صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

رحيل 2020 ؟!

صالح الصالحي

الأربعاء، 30 ديسمبر 2020 - 08:32 م

ساعات قليلة وينقضى عام 2020.. فى تمام الساعة الثانية عشرة من مساء اليوم سوف تطفأ الأنوار معلنة رحيل عام، وتضيء معلنة قدوم عام جديد، أتمنى أن يكون عام خير وسعادة على البشرية وعلى مصر.

رحل عام 2020.. ولكنه سيظل عالقا فى الذاكرة فى ذاكرة التاريخ الذى سيخصص له صفحات كثيرة.. فهو عام مختلف عن الأعوام السابقة واللاحقة.. عام استطاع أن يحفر مكانه فى ذاكرة التاريخ بأحرف الموت وآهات الألم وشعور بالخوف.

هو بلاشك عام استثنائى سوف تستدعيه البشرية كثيرا.. هذا العام الذى شهدت بداياته مولد فيروس كورونا.. الوباء الذى أصاب العالم أجمع.. الوباء الذى وضع البشرية كلها فى مأزق حقيقى، وأزمات صحية واقتصادية واجتماعية.. وكشف حقيقة العالم.. الذى بلغ من الضعف أن يقف حائرا عاجزا أمام هذا الفيروس الذى لا يرى بالعين المجردة.. فعل بنا ما لا تفعله الحروب والارهاب.. كشف تخلفنا رغم التقدم الرهيب الذى نشهده.

كشف حقائق لابد أن نقف أمامها كثيرا نتأملها ونتعلم منها.. هذا العام لن يمر كما مرت الأعوام السابقة.. فهو عام استطاع أن يؤثر فى كل شخص فى العالم.. وأن يترك فى كل إنسان ذكرى مرتبطة به.. ذكرى عاشها بنفسه بتفاصيلها الدقيقة.

من منا لم يفقد عزيز عليه بسبب الوباء.. من منا لم ير  ويسمع آهات وألم قريب منه.. من منا لم يشعر بالخوف.. من منا لم يغير عاداته الاجتماعية ويتسلح بالكمامة والكحول.. من منا لم يبتعد عن أحبابه وأصدقائه ويتحدث معهم عن بعد.. من منا لم يلتزم بيته فى تباعد لم نعتد عليه.. جميعنا مر وعاش  هذه الأحوال.. بل منا من تألم وعانى من هذا الفيروس الذى أصابه.

علينا جميعا أن نقف مع أنفسنا ونصارحها بحقيقة ضعفنا وعجزنا عن مواجهة هذا الفيروس.. علينا أن نعيد حسابتنا، ونفكر وبحق فى صالح البشرية.. وان ندرك أن العالم أصبح وحدة واحدة... من يمرض فى أحد أطراف الكرة الأرضية قد ينتقل مرضه إلى العالم أجمع وبسهولة.

على الدول وخاصة العظمى أن تهتم بالبحث العلمى والصحة.. وأن توجه الأموال لهما.. وأن يكون الانفاق عليهما أكثر بكثير من الإنفاق على السلاح.. فرغم التطور كشف الفيروس أن ما أوتينا من العلم إلا قليلا.. وأنه كان أكثر فتكا من السلاح.. فما حصده من أرواح زاد بكثير عما حصدته الحرب العالمية الثانية.. علينا أن نستعد لما هو أسوأ.

رحل عام ٢٠٢٠ وقد جاء فى نهايته ببشرى سارة للعالم، وهى اكتشاف اللقاح الذى يجعلنا ننتصر على كورونا.. وأتمنى أن تكون سارة بحق وأن يأتى ٢٠٢١ بالخير ويستطيع العالم أجمع أن يتحصن من كورونا، وأن يذهب هذا الوباء بلا رجعة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة