جلال دويدار
جلال دويدار


رحلة

قاهرة المعز التاريخية ثروة سياحية

جلال دويدار

الأربعاء، 30 ديسمبر 2020 - 08:37 م

القاهرة المحروسة من الناحية السياحية لا تقتصر أهميتها التراثية على وجود أهرامات الجيزة العتيدة. إنها تملك إلى جانب ذلك ثروة هائلة من الآثار والمبانى المعمارية الإسلامية والفريدة. هذه المبانى تعود إلى وقت بنائها على يد جوهر الصقلى بعد الفتح الإسلامى بالإضافة إلى عصور أخرى متعددة.

إنها تشمل المساجد والكنائس والمعابد والقصور والبيوت والمنشآت الخدمية العامة. إن من بينها أيضا معماريات عصر المماليك وكذلك القرن الـ ١٨ والقرن ١٩ وهو ما يطلق عليها القاهرة الخديوية. هذه المواقع الأثرية منتشرة فى العديد من أحياء القاهرة خاصة الواقعةً وسط المدينة وأشهرها الحسين والجمالية ومصر القديمة وشارع عماد الدين.

 رغم أن تراث القاهرة الفاطمية والمملوكى والخديوية حظى ببعض الاهتمام فى فترة ما قبل ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ إلا أن هذا الاهتمام وتنفيذ متطلباته تعاظم فى الآونة الأخيرة تفعيلا لتوجيهات الرئيس السيسى. من هذا المنطلق سوف تجرى عملية تسريع عمليات الترميم والتخطيط لهذه المناطق من أجل الحفاظ عليها وإنهاء سلوكيات التشويه التى كانت سائدة.

 كانت أشهر الأماكن القديمة حظا بهذه الرعاية منطقتة مصر القديمة حيث سور مجرى العيون ومجمع الأديان التى تتواجد بها المسجد الأثرى والكنيسة المعلقة والمعبد اليهودى. إن كل هذه الأثريات تتمتع بالروعة الجمالية التى تدعو للحفاظ عليها باعتبارها تاريخا للحضارة الإنسانية المصرية والإسلامية والمسيحية واليهودية. إنها وبكل المقاييس تمثل ثروة وإطارا لحكايات سياسية واجتماعية وثقافية تعكس الحضارة المصرية القديمة والحديثة.

 فى إطار الاهتمام بسرعة إتمام إنجاز هذا المشروع التراثى الثقافى والسياحى عقد د.مصطفى مدبولى رئيس الوزراء اجتماعا مع المسئولين المكلفين بهذه المهمة. تم فى هذا الاجتماع استعراض المخطط العام الذى قام بإعداده الاستشارى الهندسى. تطرق البحث بعد ذلك لخطوات التحرك فى المرحلة القادمة وفقا للتخطيط الذى تم وضعه.

 شمل البحث نقل سكان هذه المناطق إلى مواقع سكنية بديلة إما بشكل دائم أو حتى تنتهى عمليات التطوير لمناطقهم التراثية. من ناحية أخرى استقر الرأى على التعويض العادل لأى مضار. اتفق إلى أن يكون هناك إطار زمنى للانتهاء من عمليات التطوير.

 بعد إتمام كل المتطلبات اللازمة لاستعادة هذه المناطق التراثية للقاهرة التاريخية بإذن الله يأتى دور وزارة السياحة والشركات السياحية. على هذه الأجهزة أن تكون جاهزة للترويج والتسوق لزيارة هذه المناطق فى برامجها السياحية. من ناحية أخرى فلابد من تسليط الأضواء من خلال الحملات الدعائية إلى هذه المناطق لجذب السياح لزيارتها. ارتباطا فإنه لابد من العمل على توفير المنشآت الخدمية بهذه المناطق على نفس الطراز. إنها تشمل المطاعم الشعبية والفنادق التى يتسم إنشاؤها بالطراز المعمارى السائد. من المؤكد أن هذا المشروع وبعد استكماله بصورته التراثية سوف يصبح استثمارا سياحيا واعدا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة