إحسان عبد القدوس
إحسان عبد القدوس


إعادة طبع قصص إحسان عبد القدوس في ذكرى ميلاده

نادية البنا

الأربعاء، 30 ديسمبر 2020 - 03:05 م


أعلنت إحدى دور النشر في مصر، عن إعادة طبع الأعمال القصصية والروائية، كمكتبةٍ متكاملة لـإحسان عبد القدوس، لتكون متوفرة أمام القراء، في طبعات جديدة وعصرية، تتيح لمحبيه ولمن يودون التعرف عليه من الأجيال الجديدة الإلمام بمشروعه الأدبي الثري من كافة جوانبه.


وُلِد احسان عبد القدوس في ينايرعام 1919، وفي نفس الشهر تحل ذكرى رحيله، حيث غاب في الحادي عشر من نفس الشهر بعد 71 عاماً، سنة 1990.


إحسان عبد القدوس ليس مجرد كاتبٍ موضوعه الأثير هو الحب، فقد أعاد تعريف علاقة الرجل بالمرأة كما لم يفعل كاتب آخر في تاريخ السرد العربي، عبر جوانب لم يستطع غيره أن يخوضها ويكشف أعماقها الشائكة.

استطاع إحسان، أن يجعل من اسمه ختماً على كافة المشاعر الإنسانية المركّبة، والأفكار الخطرة المحظورة، المسكوت عنها وغير المعتادة، والأهم أنه جعل من اسمه قريناً للحرية المطلقة في تناول العديد من الأسئلة التي يخشى كثيرون مجرد الاقتراب منها في النفس الإنسانية والمجتمع المحافظ معاً. اما عبقرية إحسان الحقيقية، فهي أنه فعل ذلك عبر لغة سهلة وبسيطة وحيوية، جذابة وشديدة الإمتاع، جعلته أحد أكثر الروائيين مقروئية في تاريخ الأدب العربي، وأوصلت أدبه لجميع فئات وشرائح القراء على اختلاف أذواقهم وأعمارهم وطبقاتهم الاجتماعية وأطيافهم الثقافية والفكرية.


عاش إحسان، حياة ثرية، فهو خريج الحقوق الذي وجد ضالته في دنيا الأدب والصحافة والفن، ليصبح الكاتب الصحفي المرموق منذ شبابه المبكر، وصاحب الآراء والكتابات والمواقف السياسية المهمة، من قبل حتى أن يصبح الروائي الشهير وربما الأكثر رواجاً في تاريخ الأدب المصري المعاصر. ومنذ البداية المبكرة، تنقّل إحسان بين عالمين مختلفين، وربما متناقضين، بمهارة الماشي على حبل، فبين بيت جده لأبيه "الشيخ رضوان" حيث البيئة المتدينة الملتزمة صاحبة القيم الريفية التي تعود جذورها لإحدى قرى زفتى بالغربية في دلتا مصر، وبين عالم الفن والثقافة الذي كانت أمه السيدة روزاليوسف إحدى رموزه ونجماته في قاهرة مطلع القرن العشرين، وجد إحسان نفسه يتحرك بين السؤالين الكبيرين اللذين ظل يناقشهما في كافة أعماله: عالم الالتزام المغلق وعالم التحرر غير المشروط، عالم المُثل وعالم الواقع، خاصة واقع الطبقات البورجوازية في قاهرة الفن والثقافة والتحرر.


ومنذ أصدر كتابه القصصي الأول "صانع الحب" عام 1948، قبل أن يبلغ  الثلاثين من عمره، حتى وفاته، لم يتوقف إحسان يوماً عن طرق المواضيع الشائكة في قصصه ورواياته، التي ما لبثت أن تلقفتها السينما ومن بعدها الدراما التليفزيونية، لتصبح عناوين أعماله علامات في وجدان الناس عبر أعمال شديدة الجماهيرية والتأثير، مثل "لا أنام"، "في بيتنا رجل"، "الوسادة الخالية"، "النظارة السوداء"، "أنف وثلاث عيون"، "لا تطفئ الشمس"، "أنا حرة"، "بئر الحرمان"،"الرصاصة لا تزال في جيبي"، "لن أعيش في جلباب أبي"، "العذراء والشعر الأبيض"، وغيرها الكثير.

 

إقرأ أيضا .. حصاد ٢٠٢٠| ٣٨١ نشاطا للمجلس الأعلى للثقافة خلال العام

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة