أنور كامل بريشة شقيقه الفنان فؤاد كامل
أنور كامل بريشة شقيقه الفنان فؤاد كامل


بحثا عن الحرية

أخبار الأدب

الخميس، 31 ديسمبر 2020 - 03:39 م

أحمد طه

خرج أنور كامل من مكمنه فى أواسط الثمانينيات، كان متواريا طوال فترة حكم ناصر والسادات، وعندما بدأ يتحسس خطواته إلى أوكار مثقفى الأجيال التى لم يعش بداياتها ولا نموها ولا بسط هيمنتها على المجال الثقافى المصرى قادته قدماه وقاده حدسه إلى مقهى البستان، وبدأ التعرف على رواد المقهى وملحقاته مثل «بار ستيلا»، الذى كنا نطلق عليه آنذاك «المخزن».
ألقى علىَّ التحية وعرفنى بنفسه، وفوجئ بأننى أعرفه حق المعرفة، فقد كنت مهتما بالجيل الذهبى الذى ينتمى إليه، جورج حنين، أحمد راسم، جويس منصور، التلمسانى..إلخ، وهكذا أصبحنا صديقين مقربين.
كان يعيب علىَّ الهجرة المؤقتة إلى الولايات المتحدة، إذ فقد معظم أبناء جيله بالهجرة إلى أوروبا وجهة  ذلك الجيل بحثا عن الحرية أو هربا من الفاشيست.
بدأ ينشر أوراقه الأسبوعية بعد معرفتى بحوالى عامين، وعندما غبت عن مصر كنت أرسل له قصائدى الجديدة التى أكد على قبل سفرى ضرورة إرسال ما أكتبه فى غربتى لينشرها فى أوراقه التى أتمنى أن يهتم بها أحد الباحثين لأنها وثيقة فى غاية الأهمية لمعرفة هذه السنوات القليلة والهامة والمفصلية فى تاريخ الثقافة والإبداع المصريين.
كان يحكى عن قاهرته التى أتحسر وأنا أسمعه على  قاهرتى التى أصبحت عاصمة للدكتاتورية وقاتلة للمبدعين.
مات أنور كامل ميتة الشجعان، كان يسمع الأطباء وهم يتنبأون برحيله، وكان يفاجئهم بمناقشة مصيره فهو يفهم تماما لغتهم الإنجليزية. كان ينتظر لحظة رحيله بشجاعة وكنت فى منفاى المؤقت فى مدينة شيكاغو، أنتظر لقاءه فى زيارتى المرتقبة الى قاهرتى.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة