فيلم قبلة فى الصحراء
فيلم قبلة فى الصحراء


حكاية أول قبلة في تاريخ السينما المصرية

إسلام دياب

الخميس، 31 ديسمبر 2020 - 03:22 م

نجوم السينما هم الذين وجدوا دورًا للقبلة باعتبارها التعبير العميق عن مشهد غرامي يضفي على الجسد بعدًا مهيبًا، وكان التساؤل الدائر حتى يومنا هذا بين جماهير السينما، هل «القبلة» في الأفلام حقيقيًا أم يكون باستخدام الخدع السينمائية، وهل هذه «القُبل» في سياق الموضوع أم خارجة عنه وليس لها داع من وضعها في المشهد؟

أول قبلة في السينما العربية، كانت في فيلم «قبلة في الصحراء» عام 1927 للمخرج الفلسطيني المصري إبراهيم لاما، ولكن أشهر قبلة في السينما المصرية بعد هذا الفيلم، والتي تسببت في أزمة كبيرة تحرك لها الأزهر واحتج عليها بعد عرض الفيلم وقدم بلاغاً للأمن العام، أدى إلى حذفها هي تلك التي ظهرت في فيلم «الوردة البيضاء» عام 1933  بين الموسيقار محمد عبدالوهاب والنجمة الشامية سميرة خلوصي.

ولكن السؤال الآن هل من حق النجم أو النجمة الموافقة على التقبيل من عدمه، وما الأسباب وراء القبول والرفض والإنكار.. ظهر ذلك واضحًا في حوار النجمة «ماجدة» في العدد رقم 1354 من مجلة «آخر ساعة» الصادر في 5 أكتوبر 1960، وجاءت الأسئلة كالتالي:  

هل صحيح أن رشدي أباظة قبلك في فيلم «المراهقات»؟

- أيوه

ولماذا لم ترفضي هذه القبلة كما رفضتي قبله يحيى شاهين في فيلم «عشاق الليل»؟

- قبلة «عشاق الليل» لم يكن الغرض سوى الإثارة، أما قبلة «رشدي أباظة» كانت في سياق أحداث الفيلم.

وقبلة عمر الشريف في فيلم «شاطىء الأسرار»؟

- كانت خدعة سينمائية.

ولكن المخرج عاطف سالم أكد أنها قبلة حقيقة؟

- القبلة الحقيقية في فيلم «المراهقات».

وفيلم «المراهقات» أحدث نجاح كبير عند عرضه كما أنه له قصة ذكرتها ماجدة في مذكراتها، فتقول عنه: «بعد تقديم فيلم أين عمري أصبح من الصعب الاختيار الثاني، فأهم من النجاح المحافظة عليه وبدأت أبحث عن قصة وفكرة واستقريت بعد رحلة من التفكير أن تكون عن حياة المراهقات واقترحت الفكرة على السيناريست علي الزرقاني الذي كان صديقاً لعائلتي، ومطلع على جزء كبير من حياتي، وبعد مجموعة من المشاهد قرأتها قلت له مازحة هو أنت عامل قصة حياتي، فضحك وقال هذا ما أريده لكي تنجحي في هذا العمل بالتحديد يجب أن يكون به جزء كبير من مراهقتك الشخصية لتقديمها بأحاسيسك الطبيعية».

وأكدت ماجدة أن جميع انفعالاتها كانت طبيعية جدا في هذا الفيلم وكانت تشعر أنها وسط عائلتها أخيها بقسوته وأمها بقوة شخصيتها لذلك كانت تمثل بمصداقية شديدة، وأنها زارت مصحة نفسية لتراقب حالة الفتيات المضطربات، وقدمت في هذا العمل عدة شخصيات ونماذج لحياة المراهقات في المدرسة وحياتهن الشخصية والمشاكل المختلفة التي تواجههن في الحياة.

النجمة ماجدة ولدت في طنطا في 6 مايو 1931 وحصلت على شهادة البكالوريا الفرنسية، وكان أبوها موظفا في وزارة المواصلات، بدأت حياتها الفنية وعمرها 15 سنة دون عِلم أهلها وغيرت اسمها إلى ماجدة حتى لا تكتشف، كانت بدايتها الحقيقية عام 1949 في فيلم الناصح إخراج سيف الدين شوكت مع إسماعيل يس.

دخلت مجال الإنتاج وكونت شركة «أفلام ماجدة» لإنتاج الأفلام، ومن أفلامها التي أنتجتها «العمر لحظة» و«جميلة» و«هجرة الرسول» وحصلت على العديد من الجوائز من مهرجانات دمشق الدولي وبرلين وفينيسيا الدولي، وجائزة وزارة الثقافة والإرشاد، وتزوجت عام 1963 من الفنان إيهاب نافع الذي أنجبت منه ابنتها «غادة» وبعد طلاقها لم تتزوج مرة ثانية، ورحلت عن عالمنا في بداية هذا العام في 16 يناير 2020.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة