والذي ينقسم لعدة محاور أولهم الأسر التي كفلت أطفال بالفعل وكيفية التعامل مع أطفالهم  وتقديم الدعم النفسي للأم والأب من خلال ورش ومساعدة في تربية السليمة والإيجابية، والمحور الآخر يتخصص في مبادرة الإرضاع وتستهدف الأمهات المحتضنات والأنسات والأمهات المقبلين على خطوة الاحتضان وتوفير أجهزة الرضاعة لهم ومتابعتهم، بالإضافة إلى محور ورش لمساعدة الأسر التي تريد الكفالة وكيفية اتخاذ قرار الكفالة وإقناع الزوج وتأكد من رغباتهم.

وتحاول يمنى أن تشجع الأسر الكفيلة من خلال المبادرة على الإفصاح عن كفالتهم دون خوف أو خجل من خلال نشر قصص وتجارب لأمهات قامت بالاحتضان بالفعل وتعيش سعيدة قائلة:« عمرنا ما كنا نسمع أم تقول أنها محتضنة أو كافلة ابنها أو بنتها وكان كل بيدارى، رغم أن كفالة وأن يكون لكل طفل في دور رعاية أسرة خاصة به حاجة تفرح».

ويقول الشيخ بلال خضر عضو فتوى لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية إن التبني وهو أن ينسب الإنسان الطفل لنفسه، ويتمتع الطفل بكافة الحقوق التي يتكفل بها الأب لا بناءه بل ويعيش معهم بدون مراعاة حرمات البيوت، والتبني بهذه الصورة حرام شرعًا.

مضيفاً أن  الله سبحانه وتعالى قال: «وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَٰلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ»، ويقول أيضًا: « ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ  فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ  وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ»، والحكمة من ذلك منع الناس من تغيير الحقائق، وحفظ حقوق الورثة، وحفظ الأنساب.

 وأوضح بلال أن الكفالة  تختلف عن التبني فالكفالة تكون لطفل معلوم النسب أو مجهول النسب وتربيته دون أن ينسبه لنفسه، وهذا جائز شرعًا بل ويؤجر الانسان على ذ لك أجرا عظيما، وقد حثَّ الإسلام على كفالة اليتيم والإحسان إليه والقيام بأموره، حتى جعل سيدنا النبي كافل اليتيم معه في الجنة فقال: «وَأَنَا وَكَافِلُ اليَتِيمِ فِي الجَنَّةِ» .

وأشار بلال إلى الكفالة في الإسلام وهي القيام بكل مسؤوليات وواجبات التبني عدا ما منعه الإسلام من تغيير الأنساب وما يترتب على ذلك من الآثار، لافتاً أنه ينبغي لمن كفل طفلا أن يخبره بحقيقة نسبه إن عُلم أو لم يُعلم وذلك في الوقت المناسب، وأن لا يكذب عليه  بأن يجعله ابنا من أبنائه له كامل الحقوق والواجبات، فإن في ذلك إثم وفساد عظيم، له أثره السلبي على الأسرة والمجتمع.

ويقول الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن التبني محرم في الإسلام والذي يتم تعريفه بـ «اتخاذ الشخص ولد غيره أبنا له»، وإن قرار التحريم «يمنع الناس من تغيير الحقائق، ويصون حقوق الورثة من الضياع أو الانتقاص، ويحفظ من اختلاط الأجانب وخلوتهم ببعضٍ».

مضيفاً أن الأسلام أستبدل التبني بالكفالة، والتي تشترط إعلان نسب الطفل إن عٌرف وإن لم يعرف وجب الجهر بأنه مجهولي النسب، كما يحرم من حق الميراث الشرعي.

وتابع كريمة أن الأولى فئة مجهولي النسب هو أن تنشأ الدولة لهم دور رعاية متخصصة ومن يريد المساهمة في الأنفاق أو الرعاية في الدور أمراً عظيم ولكن قرار تواجده داخل الأسرة يسبب مشاكل اجتماعية مستقبلية.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة